موجز أخبار

TT

موجز أخبار

الصين تتهم برلين بالتدخل في شؤونها الداخلية
بكين - «الشرق الأوسط»: اتهمت بكين الحكومة الألمانية بالتدخل في الشؤون الداخلية للصين. ووجه متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ أمس الخميس انتقادا لاذعا للاعتراف بناشطين من هونغ كونغ كلاجئين في ألمانيا. وقال لو كانغ: «إننا نطالب بجدية الجانب الألماني باحترام سيادة القانون واستقلالية القضاء في هونغ كونغ... يتعين على ألمانيا التوقف عن التدخل بأي شكل من الأشكال في شؤون هونغ كونغ وشؤون الصين».
يشار إلى أن راي وونج، 25 عاما، وألان لي، 27 عاما، هما أول ناشطين من هونغ كونغ، عرف عنهما أنهما حصلا على حماية سياسية في أوروبا، وذلك بعد اتهامهما بالمشاركة في احتجاجات عنيفة عام 2016 وفر الناشطان لألمانيا بعد أن أفرج عنهما عام 2017 بكفالة. وأضاف المتحدث أنه «غير قابل للجدل» أن تكون هونغ كونغ خاضعة لسيادة القانون وأنها تحمي حقوق مواطنيها وحرياتهم، مؤكدا أن تم تطبيق مبدأ «دولة واحدة ونظامان»، الذي يتم حكم هونغ كونغ بموجبه تحت سيادة الصين. ودون التطرق لحالات بعينها، أعرب متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في برلين عن «قلق متزايد» من جانب الحكومة الألمانية تجاه تضاؤل نطاق الحرية للمعارضة وحرية الرأي والصحافة في المناطق الإدارية الخاصة بجمهورية الصين الشعبية.

مناورات بحرية بين واشنطن وطوكيو وسيول وكانبيرا
طوكيو - «الشرق الأوسط»: قالت البحرية الأميركية أمس الخميس إن سفنا تابعة لها أجرت مناورات مشتركة مع سفن حربية من اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية في أول تدريب مشترك لهذه الدول في غرب المحيط الهادي. وتجري مناورات (باسيفيك فانغارد) بالقرب من جزيرة غوام الأميركية قبل زيارة الرئيس دونالد ترمب لليابان مطلع الأسبوع المقبل، إذ تتطلع واشنطن لمساعدة حلفائها في آسيا في مواجهة قوة الصين العسكرية في المنطقة. وقال الأميرال فيليب سويار قائد الأسطول السابع للبحرية الأميركية في بيان «باسيفيك فانغارد تضم قوات من أربع دول بحرية لها نفس التوجه وتوفر الأمن في أنحاء منطقة المحيط الهادي - الهندي على أساس القيم والمصالح المشتركة». تستمر المناورات ستة أيام وتشارك فيها مدمرتان يابانيتان وفرقاطتان أستراليتان ومدمرة كورية جنوبية، إلى جانب ما يصل إلى 3000 بحار. وتشارك البحرية الأميركية بخمس سفن بالإضافة إلى طائرات مقاتلة وطائرات دوريات بحرية، وتشمل المناورات إطلاق نار حي وتدريبات حربية تستهدف الغواصات.

