«فيات كرايسلر» تعرض الاندماج مع «رينو»

عرضت «فيات كرايسلر» اندماجاً متكافئاً على «رينو» أمس (الاثنين)، في مسعى لمجاراة تكاليف التغيرات التكنولوجية والتنظيمية بعيدة المدى عبر إنشاء ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم.
وفي حالة نجاحه، فإن التحالف الذي ستتجاوز قيمته 35 مليار دولار سيغير مشهد القطاع لشركات تصنيع السيارات المنافسة مثل «جنرال موتورز» و«بي إس إيه» صانعة «بيجو» التي أجرت في الآونة الأخيرة محادثات غير باتّة مع «فيات كرايسلر».
ومن المقرر مناقشة خطة المجموعة الإيطالية الأميركية، التي وُضعت عليها اللمسات النهائية في محادثات خلال الليل مع «رينو»، في اجتماع لمجلس إدارة الشركة الفرنسية، أمس.
ورحب المستثمرون بالمخطط الذي يقود إلى شركة صناعة سيارات تنتج أكثر من 8.7 مليون سيارة سنوياً ويهدف إلى وفورات بخمسة مليارات يورو (5.6 مليار دولار) سنوياً، وارتفعت أسهم الشركتين بشكل كبير.
وستحتل الشركة الجديدة المرتبة الثالثة في صناعة السيارات عالمياً خلف «تويوتا» اليابانية و«فولكسفاغن» الألمانية.
لكن المحللين حذروا أيضاً من تعقيدات كبيرة تشمل تحالف «رينو» القائم مع «نيسان» ودور الدولة الفرنسية باعتبارها المساهم الأكبر في «رينو»، والمعارضة المحتملة من الساسة والعمال لأي تخفيضات.
وقال ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء الإيطالي، إن الاندماج المقترح قد يكون خبراً جيداً لإيطاليا إذا ساعد «فيات» على النمو، لكن من المهم الحفاظ على الوظائف.
وقال مايك مانلي الرئيس التنفيذي لـ«فيات كرايسلر» في خطاب للموظفين، إن الاندماج قد يستغرق أكثر من عام لإتمامه.
وقد تساعد الصفقة كلتا الشركتين على معالجة أوجه قصور معينة، والتعامل مع تحديات التحول نحو تقنيات السيارات الكهربائية وذاتية القيادة، وتشديد القواعد التنظيمية المتعلقة بالانبعاثات.
ولـ«فيات كرايسلر» أعمال عالية الربحية في أميركا الشمالية من خلال شاحناتها «رام» وعلامتها «جيب»، لكنها خسرت أموالاً في الربع الماضي في أوروبا، حيث يعمل أغلب مصانعها بأقل من 50% من طاقتها وربما تعاني بسبب قيود جديدة تتعلق بالانبعاثات.
في المقابل، كانت «رينو» أحد المبادرين بالتحول نحو السيارات الكهربائية، إلى جانب تطويرها تكنولوجيا محركات ذات كفاءة عالية نسبياً في استخدام الوقود وحضور قوي في الأسواق الناشئة، لكن دون أعمال في الولايات المتحدة. وليس لأيٍّ من الشركتين حضور يُذكر في الصين. وقالت «فيات كرايسلر»: «مبرر الاندماج تعززه أيضاً الحاجة إلى اتخاذ قرارات جريئة لاقتناص فرص مناسبة ناتجة عن التحول في صناعة السيارات». وقد تكون له أيضاً آثار كبيرة على تحالف «رينو» مع «نيسان» المستمر منذ عشرين عاماً، والذي أضعفته بالفعل الأزمة المحيطة بإلقاء القبض على رئيس مجلس الإدارة السابق للتحالف كارلوس غصن وعزله أواخر العام الماضي.
وقفزت أسهم «فيات كرايسلر» المدرجة في ميلانو 19% في التعاملات المبكرة، بينما زاد سهم «رينو» 17%، ونزلت أسهم «بي إس إيه» 2.5%.
المتحدثة الرئيسية باسم الحكومة الفرنسية، أكبر المساهمين في «رينو»، علقت قائلة إن الحكومة تدعم اندماجاً مع «فيات كرايسلر» من حيث المبدأ لكنها ستحتاج إلى الاطلاع على مزيد من التفاصيل.
وقال مسؤول آخر في باريس إن فرنسا ستولي «انتباهاً خاصاً للعمالة والتأثير الصناعي». مضيفاً أن أي صفقة لا بد أن تحمي تحالف «رينو» مع «نيسان» التي رفضت حديثاً مقترح اندماج من صانع السيارات الفرنسي.
وسعياً لتهدئة المخاوف، أكدت «فيات كرايسلر» وجود «فرص جديدة للموظفين من كلتا الشركتين». وقالت: «المكاسب من العملية المقترحة لا تفترض أي إغلاق مصانع، لكن ستتحقق من خلال استثمار رأسمالي أكثر كفاءة».