المدير الجديد لـ«إيسيسكو» يشرع في ترتيب الوضع الداخلي للمنظمة

قرر تدوير بعض المناصب كالإدارة المالية واتحاد جامعات العالم الإسلامي والمراقبة المالية

المدير العام الجديد لـ«إيسيسكو» (الشرق الأوسط)
المدير العام الجديد لـ«إيسيسكو» (الشرق الأوسط)
TT

المدير الجديد لـ«إيسيسكو» يشرع في ترتيب الوضع الداخلي للمنظمة

المدير العام الجديد لـ«إيسيسكو» (الشرق الأوسط)
المدير العام الجديد لـ«إيسيسكو» (الشرق الأوسط)

شرع الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام الجديد لـ«إيسيسكو»، في ترتيب البيت الداخلي للمنظمة، وفق رؤية جديدة تقوم على التشاور والتشاركية والإنصات، وإتاحة الفرصة لجميع الموظفين على اختلاف رتبهم الإدارية للتعبير عن رأيهم حول طرق التسيير، وتقديم مقترحاتهم حول تطوير آليات العمل وتحسين أوضاعهم المادية.
ومن أول القرارات التي اتخذها المدير العام الجديد لـ«إيسيسكو» تدوير بعض المناصب كالإدارة المالية، واتحاد جامعات العالم الإسلامي والمراقبة المالية.
ويبدو أن «إيسيسكو» تعاني من نقص كبير في الأطر الشابة الفتية، ذلك أن 34 في المائة من العاملين تجاوزت أعمارهم 60 عاما، و30 في المائة؜ منهم تجاوزت أعمارهم 50 عاما، وهذا لا يتوافق ومتغيرات العصر التي تبنى على سواعد الشباب، حسبما قال مصدر في المنظمة لـ«الشرق الأوسط».
في سياق ذلك، أسند المدير العام الجديد لـ«إيسيسكو» مهام إدارية استراتيجية لعدد من الموظفين والموظفات الشباب في قطاعات التخطيط، وتقنيات المعلومات والإعلام الجديد، سعيا منه لضخ دماء جديدة في جسم المنظمة، وتجديد هياكلها وطرق العمل فيها.
وحسب المصدر ذاته، يبدو أن «إيسيسكو» ستتخذ في المرحلة الراهنة مبدأ البقاء للأفضل ولمن ينتج، كما ستأخذ مسارا جديدا في ضخ دماء شابة جديدة، بديلة عن عدد كبير ممن قدموا ما بوسعهم لهذه المنظمة خلال فترة عملهم بها.
وفي بادرة لقيت استحسانا أقام المدير العام الجديد إفطارا رمضانيا جماعيا لموظفي «إيسيسكو»، كما التقى بجميع العاملين، وفتح مجالا خصبا للآراء والمقترحات من خلال عنوان بريدي إلكتروني خصصه لذلك، حيث تلقى كثيرا من المقترحات التي تصب في مصلحة المنظمة.
وكان المدير العام الجديد قد طلب فور تعيينه من المؤتمر العام الاستثنائي في 9 من مايو (أيار) الحالي الموافقة على الزيادة في رواتب الموظفين من 5 إلى 15 في المائة كل حسب أدائه، وتم له ذلك.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن «إيسيسكو» بدأت في مراجعة لوائحها التنظيمية والمالية، ومراجعة خطتها الثلاثية 2019 – 2021، والخطة متوسطة المدى 2019 – 2027، ومراجعة هيكلتها واختصاصات الإدارة العامة لـ«إيسيسكو»، وتحديد الحاجيات المستعجلة للمنظمة في مجال الأطر والكفاءات الشابة، وذلك من خلال تشكيل عدد من اللجان، التي ستقدم توصياتها المتوافقة مع المتغيرات في الساحة الإسلامية، وحسب الرؤى الجديدة في نهاية شهر يونيو (حزيران) المقبل.
يذكر أنه تم تعيين الدكتور سالم بن محمد المالك مديرا عاما جديدا للمنظمة من طرف الدورة الثالثة للمؤتمر الاستثنائي لإيسيسكو لفترة تستمر إلى نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2024، وذلك خلفا للدكتور عبد العزيز التويجري الذي ظل مديرا عاما للإيسيسكو على مدى 27 سنة.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.