إسرائيل توسع مساحة الصيد في غزة بانتظار «تفاهمات أكبر»

«حماس» و«الجهاد» تنفيان تقارير حول التوصل إلى اتفاق لمدة 6 أشهر

صيادو سمك فلسطينيون على زوارقهم في ساحل غزة أمس (إ.ب.أ)
صيادو سمك فلسطينيون على زوارقهم في ساحل غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل توسع مساحة الصيد في غزة بانتظار «تفاهمات أكبر»

صيادو سمك فلسطينيون على زوارقهم في ساحل غزة أمس (إ.ب.أ)
صيادو سمك فلسطينيون على زوارقهم في ساحل غزة أمس (إ.ب.أ)

أعلنت إسرائيل، أمس، أنها خففت القيود المفروضة على الصيد قبالة شواطئ قطاع غزة المحاصر، بعد وقف إطلاق النار عقب التصعيد العنيف مع «حماس» مطلع الشهر الحالي.
وقالت وحدة وزارة الجيش الإسرائيلية المشرفة على المعابر، إن إسرائيل وسّعت مساحة الصيد حتى 15 ميلاً بحرياً، وهي المسافة التي سمحت للصيادين بالوصول إليها في وقت سابق. لكن رئيس لجان الصيادين، زكريا بكر، قال إنهم لم يُبلّغوا رسمياً بأي تغييرات بشأن مسافة الصيد.
ووسّعت إسرائيل مساحة الصيد في أبريل (نيسان)، وسمحت للصيادين بالوصول إلى مسافة ستة أميال بحرية في شمال البحر - المنطقة المحاذية للمدن الإسرائيلية، و12 ميلاً في وسط القطاع، و15 ميلاً جنوباً عند الحدود مع مصر، لكنها عادت ومنعت الصيد في وقت سابق هذا الشهر بعد اندلاع أعمال عنف امتدت ليومين.
ولم تشر السلطات الإسرائيلية إلى أن هذه الخطوة مرتبطة بالتهدئة التي تم التوصل إليها في وقت سابق من هذا الشهر مع «حماس»، الحركة الإسلامية التي تحكم قطاع غزة. لكن صحيفة «يديعوت أحرنوت»، قالت: إن هذه الخطوة تشكل جزءاً من «التفاهمات الصغيرة والهادئة» التي تم تحقيقها بداية الشهر الحالي، في حين تستمر المفاوضات لتحقيق «تفاهمات أكبر».
وكانت إسرائيل و«حماس» قد توصلتا في السادس من مايو (أيار) إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة، ومن بينها إعادة مساحة الصيد إلى 15 ميلاً بحرياً.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت متأخر الاثنين، أن «حماس» وإسرائيل توصلا إلى اتفاق مدته 6 أشهر، وبحسب التقرير، يشمل الاتفاق التزاماً من قبل «حماس» لوقف العنف عند السياج الحدودي، الحفاظ على منطقة عازلة عرضها 300 متر عن الحدود؛ وقف إطلاق البالونات الحارقة باتجاه البلدات الإسرائيلية ووقف الاشتباكات الليلية مع قوات الأمن؛ ووقف الأساطيل التي تحاول اختراق الحدود البحرية بين غزة وإسرائيل.
وفي المقابل، سوف تعيد إسرائيل توسيع منطقة صيد الأسماك إلى 15 ميلاً بحرياً أمام شاطئ غزة، وستسمح بدخول أدوية مساعدات مدنية أخرى للقطاع، وتطلق مفاوضات حول مسائل متعلقة بالكهرباء، المعابر، العناية الطبية والأموال.
لكن «حماس» نفت هذه التقارير. وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، إن التقرير غير صحيح، كما قال المتحدث باسم «الجهاد الإسلامي» داود شهاب، إن ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية حول وقف لإطلاق النار لمدة 6 أشهر «كلام عار عن الصحة، وما تم هو وقف لإطلاق النار مقابل التزام الاحتلال بوقف العدوان وتنفيذ تفاهمات كسر الحصار».
وفي شأن متصل، أعلنت الجهات المختصة في إسرائيل أنها تعتزم إعادة عشرات قوارب الصيد المصادرة من أصحابها في قطاع غزة منذ عام 2014، بحسب ما نشرت صحيفة «هآرتس» نقلاً عن مكتب المدعي العام، رداً على استئناف قدمته منظمات حقوق الإنسان.
وقالت المنظمات الحقوقية: إن مصادرة زوارق الصيد من أصحابها في غزة تتعارض مع أي قانون ومن دون أي صلاحيات. وطالبت المنظمات الحقوقية في التماسها من المحكمة أن تأمر بإعادة جميع زوارق الصيد من قطاع غزة المحتجزة لدى الجيش الإسرائيلي، وعلى متنها جميع المعدات، فوراً ودون شروط.
وأبلغ مكتب المدعي العام المحكمة العليا بأنه يعتزم «العمل خلال الأشهر القليلة المقبلة على إعادة الزوارق إلى قطاع غزة، وكذلك زوارق الصيد الأخرى التي صودرت من القطاع وعددها نحو 65 زورقاً، وذلك بعد الأخذ بالحسبان الاعتبارات الأمنية والسياسية».



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.