جعجع: هدفنا الوصول إلى أفضل موازنة والأسد لا يريد عودة النازحين

TT

جعجع: هدفنا الوصول إلى أفضل موازنة والأسد لا يريد عودة النازحين

شدّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، على أن الهدف هو الوصول إلى أفضل موازنة، وجدد التأكيد على موقف لبنان الموحد الرافض للتوطين، معتبراً، في الوقت عينه، أن النظام السوري لا يريد عودة اللاجئين.
وقال جعجع، في حديث إذاعي، «لا أعلم لماذا هذا الانطباع موجود في أذهان الناس، وكأن مقياس الجدية في العمل هو كسر مزراب العين، أو رفع الصوت، أو معاكسة المسار السائد في مجلس الوزراء، وزراء (القوات) لم يقوموا بأي منها، لأن الهدف الأساسي الوصول إلى أفضل موازنة ممكنة، فالوضع لم يعد يحتمل أي عنتريات أو مماطلة، أو تثبيت مواقف، ولا أي محاولة لكسب النقاط».
وانتقد جعجع، وزير الخارجية جبران باسيل، من دون أن يسميه قائلاً: «بعدما انتهينا من مناقشة أبواب الموازنة وبنودها، قام البعض بتقديم ورقة تتضمن بنوداً أعادتنا إلى الوراء، بينها بنود اتخذنا القرار سابقاً فيها، وأعتقد أن كل هذا الأمر من أجل التفرد بالإنجاز».
وأكد أن الموازنة تتضمن بنوداً إصلاحية بحاجة لمتابعة، مضيفاً: «هناك أيضاً بنود كبيرة لا أجوبة عليها، ولا نعلم كيف ستسجل، مثل المعابر غير الشرعية التي تؤثر على اقتصادنا ككل، والتهرب الضريبي المقدر بمليار أو ملياري دولار في لبنان».
وبشأن تقرير رئيس لجنة المال عن التوظيف العشوائي، أكد جعجع: «أحد مطالبنا في الموازنة هو إلغاء التوظيفات ما بعد القانون 46، إلا من حصل على إذن من مجلس الوزراء، وهي حالات نادرة، والتوظيفات غير القانونية نبحث عن إجراء قانوني للبت بها».
وعن حديث الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، عن محاربة الفساد، قال جعجع: «صوت وزراء (حزب الله) ناعم جداً، وليس شديد المعارضة، لأن الأولوية لديه في ظل الظرف الإقليمي الحالي، الحفاظ على تحالفاته، وليس محاربة الفساد؛ يحارب الفساد من دون أن يصطدم معهم ويخسرهم».
وتطرق جعجع إلى ملف النازحين السوريين، مؤكداً أن رئيس النظام (بشار الأسد) لا يريد عودتهم. وقال: «(حزب الله) كلف النائب نوار الساحلي بتسجيل الأسماء لإعادتهم، ولكن الوقائع تقول بأن الأمن العام منذ أكثر من سنة ونصف السنة يقدم لوائح بالأسماء إلى سوريا، تأخذ أشهراً عدة، ولا يعود منها إلا قليل القليل لأسباب ديموغرافية سياسية، وسوريا من دون 10 آلاف معارض أفضل من وجودهم بالنسبة إلى الأسد، ويستعملهم كورقة بيده».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».