عون يتحدث عن «نتائج إيجابية» للتدابير الاقتصادية الحكومية

الرئيس عون مع وفد نقابة المهن البصرية في لبنان (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس عون مع وفد نقابة المهن البصرية في لبنان (الرئاسة اللبنانية)
TT

عون يتحدث عن «نتائج إيجابية» للتدابير الاقتصادية الحكومية

الرئيس عون مع وفد نقابة المهن البصرية في لبنان (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس عون مع وفد نقابة المهن البصرية في لبنان (الرئاسة اللبنانية)

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن «ما نقوم به حالياً على الصعيد الاقتصادي سيعيد لبنان إلى الموقع الأفضل في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن المواطنين لن يدركوا أهمية هذه التدابير «إلا بعد أن يلمسوا نتائجها الإيجابية قريباً».
وشدد عون، خلال استقباله وفد نقابة المهن البصرية في لبنان، على مواصلة العمل من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه والتغيير نحو الأفضل. وقال: «كثير من التغييرات بدأت تظهر. هناك مظاهرات وشكاوى من قبل المواطنين، ولكن لو لم نسلك هذا المسار، لوصلنا إلى الهاوية». وقال: «لقد ورثنا ديوناً زادت على 80 مليار دولار، فضلاً عن غياب سياسة اقتصادية، واستدانة لتأمين الحاجات اليومية. بتنا نشتري من الخارج ولا ننتج شيئا، فيما الإنتاج هو أساس الاقتصاد. وبالتالي ما قمنا به كان ضرورياً، ولن يدرك المواطنون أهميته إلا بعد أن يلمسوا نتائجه الإيجابية قريباً».
وتابع عون أن «ما نقوم به حالياً سيعيد لبنان إلى الموقع الأفضل في الشرق الأوسط، ففي ظل ما يحصل من حولنا، حافظنا على الأمن والاستقرار وتمتعنا بمستوى أمني أفضل من أوروبا، ونأمل بأن نشهد موسماً سياحياً واعداً جداً هذا العام بفضل هذا الاستقرار الأمني وإشغال الفنادق بنسبة مائة في المائة. كما انطلقنا للتحضير لنهج اقتصادي ينهض بالبلد ويضعه على الطريق القويمة». وفي سياق متصل، عرض رئيس الجمهورية مع وزير شؤون المهجرين غسان عطا الله خطة عمل الوزارة لاستكمال إعادة المهجرين إلى مناطقهم وقراهم وإقفال ملف المهجرين، واستطراداً إقفال الوزارة والصندوق المركزي للمهجرين واستبدالهما وزارة الإنماء الريفي بهما، وذلك ضمن مهلة لا تتجاوز ثلاث سنوات.
وأوضح عطا الله أنه منذ تسلمه وزارة المهجرين وتنفيذاً لما ورد في البيان الوزاري، وبعد الاطلاع على الملفات المنجزة، شكّل فريق عمل أجرى مسحاً شاملاً ودقق بملفات كل قرية وبلدة على حدة، وتم على هذا الأساس تحديد الآليات والضوابط لمعالجة كل العناوين، وإحالة الملفات المستحقة إلى صندوق المهجرين لصرف التعويضات بعد توافر الاعتمادات.
وأشار إلى أنه بتوجيه من الرئيس عون وبالتعاون مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، فإن العمل سيستمر لإنجاز هذه الخطة وفقا للآليات التي تم تحديدها، لافتاً إلى أن إنجاز استكمال عودة المهجرين إلى قراهم ومناطقهم بعد مرور 29 عاماً على انتهاء الحرب اللبنانية و26 عاماً على عمل وزارة المهجرين والصندوق المركزي للمهجرين، سيتطلب إقرار قانون برنامج يخصص فيه اعتماد قدره 630 مليار ليرة لبنانية يمتد من عام 2019 إلى عام 2032.
ونوّه عون بالخطة التي وضعها الوزير عطا الله، لافتاً إلى أهمية إنهاء هذا الملف الإنساني والوطني في آن وطيه بصورة نهائية.



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.