العلاقة بين ريـال مدريد وغاريث بيل وصلت إلى طريق مسدود

النادي يسعى للتخلص منه واللاعب مصرّ على عدم الرحيل في هدوء

بيل وزيدان وعلاقة بلغت حداً بالغاً من السوء  -  بيل سيلعب غولف اذا لم تحل مشكلته مع الريـال (غيتي)
بيل وزيدان وعلاقة بلغت حداً بالغاً من السوء - بيل سيلعب غولف اذا لم تحل مشكلته مع الريـال (غيتي)
TT

العلاقة بين ريـال مدريد وغاريث بيل وصلت إلى طريق مسدود

بيل وزيدان وعلاقة بلغت حداً بالغاً من السوء  -  بيل سيلعب غولف اذا لم تحل مشكلته مع الريـال (غيتي)
بيل وزيدان وعلاقة بلغت حداً بالغاً من السوء - بيل سيلعب غولف اذا لم تحل مشكلته مع الريـال (غيتي)

لم يتفوه غاريث بيل حتى بكلمة وداع، ذلك مع افتراض أنه سيرحل، لكن الحقيقة أنه ليس هناك ما يضمن أن الويلزي سيرحل عن ريـال مدريد. وجاءت الرسالة من جانب ريـال مدريد واضحة وضوح الشمس، وذلك حتى اليوم الأخير من الموسم عندما ترك المدرب زين الدين زيدان اللاعب الويلزي على مقعد البدلاء. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن اللاعب في طريقه إلى الرحيل عن النادي. ولا يعني كذلك أنه سيقبل بأي عروض، وحتى الآن لم يتلق عروضاً من الأساس. بدلاً عن ذلك، ثمة موقف متأزم ومرير بصورة متزايدة بين الرجلين ولا يبدو من السهل حله.
الشهر القادم، يكمل بيل عامه الـ30 وقليل من الأندية من سيتمكن من سداد قيمة انتقاله، أو راتبه السنوي الخالص وقيمته 18 مليون يورو، بل والقليل من الأندية يرغب في ضمه من الأساس. ومن دون ذلك، لا يبدو أمامه مخرج من المأزق الحالي. من ناحيته، قال زيدان، الأحد، بعد هزيمة ريـال مدريد أمام ريـال بيتيس بنتيجة 2 - 0 في آخر مباراة للفريق في بطولة الدوري: «لا أعلم ماذا سيحدث، بكل صراحة». وعلى ما يبدو، كان زيدان بالفعل يقول الحقيقة. أما ما يعرفه على وجه اليقين فهو ما يرغب في حدوثه، وهو ما يعلمه الجميع أيضاً، فلم تكن هناك محاولات تذكر لإخفاء هذا الأمر. لقد تحطمت العلاقات بين زيدان وبيل منذ فترة طويلة، منذ الفترة السابقة التي تولى خلالها زيدان تدريب الفريق، وخلال اجتماع مقتضب وصريح أخطر المدرب بيل بأنه لا يرغب في استمراره في ريـال مدريد.
في الواقع أخبر زيدان الجميع بهذا الأمر. عندما استثنى زيدان بيل خارج تشكيل الفريق خلال مواجهة ريـال سوسيداد منذ أسبوع، سئل بعد المباراة إذا كان هذا التصرف يحمل رسالة معينة، وأجاب: «ما فعلته خلال عطلة نهاية الأسبوع واضح تماماً». وفي الأسبوع الذي سبقه، لم يقع الاختيار على بيل في تشكيلة الفريق أمام فيا ريـال. وفي عطلة هذا الأسبوع، جرى إدراجه في التشكيلة، لكن كان هناك عدد ضئيل للغاية من اللاعبين للمشاركة، ومع هذا لم يغادر مقعد البدلاء ولو لمجرد الإحماء. وإذا رحل عن الفريق، مثلما يأمل زيدان، فإنه سيكون بذلك قد حرم من المشاركة لمرة واحدة أخيرة. ومع انطلاق صافرة نهاية المباراة، توجه إلى النفق المؤدي لغرف تبديل الملابس دون أن ينطق بكلمة.
وإذا كانت هذه هي النهاية، فإنها بالتأكيد نهاية حزينة لمسيرة بيل في إسبانيا والتي فاز خلالها اللاعب ببطولة دوري أبطال أوروبا أربع مرات وبطولة الدوري مرة واحدة، وسجل أكثر من 100 هدف. وقد أحرز هدف الفوز في النهائي مرتين ببطولة دوري أبطال أوروبا، وسجل ركلة ترجيح في مباراة نهائي ثالثة. في كييف العام الماضي، وبعد شهور من استثنائه من التشكيل، شارك بيل وسجل هدفاً بتسديدة قوية قبل أن يضيف هدفا ثانيا في مباراة انتهت بهزيمة ليفربول. كما سجل هدفاً استثنائياً ليضمن هزيمة برشلونة في نهائي كأس إسبانيا عام 2014.
ورحل زيدان بعد أيام قلائل من هذا الفوز في نهائي دوري أبطال أوروبا. أما بيل الذي أعرب عن إحباطه بعد مباراة النهائي مباشرة وأعلن أنه مضطر لإعادة النظر في مستقبله إذا لم تتغير الأوضاع، فكان من القلائل الذين لم يعلنوا عن تمنياتهم بالتوفيق للمدرب الراحل. كان بيل غاضباً من قلة «الفرص» التي أتيحت له على امتداد الربيع، حسبما صرح اللاعب، بينما لم يقدم زيدان تفسيراً لذلك. كما لم يتبادل الرجلان التهنئة بعد الفوز في النهائي.
وعندما انهار ريـال مدريد في خضم منافسته في البطولة العام الحالي سارع إلى المدرب السابق لنجدته وتجنب اندلاع أزمة. وساورت بيل بالفعل الشكوك في أن هذه ربما تكون أخباراً سيئة. ومنذ ذلك الحين، شارك اللاعب في التشكيل الأساسي خلال خمس مباريات فقط من إجمالي 12 مباراة ولم يلعب دقيقة واحدة في أي من المباريات الثلاث الأخيرة. من ناحية أخرى، انقلبت بعض الجماهير ضد بيل وأطلقوا صافرات الاستهجان ضده وصبوا عليه جام غضبهم وإحباطهم خلال موسم انتهى دون حصد أي بطولة وتقهقر ريـال مدريد بفارق 19 نقطة عن برشلونة. ومن بين الأسباب وراء ذلك أن الأمل في أن ينجح بيل في سد الفراغ الذي تركه رحيل كريستيانو رونالدو لم يتحقق. ويواجه بيل اتهامات بعدم الاندماج في الفريق، وتبدي غالبية الجماهير قبولها لقرار زيدان. ومع هذا، ترك غياب بيل، في المواجهة الأخيرة، فراغاً واضحاً داخل الملعب. ويحق لبيل الشعور بأنه بذلك ثأر لنفسه.
وعندما قيل لزيدان إنه بعد ست سنوات له داخل النادي، فإنه لم يمنح بيل فرصة إلقاء الوداع، أجاب زيدان: «نعم، هذا صحيح. لم أفعل ذلك. لم أفعل، وأنا آسف. عندما تنظر إلى الأمر من زاوية اللاعب، تجد الأمر صعباً عليه. ولا أحد بإمكانه تغيير حقيقة أنه فاز بالكثير من البطولات هنا. ولا يمكن نسيان الماضي، لكني باعتباري المدرب يتعين علي العيش في الحاضر. وأرى ما أراه يومياً». ورغم أن هذا التصريح يحمل نبرة تصالح، فإن هذا ليس حقيقياً، وتحمل عبارة «يوميا» تلميحاً إلى شكاوى المدرب الفرنسي غير المعلنة من غياب روح الالتزام لدى اللاعب.
من جهته، قال زيدان: «من الواضح ما فعلته، فقد استعنت بلاعبين آخرين في الفترة الأخيرة، وهذا أمر واضح بالنسبة لي. أنا من يقرر من سيلعب، ثم أجري التغييرات والعام القادم سنرى ما يحدث». وفي رده على سؤال حول ما إذا كان بيل سيستمر مع الفريق، أجاب المدرب: «سنرى». ومع هذا، من الواضح أن هذا أمر لا يرغب في حدوثه وجاء غياب بيل، الأحد، عن التشكيل الأساسي حاملاً رسالة أخرى مفادها: ارحل. كما جاءت المباراة بمثابة استعراض لقوة زيدان. وقال خلال عطلة نهاية الأسبوع: «إذا لم أتمكن من فعل ما أرغب فعله داخل فريقي، أرحل». وحمل هذا التصريح تحذيراً للنادي.
من جهته، يرغب زيدان في ضم لاعبين جدد ـ بول بوغبا ولوكا يوفيتش وإدن هازارد ـ ويبدو رحيل بيل محورياً لتحقيق ذلك. إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة، وربما يشكل اختباراً لقوة زيدان الحقيقية. الملاحظ أن سن وأجر وراتب بيل جميعهم على قدر كبير من الضخامة، ما يجعل المشترين المحتملين مترددين تجاهه، ويبدو أن بيل لا يميل نحو تيسير الوصول لحل.
وقد أفادت إحدى وسائل الإعلام بأن اللاعب الويلزي أخبر أحد زملائه بأنه إذا رغب ريـال مدريد في رحيله، فإنه يتعين عليه أن يدفع له 17 مليون يورو عن كل سنة من السنوات الثلاث المتبقية في تعاقده، وإذا لم يفعلوا ذلك فإن بإمكانه البقاء وتقضية الوقت في لعب الغولف. وإذا كانت النبرة تبدو غير جيدة، فإن المحتوى يظل دقيقاً في تعبيره عن موقفه.
لقد أصبح موقف ريـال مدريد واضحاً، وإذا كان يرغب حقاً في رحيل بيل فإن عليه تسوية هذا الموقف. أما اللاعب فلن يفعل ذلك. والمشكلة أنه ليس هناك ناد بإمكانه مضاهاة ما يدفعه له ريـال مدريد، بينما لن يقبل اللاعب بخفض أجره. وسيتعين على أحد الطرفين التراجع، لكن أحداً لا يظهر مؤشراً على ذلك حالياً. ولم تجر مفاوضات بين الجانبين، ولن تكون هناك مفاوضات.
ولا يزال لدى بيل ثلاث سنوات باقية في تعاقده بقيمة تتجاوز 50 مليون يورو وبإمكانه البقاء حتى لو لم يلعب. وحتى الآن لم يتضح بعد إلى متى سيقبل بهذا الوضع وما مدى استعداد ريـال مدريد للضغط عليه، لكن مع اقترابه من الـ30 هناك اعتقاد بأنه لم يعد بحاجة لإثبات أي شيء ولا ما يجبره للتنازل. الآن، يرغب زيدان في رحيل بيل، لكنه سيعود إلى الفريق مع بداية مباريات الاستعداد للموسم الجديد كي يشارك بها ـ أو ربما الاحتمال الأكبر أنه لن يشارك.


مقالات ذات صلة

أنشيلوتي مدرب ريال مدريد: العقلية أمام رايو فايكانو تبشر بـ«الإيجابية»

رياضة عالمية أنشيلوتي (إ.ب.أ)

أنشيلوتي مدرب ريال مدريد: العقلية أمام رايو فايكانو تبشر بـ«الإيجابية»

عبَّر كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد عن أسفه إزاء الأخطاء الدفاعية التي ارتكبها فريقه وإهداره الفرص خلال تعادله 3-3 مع مضيفه رايو فايكانو في الدوري الإسباني.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كيليان مبابي مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني (رويترز)

مبابي يفوز بجائزة أفضل لاعب فرنسي

فاز كيليان مبابي، مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني، بجائزة أفضل لاعب كرة قدم فرنسي للموسم الماضي 2023-2024 المقدمة من مجلة «فرانس فوتبول».

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية كيليان مبابي يأمل في المشاركة بكأس إنتركونتيننتال (رويترز)

أملاً في التعافي... مبابي ضمن بعثة ريال مدريد لكأس إنتركونتيننتال

المدير الفني لريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، يأمل في أن يتعافى مبابي للمشاركة في بطولة كأس إنتركونتيننتال، الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية جود بلينغهام (رويترز)

بلينغهام يعزّز فرص الريال لانتزاع الصدارة من برشلونة

منح تراجع برشلونة متصدر دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم الفرصة لريال مدريد لانتزاع قمة الترتيب؛ إذ ستتاح الفرصة لحامل اللقب لصدارة المسابقة لأول مرة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية مبابي (أ.ف.ب)

النيابة السويدية تغلق التحقيق في اتهام مبابي بالاغتصاب لنقص الأدلة

أُغلق التحقيق في قضية «الاغتصاب» التي فُتحت بعد زيارة قائد المنتخب الفرنسي ولاعب ريال مدريد الإسباني مبابي إلى ستوكهولم في أكتوبر الماضي، لعدم كفاية الأدلة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.