منظمات حقوقية تصف مقتل 29 محتجزاً في مركز للشرطة في فنزويلا بالمذبحة

منظمات حقوقية تصف مقتل 29 محتجزاً في مركز للشرطة في فنزويلا بالمذبحة
TT

منظمات حقوقية تصف مقتل 29 محتجزاً في مركز للشرطة في فنزويلا بالمذبحة

منظمات حقوقية تصف مقتل 29 محتجزاً في مركز للشرطة في فنزويلا بالمذبحة

شككت جماعات معنية بحقوق الإنسان في فنزويلا بالرواية الرسمية للأحداث التي اندلعت خلال مواجهات في مركز توقيف احتياطي في بلدة أكاريغوا (غرب)؛ حيث لقي ما لا يقلّ عن 29 سجينا مصرعهم وأصيب نحو 20 شرطيّاً بجروح في مواجهة في أحد الزنازين فيما وصفه مسؤول حكومي بمحاولة هرب فاشلة، حسبما ذكرت صحيفة إيل ناسيونال اليومية. وقال الصحافي دانيال كولينا على موقع «تويتر» إنه كان هناك تبادل لإطلاق النار وانفجار قنابل يدوية. واتهم مرصد السجون الفنزويلية السلطات بارتكاب «مذبحة».
وقال هومبرتو برادو من مرصد السجون الفنزويلية في مقابلة عبر الهاتف مع رويترز: «كيف كانت هناك مواجهة بين السجناء والشرطة، ولكن الموتى من السجناء فقط؟. وإذا كان لدى السجناء أسلحة، فكيف دخلت إليهم؟». وقال برادو إن المحتجزين لعدة أيام ظلوا يطالبون المحققين بمساعدتهم على منع نقلهم إلى سجون بعيدة، حيث لن يتمكنوا من استقبال زيارات من أقاربهم. وقال برادو إن السلطات دخلت الزنزانة لإجراء تفتيش وإخراج النساء الزائرات عندما اندلع العنف، مقدرا أن هذه المنشأة تضم في الواقع نحو 540 سجينا.
وقال كارلوس نييتو مدير منظّمة «نافذة حرّية» لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ المواجهات اندلعت عندما حاولت عناصر من القوّات الخاصّة اقتحام المركز من أجل تحرير زوار كانَ موقوفون قد اتّخذوهم الخميس رهائن. وقال: «صباحاً، أرسلوا قوّات العمليّات الخاصّة، ودارت مواجهات. الموقوفون كانوا مسلّحين وأطلقوا النار على الشرطيين. ويبدو أنهم فجّروا قنبلتين يدويّتين». وأضاف نييتو أن المتمردين يطالبون بـ«الطعام ونقلهم إلى سجون»، منددا أيضا بـ«انتهاكات» ارتكبها عناصر الشرطة المكلفون بمراقبتهم. وأكد الناشط إن مراكز الحبس الاحتياطي «ليست أماكن مناسبة لاحتجاز معتقلين أكثر من 48 ساعة. ومن مسؤولية الوزارة الاهتمام بالسجناء، لكنها لا تقوم بما يتعين عليها القيام به».
وأضاف أن الوضع «فوضوي» في السجون، مشيرا إلى ازدياد سيطرة العصابات عليها.
وقال أوسكار فاليرو وزير أمن المواطن بالولاية للصحافيين: «كانت هناك محاولة للهرب واندلع شجار بين العصابات (المتنافسة).. ومع تدخل الشرطة لمنع الهرب، وقعت 29 حالة وفاة»، مضيفا أن نحو 355 شخصا كانوا محتجزين في الزنزانة. وقال إن المعتقلين فجروا ثلاث قنابل يدوية، ما أسفر عن إصابة 19 من ضباط الشرطة.
وأُنشئت هذه الزنازين التابعة للشرطة في فنزويلا لاحتجاز المواطنين لمدة 48 ساعة خلال مواجهتهم اتهامات رسمية. لكن المحتجزين قد يقضوا أشهر أو حتى سنوات في مثل هذه المنشآت نظرا لأن السجون مكتظة للغاية بدرجة لا يمكنها استقبالهم وبسبب التأخير الدائم في إجراءات العدالة الجنائية الأساسية المطلوبة لإدانتهم.
وفي عام 2018 أدت أعمال شغب أسفرت عن نشوب حريق في أحد زنازين الشرطة بمدينة بلنسية وسط البلاد إلى مقتل 68 شخصا بينهم امرأتان زائرتان. وأظهر مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي نزيلا مقنعا يشهر سلاحا مع زائرتين لمركز الشرطة. وقال الرجل إنه «مستعد للموت» بينما دعت المرأة إلى «الحوار».
يذكر أن الاضطرابات شائعة في سجون فنزويلا المزدحمة حيث قتل 39 شخصا في عام 2017 في سجن في ولاية أمازوناس، كما قتل 69 شخصا في عام 2018 في مركز للشرطة قرب العاصمة كاراكاس، وفقا لأرقام مرصد السجون الفنزويلية. ولا تصدر وزارة شؤون المعتقلات بيانات بشأن هذا النوع من الأحداث، وتعتبر أنّ مراكز التوقيف الاحتياطي لا تقع ضمن نطاق صلاحياتها. وذكرت منظمة «نافذة الحرية» أن 500 مركز من هذا النوع موجود في البلاد وتستقبل بالإجمال 55000 سجين، فيما بالكاد تصل قدرتها الاستيعابية إلى 8000. وفي سجن أكاريغوا الذي يتسع لـ60 شخصا، يُعتقل 500 شخص، كما يقول تقرير للشرطة تمكنت وكالة الصحافة الفرنسية من الاطلاع عليه.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».