يتأهب المنتخب السعودي للشباب لخوض أولى مواجهاته في بطولة كأس العالم تحت 20 عاماً، التي تنطلق اليوم في بولندا، وذلك أمام المنتخب الفرنسي بعد غد (السبت)، فيما انطلقت تدريبات الأخضر في مدينة غدانسك البولندية أول من أمس.
ويجري لاعبو الأخضر تدريباتهم تحت إشراف المدير الفني خالد العطوي، التي عمد من خلالها على تطبيق تمرين البناء من الخلف مع التنظيم الدفاعي أثناء الحالة الهجومية.
وظهر لاعبو الأخضر بمعنويات عالية خلال التدريبات الأخيرة، فيما أكد مسؤولو المنتخب أن الاستعدادات سارت بشكل منظم ومدروس ووسط دعم كبير من هيئة الرياضة واتحاد الكرة السعودي.
يُذكر أن قائمة اللاعبين المشاركين في المونديال ضمّت 21 لاعباً، هم: عبد الرحمن الشمري، وفراس البريكان، وفرج الغشيان، ومحمد الشنقيطي، ونايف الماس، ويحيى النجعي (من نادي النصر)، وحازم الزهراني، وسعود عبد الحميد، ومهند الشنقيطي (من نادي الاتحاد)، وتركي العمار، وحسان التمبكتي، ومحمد الدوسري (من نادي الشباب)، وخالد الغنام، وخليفة الدوسري، وعبد المحسن القحطاني (من نادي القادسية)، وسالم السليم، ومنصور البيشي، ونواف الغامدي (من نادي الهلال)، وإبراهيم محنشي، وحامد الغامدي (من نادي الاتفاق)، وفراس الغامدي (من النادي الأهلي).
ويعقد السعوديين آمالاً عريضة على منتخبهم الشاب المشارك في نهائيات كأس العالم 2019 للظهور بصورة مغايرة عن المشاركات الثماني السابقة، حيث كان الوصول للدور ثمن النهائي أبرز الإنجازات السعودية في النسخ التي شارك بها، إلا أن القائمة الحالية، التي تضم مجموعة من النجوم الواعدين في سماء الكرة السعودية، المتوجة أواخر العام الماضي بالبطولة القارية التي احتضنتها الإمارات بعد المستويات الرائعة التي قدمها اللاعبون الشبان بداية من دوري المجموعات وحتى اعتلاء منصة التتويج بقيادة المدرب الوطني خالد العطوي، تؤهل للوصول إلى الأدوار المتقدمة في المحفل العالمي.
ويملك السعوديون سجلاً مميزاً في نهائيات كأس العالم للشباب، بعد وصولهم الأول في نسخة 1985، التي استضافها الاتحاد السوفياتي، ولكن الأخضر في تلك المسابقة خرج من دوري المجموعات، حيث اصطدم بالمنتخب الإسباني في المباراة الافتتاحية، وخرج متعادلاً بنتيجة سلبية، قبل أن يتفوق على المنتخب الآيرلندي بهدف محيسن الجمعان الذي دون التاريخ اسمه، كأول لاعب سعودي يحرز هدفاً في نهائيات كأس العالم، ولكن الأخضر خسر المواجهة الحاسمة من المنتخب البرازيلي وودع البطولة، وتعتبر مشاركته الأولى مشرفة عطفاً على خبرة المنتخبات التي واجهها، حيث لم تهتز شباك الأخضر سوى في مناسبة وحيدة.
وينظر السعوديون إلى النسخة الجديدة من كأس العالم للشبان على أنها فرصة مثالية للاعبين للذهاب لأبعد مدى بفضل التوليفة الرائعة من اللاعبين بقيادة الوطني خالد العطوي، إلى جانب تقارب المستويات في مجموعة المنتخب السعودي التي ضمت المنتخب الفرنسي والمنتخب البنمي والمنتخب المالي.
