الهزيمة تعكر احتفالات يوفنتوس... ورونالدو يخسر لقب الهداف

أسدل الستار على بطولة إيطاليا لكرة القدم بعد موسم شهد الكثير من الإيجابيات والسلبيات وتتويجاً جديداً ليوفنتوس هو الثامن على التوالي والخامس والثلاثون في تاريخه، لكن من دون فرحة حقيقية.
وودع المدرب ماسيميليانو أليغري فريقه يوفنتوس بالخسارة في المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة أمام مضيفه سمبدوريا صفر - 2. فيما نجح أتلانتا وإنتر ميلان في مرافقته ووصيفه نابولي إلى دوري أبطال أوروبا.
وتسلم أليغري منصبه قبل خمس سنوات، ويملك سجلاً حافلاً مع فريق «السيدة العجوز»، إذ قاده إلى اللقب المحلي خمس مرات، وإلى التتويج بكأس إيطاليا أربع مرات والكأس السوبر الأوروبية مرتين، كما بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين وخسرهما أمام الغريمين الإسبانيين برشلونة (2015) وريال مدريد (2017).
لكن أليغري تعرض لانتقادات كثيرة بعد خروج يوفنتوس الباحث عن لقب ثالث في دوري أبطال أوروبا وأول منذ 1996. من ربع نهائي المسابقة هذا الموسم على يد أياكس أمستردام الهولندي رغم تعزيز صفوفه بضم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من ريال مدريد الإسباني مقابل نحو 100 مليون يورو. كما خرج من الدور ربع النهائي لكأس إيطاليا على يد أتلانتا. وخاض يوفنتوس المباراة في غياب رونالدو وبعض اللاعبين الأساسيين لعدم أهمية المباراة بالنسبة إليه بعد أن توج باللقب المحلي للمرة الثامنة الشهر الماضي.
واعتبر القدوم المفاجئ للنجم البرتغالي من ريال مدريد الصيف الماضي بمثابة الحبة الأخيرة في العنقود من أجل التتويج بدوري أبطال أوروبا. بيد أن وجود ابن الرابعة والثلاثين في صفوف فريق «السيدة العجوز» لم ينه صيام النادي الإيطالي عن اللقب القاري المستمر منذ 23 عاماً، لكنه لعب دوراً هاماً في تتويج فريقه بطلاً للدوري المحلي، وكان هدافاً له مع 21 هدفاً في 31 مباراة خاضها دون أن يتوج في المقابل هدافاً للدوري.
وأخفق رونالدو للموسم الرابع على التوالي بالتتويج بلقب هداف بطولة الدوري، وهو ما يعد عثرة جديدة في طريق اللاعب الكبير الذي أصبح أول لاعب يفوز بلقب الدوري وجائزة لاعب العام في كل من إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا.
وحل رونالدو في المركز الرابع في قائمة هدافي الدوري الإيطالي بفارق خمسة أهداف عن المتصدر فابيو كوالياريلا (36 عاماً)، (26 هدفاً). وتعتبر الحصيلة التهديفية لرونالدو هذا الموسم مع يوفنتوس هي الأقل عبر مسيرته في الدوريات الأوروبية منذ أن رحل عن صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي.
ولكن يجب أن نأخذ في الحسبان أنه غاب لبعض الفترات عن مباريات الدوري الإيطالي بعد تعرضه لإصابة مع المنتخب البرتغالي، وذلك قبل انطلاق منافسات دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا. يذكر أن أهداف رونالدو مع ريال مدريد، ناديه السابق، في الدوري الإسباني لم تقل في أي مرة عن 25 هدفاً، وكان ذلك أسوأ معدل تهديفي له حققه في موسم 2016 - 2017.
وتوج رونالدو للمرة الأخيرة بلقب هداف الدوري في موسم 2013 - 2014 مع ريال مدريد عندما سجل في ذلك الموسم ما يزيد عن ضعف ما سجله في الموسم المنقضي مع يوفنتوس، حيث وصل إلى 48 هدفاً.
ويعتبر هذا الرقم هو الأفضل في تاريخ الدوري الإسباني بعد الرقم القياسي المسجل باسم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد برشلونة، الذي سجل 50 هدفاً في موسم 2011 - 2012.
وفي المواسم التالية أخفق رونالدو مراراً وتكراراً في التتويج بلقب هداف الدوري الإسباني لحساب لويس سواريز في موسم 2015 - 2016 وميسي في موسمي 2016 - 2017 و2017 - 2018.
