واشنطن ستطرح استبدال «التنمية» بـ«أونروا» في الورشة الاقتصادية

مصادر: إدارة ترمب تخطط لتحويل المخيمات الفلسطينية إلى مدن

طفلان أمام منزلهما في مخيم جباليا شمال غزة فبراير الماضي (رويترز)
طفلان أمام منزلهما في مخيم جباليا شمال غزة فبراير الماضي (رويترز)
TT

واشنطن ستطرح استبدال «التنمية» بـ«أونروا» في الورشة الاقتصادية

طفلان أمام منزلهما في مخيم جباليا شمال غزة فبراير الماضي (رويترز)
طفلان أمام منزلهما في مخيم جباليا شمال غزة فبراير الماضي (رويترز)

قال مصدر مقرب من البيت الأبيض إن الورشة الاقتصادية المخطط لها نهاية الشهر المقبل في البحرين، ستتمحور حول الجوانب الاقتصادية لخطة السلام، ولكن سيكون لها جوانب سياسية أيضاً.
وأضاف المصدر كما نشرت صحيفة «يسرائيل هيوم»، أن الولايات المتحدة ستطرح استبدال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، بمعنى إنهاء عملها في الأراضي الفلسطينية وغيرها.
وحسبما أوردت الصحيفة، فإن المحور الرئيسي الذي تدور حوله الخطوات المتوقع عرضها في المؤتمر، هو، «كسر دائرة إدامة الصراع، واستبدال التنمية بالمساعدات، والاعتماد على الاستدامة. وبدلاً من مواصلة الاعتماد على المساعدات، فإن الفكرة هي إعطاء الفلسطينيين أدوات لكي يكونوا مستقلين».
وتنوي الإدارة الأميركية اقتراح سلسلة من الخطوات التي تضع الفلسطينيين على طريق النمو والازدهار، تؤدي في نهاية الأمر إلى تغيير في حالة الفقر واعتماد الكثير منهم على المساعدات. وأضاف المصدر: «سيقف السكان والسلطة نفسها على أقدام مستقلة».
على المستوى العملي، ستقترح إدارة ترمب إعادة ترميم مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وبنائها كمدن دائمة وبلدات ثابتة، والاستعاضة عن أنظمة «أونروا» في مجال التعليم وتوزيع الأغذية ببرامج للاستدامة والتطوير، ترافقها منظمات دولية غير حكومية، ولكن تديرها وتقودها السلطة الفلسطينية نفسها.
وذكرت الصحيفة تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي المبعوث الخاص جيسون غرينبلات، قال فيها إن المؤتمر «يهدف لإظهار كيف يمكن للفلسطينيين رؤية الأمور إذا تم تنفيذ الخطة». ونقلت الصحيفة عن غرينبلات قوله إن «أحد العناصر الرئيسية سيكون إنهاء عمل (أونروا)، التي تعدها الإدارة الأميركية سبباً رئيسياً لإدامة الصراع». ويصل الأمر حد مطالبة الإدارة لإسرائيل بسحب موافقتها بعد حرب الأيام الستة على رسالة كومي – ميشيل مور، التي تسمح لـ«أونروا» بالعمل في الضفة الغربية وقطاع غزة. ووفقاً لما قاله غرينبلات، «يجب نقل الخدمات التي تقدمها (أونروا) إلى دول أخرى أو إلى منظمات أخرى. (أونروا) غير قادرة على الوفاء بالتفويض الممنوح لها من قبل الأمم المتحدة».
وقال مسؤول في البيت الأبيض معقباً على ذلك: «إن خطتنا الاقتصادية تجسد رؤية طموحة ولكن قابلة للتحقيق، وهي تقدم طريقة بديلة مع إمكانية فتح بوابة لمستقبل مزدهر للفلسطينيين إذا كانوا يريدون المضي بهذا الطريق». وتابع: «تكمن في هذه الرؤية القدرة على تغيير حياة الفلسطينيين بشكل جذري وقيادتهم نحو مستقبل أفضل. هذه خريطة طريق مثيرة تشمل مجموعة كاملة من المشاريع الحقيقية، وكذلك لديها القدرة على فك الرسن والانطلاق نحو نمو مستدام من خلال القطاع الخاص، لكننا نفهم أنه فقط من خلال السلام وتسوية مسائل الوضع النهائي يمكن الوصول إلى هذا المستوى من النمو».
وأردف: «الورشة هي فرصة مهمة للجمع بين جهات حكومية وتجارية وتبادل الأفكار ومناقشة الاستراتيجيات لزيادة الدعم والاستثمارات في المشروعات الاقتصادية التي يمكن تحقيقها من خلال اتفاقية السلام. لقد قمنا بصياغة ما نؤمن بأنه الحل الأكثر واقعية، والضروري للجانبين، والذي يضمن الأمن والاحترام والفرص غير المسبوقة للإسرائيليين والفلسطينيين».
وسعي الإدارة الأميركية لشطب «أونروا» ليس جديداً أو مفاجئاً. وتواجه «أونروا» أزمة خانقة بسبب وقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الدعم عن الوكالة ضمن خطة لتصفيتها. وتريد إدارة ترمب إغلاق «أونروا» ضمن خطة للمس بمكانة اللاجئ الفلسطيني. واتفقت إسرائيل والولايات المتحدة على أنه يمكن الاعتراف بـنحو 30 ألفاً إلى 40 ألف لاجئ فقط، وليس أكثر من 5 ملايين ونصف المليون، كما تقول «أونروا»، باعتبار أن صفة اللجوء لا تورّث. لكن خطة ترمب قوبلت برفض شديد من «أونروا» والفلسطينيين كذلك.
ودعت منظمة التحرير وحركة «فتح» الدول العربية لمقاطعة الورشة الاقتصادية التي دعت إليها واشنطن في البحرين.
وقال المسؤول الإعلامي في حركة «فتح» منير الجاغوب، أمس، إن المؤتمر هو «أخطر من مجرد كونه تطبيقاً لمرحلة أخرى من مراحل صفقة القرن، ومحاولة لشطب قضية الشعب الفلسطيني وتحويلها من قضية سياسية إلى مجرد مطالب اقتصادية، إنه التدشين الحقيقي لمشروع إسرائيل الكبرى». وقال المتحدث باسم «فتح» أسامة القواسمي في تصريح: «إننا لا نقايض أو نتفاوض على حريتنا وحقوقنا وقدسنا وأقصانا وقيامتنا، وإننا سنقف صامدين مدافعين عن حقوقنا».
وجددت منظمة التحرير الفلسطينية «معارضتها الحاسمة لعقد هذا المؤتمر ودعت جميع الدول والهيئات والكيانات السياسية والاقتصادية المدعوة للمشاركة في المؤتمر إلى احترام موقف الإجماع الفلسطيني وعدم المشاركة في هذا المؤتمر». وقالت المنظمة في بيانها إنها «لم تكلف أي جهة بالتفاوض نيابةً عن الشعب الفلسطيني». وطالبت جميع الدول العربية التي وافقت على حضور ورشة عمل المنامة، بـ«إعادة النظر في مواقفها والثبات على قرارات قمة الظهران (قمة القدس) 2018، وقمة تونس عام 2019، ومبادرة السلام العربية دون تغيير أو تبديل».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.