المغرب: الأمين العام لـ«الأصالة والمعاصرة» يطرد أبرز معارضيه من المكتب السياسي

TT

المغرب: الأمين العام لـ«الأصالة والمعاصرة» يطرد أبرز معارضيه من المكتب السياسي

في تصعيد جديد للأزمة الداخلية لحزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض، أعلن حكيم بنشماش، الأمين العام للحزب، عن تجريد أحمد اخشيشن، أحد أبرز القياديين المعارضين له، من عضوية المكتب السياسي. وعلى مدى الأسبوع الماضي اتخذ بنشماش قرارات عدة؛ منها إلغاء انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب، وإحالة ملف اجتماع اللجنة التحضيرية للحزب على اللجنة التأديبية، وسحب تفويض رئاسة المكتب الفيدرالي من القيادي المعارض له محمد الحموتي، وإحالة هذا الأخير على اللجنة التأديبية، وتجميد الأمناء العامين الجهويين للحزب في انتظار اختيار أعضاء آخرين مكانهم.
وبرز الخلاف بين مكونات الحزب منذ استقالة الأمين العام السابق إلياس العماري، في أغسطس (آب) 2017، وانتخاب نائبه حكيم بنشماش خلفاً له. واحتد الصراع بشكل خاص بين بنشماش و«مجموعة مراكش» التي يقودها الوزير السابق وأحد مؤسسي الحزب أحمد اخشيشن، والعمدة السابقة لمدينة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري، بالإضافة إلى القيادي والمحامي عبد اللطيف وهبي.
وفي مطلع العام الحالي، تدخل خمسة قياديين، بينهم أمناء عامون سابقون، لرأب الصدع وأطلقوا مبادرة «نداء المسؤولية». وأسفرت المبادرة عن توقيع اتفاق بين التيارين المتصارعين يوم 5 يناير (كانون الثاني) الماضي، كان من أبرز عناصره تفويض رئاسة المكتب الفيدرالي لمحمد الحموتي وتعيين اخشيشن عضواً في المكتب السياسي للحزب. وعزا بنشماش تجريد اخشيشن من عضوية المكتب السياسي إلى عدم التزام الأخير «بالتعاقدات التي أعلنت أمام أنظار المكتب السياسي والمكتب الفيدرالي وسكرتارية المجلس الوطني يوم 05 يناير 2019». وبذلك يكون بنشماش قد وضع حداً لاتفاق 5 يناير، ليعاد فتح باب الصراع بين التيارين على مصراعيه.
في غضون ذلك، أطلقت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب وأعلى هيئة تقريرية بعد المؤتمر)، مبادرة تحت عنوان «نداء المستقبل». وتدعو المنصوري إلى إفساح المجال أمام الشباب لتحمل المسؤولية الحزبية. غير أن مصادر حزبية مقربة من بنشماش ترى في هذه المبادرة حملة انتخابية استعداداً لترشيح المنصوري للأمانة العامة للحزب خلال المؤتمر المقبل.
على صعيد الجهات والمحافظات، تعيش تنظيمات الحزب تداعيات هذه التطورات. ففي الدار البيضاء حاول المنسق الجهوي الموقوف، صلاح الدين أبو الغالي، منع نشاط مجموعة شبابية موالية للأمين العام للحزب بمحافظة البرنوصي حول موضوع «شرعية المؤسسات، الطريق نحو تنظيم قوي».
ووجه أبو الغالي رسالة إلى محافظ المدينة يدعوه لمنع النشاط لكون الأعضاء المسؤولين عن تنظيمه قد جمدت عضويتهم في الحزب. غير أن بنشماش وجه بدوره رسالة إلى المحافظ يخبره بأن الأمانة العامة للحزب جمدت عضوية أبو الغالي كمنسق جهوي للحزب معلناً تبرؤه من أي تصرف أو خطوة يقوم بها هذا الأخير.
بدورها، أكدت مصادر حزبية أن معارضين للأمين العام لحزب «الأصالة والمعاصرة» طرحوا عريضة للتوقيع من طرف أعضاء المجلس الوطني للحزب، بهدف الدعوة إلى عقد اجتماع استثنائي للمجلس للنظر في الإطاحة بالأمين العام. وأشارت المصادر إلى أن المجلس الوطني هو الذي انتخب بنشماش أميناً عاماً وليس المؤتمر، وبالتالي فبإمكان المجلس الوطني أن يعزل بنشماش من هذا المنصب.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.