مصر: 44 متهماً في «ولاية سيناء» يخضعون لأول جلسة محاكمة

النيابة نسبت إليهم «اغتيال شرطيين»

مصر: 44 متهماً في «ولاية سيناء» يخضعون لأول جلسة محاكمة
TT

مصر: 44 متهماً في «ولاية سيناء» يخضعون لأول جلسة محاكمة

مصر: 44 متهماً في «ولاية سيناء» يخضعون لأول جلسة محاكمة

خضع 44 متهماً بالقضية المعروفة إعلامياً في مصر بـ«خلية ولاية سيناء»، لأولى جلسات المحاكمة، أمس، وواجهتهم النيابة بارتكاب جرائم عدة خلال 3 سنوات تقريباً، ومنها «اغتيال عناصر من الشرطة»، و«حيازة أسلحة».
وقررت محكمة جنايات القاهرة، أمس، تأجيل نظر القضية إلى جلسة الغد (الاثنين)، فيما تضمن قرار إحالة المتهمين الذي ينتمون إلى 7 محافظات مختلفة، ما تنسبه لهم النيابة من ارتكاب جرائم «تولي قيادة جماعة إرهابية داخل البلاد، وبما يهدف إلى ارتكاب جرائم الإرهاب وتدعو لتكفير الحاكم ووجوب الخروج عليه، وتغيير نظام الحكم بالقوة وتعطيل الدستور والقوانين، والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتها، واستباحة دماء المسيحيين ودور عبادتهم».
كما أشارت تحقيقات النيابة إلى أن بعض المتهمين في القضية «مولوا جرائم الإرهاب، ووفروا أسلحة نارية وذخائر أمدوا بها الجماعة، فضلاً عن (طائرة من دون طيار) مزودة بآلة تصوير تم نقلها إلى داخل البلاد لجمع معلومات أمدوا بها الجماعة لارتكاب أعمال إرهابية، وكذلك مواد تستخدم في تصنيع المفرقعات»، بحسب ما أفادت التحقيقات.
كما تطرقت التحقيقات إلى تلقي المتهمين «تدريبات عسكرية وأمنية وتقنية عبر الانضمام لجماعة إرهابية في معسكراتها بشمال سيناء، بينما التحق أحد المتهمين بجماعة مسلحة يقع مقرها خارج مصر، وتتخذ من التدريب العسكري والأساليب القتالية وسائل لتحقيق أغراضها في ارتكاب جرائم إرهابية، وتلقى تدريباً عسكرياً فيها بأن التحق بالجماعة المسلحة المسماة بـ(المهاجرون والأنصار) بسوريا، وتلقى تدريبات عسكرية فيها، وشارك في عملياتها العسكرية هناك».
وفيما يتعلق بجرائم الاغتيال، أشارت تحقيقات النيابة إلى أن المتهمين ارتكبوا جرائم إرهابية بالاتفاق فيما بين بعضهم لقتل «أمين الشرطة محمد سامي غازي، والتخطيط لقتل أفراد الشرطة بتمركز أمني أعلى الطريق الدائري بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وأمين الشرطة السابق إبراهيم قطب أبو حامد، والإعلامي المصري إسلام البحيري، وسرقة أموال شركة الكهرباء تنفيذا لأغراض الجماعة الإرهابية».
ووفق لائحة الاتهام التي أحيل بموجبها المتهمون إلى المحاكمة فإنهم متهمون بـ«حيازة وإحراز أسلحة تقليدية، لاستعمالها في ارتكاب جرائم إرهابية واستعمالها في ارتكاب جريمة قتل أمين شرطة، فضلا عن إحراز سلاح ناري (بندقية آلية) وذخائر مما لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها بقصد استعمالها في نشاط يخل بالأمن والنظام العام، وبقصد المساس بمبادئ الدستور والوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.