«شبح الديراني» يطارد جندياً إسرائيلياً خطفه سنة 1994

مسؤول حركة «أمل» اللبنانية «باع» الطيّار رون أراد لـ {الحرس الثوري}

TT

«شبح الديراني» يطارد جندياً إسرائيلياً خطفه سنة 1994

كشف جندي إسرائيلي كان قد شارك في عملية خطف مصطفى الديراني من لبنان، سنة 1994، أنه يعاني من كوابيس مخيفة، ولا ينام الليل، ويستيقظ مفزوعاً، ويتخيل سماع أصوات مرعبة.
وجاء ذلك خلال دعوى رفعها هذا الجندي ضد الجيش الإسرائيلي قبل سنوات، ليطالب بالاعتراف بأنه مصاب بصدمة نفسية شديدة يستحق عليها أن يتم الاعتراف به كمشوه حرب. وقد نجح في قضيته هذه الأيام، وتم الاعتراف به هذا الأسبوع، وستدفع له حقوقه في التعويضات اللازمة.
والديراني هو القائد الأسبق للقوات المسلحة في حركة «أمل» اللبنانية. وفي سنة 1986، تمكن من أسر الطيار الإسرائيلي رون أراد، وقد احتفظ به لمدة سنتين ثم «باعه» مقابل المال إلى الحرس الثوري الإيراني. وفي سنة 1994، قامت قوة كوماندوس إسرائيلية بخطفه من بيته في قرية في البقاع اللبناني حتى يدلي بمعلومات تعين إسرائيل على الوصول إلى الطيار الأسير، ولكنه لم يساعد بشيء، حيث إنه هو نفسه لم يكن يعرف شيئاً عن الأسير. وفي سنة 2004، أطلق سراح الديراني في إطار صفقة تبادل أسرى مع «حزب الله».
وتعرض الديراني لتعذيب بشع في السجن الإسرائيلي. وفي سنة 2013، رفع دعوى ضد الشاباك (جهاز المخابرات الإسرائيلي)، يطلب فيه تعويضات عما تسبب به التعذيب من أذى، لكن المحكمة العليا ردت الدعوى بعد بحث دام 3 سنوات.
وقصة الجندي الإسرائيلي المذكور أنه حمل على كتفيه مصطفى الديراني عندما خطف من بيته حتى الوصول إلى السيارة. وبعد تسريحه من الجيش، صار يشعر بأن شبح الديراني يلاحقه، ويظهر له في الليالي، ويجعله يهب مفزوعاً من النوم، لدرجة أنه صار يخاف النوم. وباشر تلقي علاجات نفسية، وراح وضعه يتدهور، لدرجة تهديد من يحيطون به، لكن الجيش رفض الاعتراف بأنه مشوه حرب، فأحضر تقارير طبية من جهات طبية خاصة تبين أنه معوق نفسانياً بشكل خطير.
ويوم أول من أمس، انتهى البحث في قضيته في المحكمة، وتقرر الاعتراف بأنه مشوه حرب، وأقرت له حقوق المعوق والتعويضات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.