الجيش الأميركي سينصب خيماً للمهاجرين على الحدود
واشنطن - «الشرق الأوسط»: أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الجيش الأميركي سينصب خيما بالقرب من الحدود مع المكسيك، لتأمين إقامة مؤقتة لمهاجرين راشدين ستتولى وزارة الأمن الداخلي مراقبتهم. وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الكومندان كريس ميتش في بيان، أن وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان «وافق على طلب وزارة الأمن الداخلي، لإقامة مرافق مؤقتة لإيواء ما لا يقل عن 7500 مهاجر بالغ محتجز». وقال ميتش إن «الجيش لن يتولى إدارة هذه المنشآت، ولن يقوم إلا بنصب الخيم». وسيكون المهاجرون المعنيون راشدين، وستتولى شرطة الحدود النظر في طلباتهم للجوء، والتي أحيلت إلى شرطة الهجرة. وستقوم وزارة الدفاع الأميركية بتقويم جدوى المشاريع في غضون الأسبوعين المقبلين، لتحديد عدد الخيم المطلوبة، وتكلفة بناء هذه المنشآت وجدولتها. وقد أوقف نحو 500 ألف شخص على الحدود مع المكسيك منذ بداية السنة المالية 2019، في الأول من أكتوبر (تشرين الأول). من جانب آخر تمكنت السلطات المكسيكية من تحرير 24 مهاجرا من أميركا الوسطى كانوا مختطفين، واعتقلت خمسة أشخاص من المشتبه بهم. ووجهت السلطات تهمة الاختطاف والتآمر الإجرامي إلى أربعة رجال من هندوراس وامرأة. وكان المهاجرون في طريقهم إلى الولايات المتحدة عندما تم اختطافهم في كابوركا، الواقعة في ولاية دورانجو شمال غربي المكسيك.

مطالبات بحل مشكلة اللاجئين الوافدين عبر البحر المتوسط
برلين - «الشرق الأوسط»: حث دومنيك بارتش ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على إحراز تقدم في التعامل مع الهجرة واللجوء عبر البحر المتوسط، مطالبا الدول المعنية على بأن يكون هناك حل لمشكلة اللاجئين وتوزيع ملزم بين دول الاتحاد الأوروبي للأشخاص الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط. كما شدد على ضرورة أن يكون هناك قاعدة واضحة لهوية من يفحص طلبات اللجوء، وأكد أيضا أنه يجب ألا يتم ترك دول البحر المتوسط وحدها في هذا الأمر، موضحا أن ذلك لا يعني أنه يجب استقبال جميع من تم إنقاذهم دائما. وأشاد بارتش بتضامن ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية، ولكنه أشار إلى أنه تم استقبال 85 في المائة من اللاجئين من قبل دول فقيرة. وحث باريتش. وقال دومنيك بارتش ممثل المفوضية في ألمانيا لوكالة الأنباء الألمانية: «كل يوم آخر يمر يكون ثمنه حياة رجال ونساء وأطفال... يجب أن يكون لإنقاذ حياة الناس الأولوية». وأعرب بارتش عن استيائه: «من أن 2277 شخصا لقوا حتفهم في البحر المتوسط خلال العام الماضي... إنه كما لو أن أكثر من 10 طائرات من طراز بوينغ ممتلئة بالكامل تحطمت وجميع من عليها ماتوا، ولكن لا أحد يهتم حقا».

نواب آخرون سيلاحقون بتهمة التمرد في فنزويلا
كراكاس - «الشرق الأوسط»: حذر رئيس الجمعية التأسيسية في فنزويلا ديوسدادو كابيو من أن حصانة نواب آخرين من المعارضة سترفع لإحالتهم أمام القضاء، بسبب دعمهم للتمرد الفاشل على الرئيس نيكولاس مادورو. وقال رئيس الجمعية التأسيسية المؤيدة بكل أعضائها لمادورو في تصريح لشبكة «في تي في» التلفزيونية العامة: «أمس قيل لي: أضيف نواب آخرون إلى لائحة النواب الذين سترفع حصانتهم البرلمانية. هنا لا يمكن أن تتوافر حصانة». إلا أن كابيو لم يحدد أسماء هؤلاء النواب ولا عددهم. وقد رفعت الجمعية التأسيسية حتى الآن الحصانة عن 14 نائبا. وتُجرى ملاحقتهم لأنهم أيدوا الدعوة إلى التمرد التي أطلقها في 30 أبريل (نيسان) خوان غوايدو، رئيس الجمعية الوطنية التي تسيطر عليها المعارضة. وأعلن غوايدو نفسه رئيسا لفنزويلا في يناير (كانون الثاني) واعترف به نحو 50 بلدا، منها الولايات المتحدة. وندد غوايدو بالهجوم الذي شنته الحكومة، معتبرا إياه محاولة لـ«تفكيك» السلطة الوحيدة التي تملكها المعارضة.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