وكان المدرب السعودي «العطوي» سطر قصة نجاح مثيرة بعد قيادته للأخضر الشاب لنهائيات كأس العالم والفوز بالبطولة القارية الغائبة عن خزائن الذهب السعودية منذ 26 عاماً، فحقق العطوي ما عجز عنه غيره من المدربين خلال هذه الفترة الطويلة، بإعادة منتخب بلاده للتظاهرة العالمية وتزعم القارة الآسيوية، بفضل الخبرة العريضة التي اكتسبها خلال تدريبه العديد من الأندية المحلية لدرجة الشباب، حتى وصوله لهرم الإدارة الفنية للمنتخب السعودي للشباب.
وتحدى العطوي كل الصعاب التي واجهته في بداية مسيرته الدراسية ما بين رغباته الشخصية ورغبات والده الذي كان يطمح أن يراه خادماً لبلاده من خلال السلك العسكري، إلا أنه أصر على مواصلة تحقيق حلمه بالالتحاق بجامعة الملك فيصل بالأحساء واستطاع بكل جدارة الجمع بين كرة القدم والتدريبات اليومية في نادي العيون أحد أندية المنطقة الشرقية، والالتزام بالمواعيد الدراسية، حتى نال درجة بكالوريوس علم الاجتماع، وتدرج في المناصب التعليمية، وعُيّن قائداً لمدرسة ذات الصواري الثانوية، ولم يمنع عشقه لكرة القدم القيام بمهامه الإدارية في المجال التعليمي.
وبدأ العطوي مشواره الاحترافي مساعداً لمدرب فريق الشباب بنادي العيون موسم 2006 - 2007، وهو النادي الذي بدأ به مسيرته الكروية، قبل أن يقنع بعمله إدارة النادي ويقع عليه الاختيار لقيادة فريق الناشئين 2007 - 2008، وخاض تجربة جديدة بعد صعود ناشئي فريق الفتح للدوري الممتاز وعمل مساعداً للمدرب.
وبعد التجربة التي خاضها مع الفتح، عاد لبيته القديم ومع الخبرات العريضة التي اكتسبها تسلم قيادة الفريق الأول، وخلال أربعة مواسم استطاع صناعة فريق مميز، صعد به من دوري المناطق إلى دوري الدرجة الثانية كبطل للمنطقة، وواصل فريق العيون عروضه الرائعة في دوري الدرجة الثانية واستحق الصعود بجدارة بعد تصدره مجموعته، ولم يتوقف قطار العطوي سوى في دوري الدرجة الأولى.
وكانت نقطة التحول في مسيرة مدرب الأخضر السعودي الشاب التدريبية في عام 2015، حين أسندت إليه مهمة المدير الفني للمنتخب السعودي للشباب، ففاز معه في العام التالي بدورة كأس الخليج العربي في قطر، واختير أفضل مدرب شاب في العام ذاته، وتوج مع أخضر الشباب بلقب دورة دبي الدولية التي أقيمت في ذلك العام.
وواصل العطوي التحدي مع الأخضر إذ قاده لبلوغ نهائيات كأس الأمم الآسيوية للشباب تحت 19 سنة، حيث فاز في مبارياته الثلاث بدور المجموعات ليتأهل للدور الثاني ومن ثم كأس العالم متصدراً المجموعة، قبل أن يتوج المنتخب السعودي بكأس الأمم الآسيوية بعد غياب طويل عن منصات التتويج.
ونجح العطوي في مزج علم الاجتماع بفنون كرة القدم الحديثة، ورسخ علوم التربية في نفوس اللاعبين، والقتالية من أجل الانتصار والدفاع عن شعار الوطن في جميع المحافل، وعرف عن خالد العطوي شخصيته المحببة لجميع اللاعبين وقبلهم الجهاز الفني المساعد والجهاز الإداري، حيث خلق بيئة عمل جاذبة للجميع، بفضل خبرته الواسعة في الجانبين الفني والإداري، والطموح بتمثيل مشرف وأداء قوي للمنتخب السعودي خلال نهائيات كأس العالم.
الأخضر الشاب يتسلح بالمعنويات العالية قبل موقعة فرنسا المونديالية
21 لاعباً بقيادة العطوي يسعون لتسجيل ظهور تاريخي في المحفل العالمي
الأخضر الشاب يتسلح بالمعنويات العالية قبل موقعة فرنسا المونديالية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة