القيادة الفلسطينية تقرر رسمياً مقاطعة الورشة الاقتصادية

أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية بشكل رسمي أن فلسطين لن تشارك في الورشة الاقتصادية التي تنظمها الولايات المتحدة في البحرين نهاية الشهر القادم، كجزء من خطة السلام المعروفة باسم «صفقة القرن»، غير أن فلسطينياً واحداً قد يشارك في هذه الورشة، وهو رجل أعمال له علاقات بالأميركيين والمستوطنين.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في بيان: «إن منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، لم تفوّض أحداً للحديث باسمها، ولا نريد أن نزايد على أحد أو ننتقص من مصالح أحد، ولكن وعلى ضوء قرارات الإدارة الأميركية قررنا عدم المشاركة في المؤتمر الذي اقترحت الإدارة الأميركية عقده».
وأضاف أن من يريد الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني عليه أن يدعم موقف الإجماع الفلسطيني ممثلاً في موقف الرئيس محمود عباس، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والفصائل والحركات الفلسطينية كافة، والشخصيات الوطنية والقطاع الخاص، «ونثمّن عالياً هذا الإجماع الفلسطيني بالانتصار لحقوقنا الوطنية المشروعة». وأعرب عريقات عن شكره العميق لموقف الإجماع الدولي في مجلس الأمن، الذي عارض مواقف الإدارة الأميركية تجاه محاولات إسقاط حل الدولتين على حدود 1967 وقضايا القدس، واللاجئين، والاستيطان، والحدود. وموقف عريقات ليس جديداً، لكنه رسمي هذه المرة، وجاء بعد مشاورات نهائية تمت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وهاجم الفلسطينيون سلفاً الورشة الاقتصادية التي تقام يومي 25 و26 يونيو (حزيران) ويفترض أن يحضرها وزراء مالية الدول المعنية ومسؤولون تنفيذيون بقطاع الأعمال من أوروبا والشرق الأوسط وآسيا.
ويخطط مستشارو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لإعلان الشق الأول من خطتهم المنتظرة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في هذا المؤتمر، وهو شق اقتصادي بحت، وسط تسريبات حول تأجيل طرح الصفقة بشكلها السياسي.
ومع إعلان الموقف الرسمي الفلسطيني المتوقع، ستحاول الولايات المتحدة تعويض الوجود الرسمي برجال أعمال. لكن يُتوقع أن يتجنب كثير منهم ذلك بسبب الموقف الفلسطيني الرسمي. وكانت السلطة قد هددت بشكل ضمني أي فلسطيني سيشارك، واتهم عضو اللجنة التنفيذية أحمد مجدلاني أي فلسطيني مشارك في المؤتمر بأنه عميل للأميركيين والإسرائيليين.
ومع إعلان رجال أعمال فلسطينيين مقاطعة المؤتمر استجابةً للموقف الفلسطيني، ظهر رجل أعمال فلسطيني وحيد صرّح بأنه قد يحضر القمة الاقتصادية، وهو صناعي من سكان الخليل تربطه علاقات وثيقة بإدارة ترمب وبمستوطنين إسرائيليين. وقال أشرف الجعبري (45 عاماً) لموقع «تايمز أوف إسرائيل»، إنه لا يرى أن حل الدولتين يشكّل نهاية اللعبة للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، في دعم مباشر لخطة السلام الأميركية.
والجعبري هو الرئيس المشارك لغرفة تجارة مشتركة مع المستوطنين في الضفة، وهي منظمة غير حكومية تروج لشراكة تجارية إسرائيلية فلسطينية وراء الخط الأخضر. وأسس مؤخراً حزباً سياسياً خاصاً به، هو حزب «الإصلاح والتنمية» الذي يقول إنه حزب يريد إنعاش الاقتصاد الفلسطيني ووضع حد للفساد، وحتى العمل مع منظمات غير حكومية في إسرائيل. ويحظى الجعبري بدعم السفير الأميركي ديفيد فريدمان. وبخلاف غالبية الفلسطينيين فإن علاقاته مع المستوطنين الإسرائيليين متقدمة.
وهذه العلاقات مع ما قام به قبل أيام من إقامة مأدبة إفطار حضرها مستوطنون في الخليل، جعلته محل هجوم شعبي فلسطيني كبير، وطالب البعض بإهماله، وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال سوبكي، إنه شخص هامشي ومعزول. وأضاف: «الإعلام الإسرائيلي أبرزه للناس».
وامتنع الجعبري إلى حد كبير عن انتقاد رجال الإعمال الذين اختاروا عدم تلبية دعوة ترمب لمؤتمر الدوحة، وأكد بدلاً من ذلك أن على واشنطن إيجاد رجال أعمال على استعداد للتصرف «بشجاعة»، حسب قوله.