في المقابل عاش مهاجم سمبدوريا المخضرم فابيو كوالياريلا أفضل مواسمه بعمر السادسة والثلاثين وتوج هدافاً للدوري برصيد 26 هدفاً، متقدماً بفارق 3 أهداف عن أقرب منافسيه مهاجم أتلانتا الكولومبي دوفان زاباتا. وكان كوالياريلا عادل في يناير (كانون الثاني) الماضي رقم الهداف الأرجنتيني غابريال باتيستوتا بتسجيله في 11 مباراة توالياً في الدوري المحلي من دون أن يتمكن من تحطيمه بعد خسارة فريقه أمام نابولي صفر - 3. وساهم تألقه بشكل لافت هذا الموسم في عودته إلى صفوف المنتخب بقيادة المدرب روبرتو مانشيني، وأصبح أكبر لاعب سناً يسجل هدفا لمنتخب بلاده في مارس (آذار) الماضي.
كان أتلانتا مفاجأة الموسم، وتوج جهوده بالتأهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه علماً بأن النادي تأسس قبل 111 عاماً. نجح المدرب جان بيار غاسبيريني في بناء فريق صلب لا يملك نجوماً في صفوفه، لا سيما في خط الوسط الذي يضم الرباعي الهولندي مارتن دي روون، والبلجيكي تيموثي كاستاني، والسويسري ريمو فرويلر والألماني روبين غوزينس.
واعتمد الفريق على أسلوب الضغط العالي على المنافس، ولطالما شبه بأسلوب أياكس أمستردام الهولندي، كما أن الفريق أنهى الموسم بأفضل خط هجوم مع تسجيل 77 هدفاً، أي أكثر بسبعة أهداف من يوفنتوس البطل، وذلك بقيادة الثلاثي المؤلف من الكولومبي دوفان زاباتا، والأرجنتيني أليخاندرو داريو «بابو» غوميز والسلوفيني يوسيب إيليتشيتش.وخاض روما موسماً مخيباً للآمال، فبعد بلوغه الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، افتقد فريق العاصمة إلى الاستقرار في المستوى. وقامت إدارة النادي بإقالة المدرب فرانشيسكو أوزيبيو بعد الخروج أمام بورتو البرتغالي في الدور الثاني من المسابقة الأوروبية، وعين بدلاً منه بصورة مؤقتة المخضرم كلاوديو رانييري.
وأنهى روما الدوري في المركز السادس وسيكتفي بالمشاركة في الدوري الأوروبي («يوروبا ليغ») الموسم المقبل.
وكان روما تلقى هزيمة نكراء أيضاً على يد فيورنتينا 1 - 7 في مسابقة الكأس، وخسر جهود قائده دانييلي دي روسي بعد 18 عاماً وخوض أكثر من 600 مباراة في صفوفه بعد أن قرر مجلس إدارة النادي عدم تجديد عقده.
وبدأ موسم إنتر ميلان بأفضل طريقة ممكنة من خلال عودته للمشاركة في دوري الأبطال بعد غياب سبع سنوات. ورغم خروج الفريق بصعوبة من دور المجموعات بفارق ضئيل، فإنه كان في طريقه للعودة إلى المسابقات الأوروبية من خلال احتلاله مركزاً متقدماً في الدوري. لكن العام الجديد بدأ بطريقة سلبية عندما تأخر هدافه وقائده الأرجنتيني ماورو إيكاردي بالعودة من إجازة آخر السنة فغرمه النادي بمبلغ 100 ألف يورو، ثم نزع عنه شارة القائد. ووسط خلاف في تجديد عقده، تمرد إيكادري هداف الدوري الموسم الماضي برصيد 29 هدفاً، وابتعد عن المشاركة في صفوف الفريق لمدة 53 يوماً، مما جعل الفريق يمر بمرحلة انعدام وزن. رغم ذلك، نجح إنتر ميلان في حسم بطاقة التأهل إلى دوري الأبطال في المرحلة الأخيرة بفوزه على إمبولي 3 - 1. وسجل إيكادري 11 هدفاً هذا الموسم.
في حين أنهى كييفو موسماً سيئاً للغاية وبأسوأ طريقة ممكنة، حيث حقق أدنى عدد من النقاط بتعادله السلبي مع فروزينوني الهابط معه إلى الدرجة الثانية. وجمع كييفو في 38 مباراة 17 نقطة فقط، وهو أدنى رصيد منذ اعتماد نظام النقاط الثلاث للفوز ومشاركة 20 فريقاً في الدوري عام 2004. وكان الرقم القياسي السلبي السابق مسجلاً باسم بيسكارا الذي حصد 18 نقطة في موسم 2016 - 2017.