الحكومة المغربية تصادق على تحسين تعويضات موظفي الأمن

TT

الحكومة المغربية تصادق على تحسين تعويضات موظفي الأمن

صادق مجلس الحكومة المغربية، في اجتماعه الأسبوعي أمس، على مشروع مرسوم يستهدف تحسين الوضعية المادية لموظفي الأمن المغربي، عن طريق مراجعة الأرقام الاستدلالية والتعويضات الدائمة لموظفيه، وذلك بعد أيام من تخليد الذكرى الثالثة والستين لليوم الوطني للأمن الوطني، الذي يصادف 16 مايو (أيار) من كل عام.
وقال مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في لقاء صحافي عقب اجتماع المجلس الحكومي، إن هذا الأخير صادق على «مشروع المرسوم الذي تم إعداده تطبيقاً لتعليمات الملك محمد السادس»، مشيراً إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني هي التي أشرفت على إعداد «مشروع مرسوم للتدبير الأمثل للموارد البشرية، وتحسين العرض الأمني، والاستجابة لحاجيات المواطنين، وتشجيع الموظفين على القيام بعملهم».
واعتبر الخلفي أن المرسوم المذكور نص على إعادة النظر في مدة «الأقدمية المطلوبة للترقي في بعض الدرجات من أجل تكريس وتعزيز التسلسل الهرمي للهيئة»، كما نص على تنظيم «مباراة عميد شرطة ممتاز، وإمكانية اللجوء إلى التوظيف المباشر، مع مراعاة الشروط اللازمة».
أما بشأن التغطية الصحية للوالدين، فقد أكد الخلفي أن الحكومة عازمة على تنفيذ هذا المشروع الطموح الذي سيمكن من تحسين القدرة الشرائية لدى شريحة واسعة من الأسر المغربية، معتبراً أنه من غير المعقول أن يبقى مشروع القانون لأزيد من ثلاث سنوات في المؤسسة التشريعية.
من جهة ثانية، وفي خطوة من شأنها تأجيج أزمة ملف الأساتذة المتعاقدين بالمغرب، قررت النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية، أمس، مقاطعة جلسة الحوار التي دعت لها وزارة التربية لبحث ملف الأساتذة، وذلك بعد رفض تنسيقية الأساتذة المتعاقدين المشاركة في الحوار.
وأعلنت النقابات التعليمية الخمس في بيان لها قبل ساعات من اللقاء، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أنها قررت «مقاطعة جلسة الحوار الشكلي مع وزير التربية الوطنية، التي كان من المرتقب عقدها اليوم (أمس الخميس) الخاصة بملف التعاقد».
وأضاف البيان أن القرار جاء احتجاجاً على «عدم الجدية بما يفضي إلى حلول عادلة ومنصفة للملفات المطروحة، كما تسجل عدم جدية الحكومة ووزارة التربية في معالجة قضايا التعليم العمومي وملفات الشغيلة التعليمية».
وطالبت النقابات التعليمية الخمس الوزارة والحكومة بـ«توفير شروط التفاوض الحقيقي، وعقد لقاء عاجل للحوار حول كل ملفات الشغيلة التعليمية»، كما جددت دعوتها الحكومة إلى التعامل «الجدي والمسؤول وإعطاء الأجوبة المناسبة والعاجلة لملفات الشغيلة التعليمية ومن بينها الأساتذة الذين فُرض عليهم التعاقد، الزنزانة 9 (أصحاب السلم الإداري التاسع)، وحاملو الشهادات العليا». كما دعت النقابات التعليمية الخمس إلى التعبئة الجماعية لإنجاح ما تبقى من البرنامج الاحتجاجي المسطر طيلة شهر رمضان، وعلى رأسه احتجاجات السبت 25 مايو (أيار) و1 يونيو (حزيران)، وحثت رجال التعليم على المشاركة الواسعة في الاحتجاجات المسطرة ضد ما سمته «استهتار الحكومة ووزارة التربية الوطنية في تعاملهما مع كل ملفات الشغيلة التعليمية المشتركة والجماعية والفئوية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.