الجامعة العربية تدين محاولة الحوثيين استهداف مكة المكرمة

التحالف: استهداف الانقلابيين للمدنيين سيواجه بوسائل ردع حازمة

TT

الجامعة العربية تدين محاولة الحوثيين استهداف مكة المكرمة

أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية «محاولة جماعة الحوثيين مجدداً (أول من أمس) استهداف مكة المكرمة بصاروخين باليستيين».
وشدد في بيان، أمس، على أن «مثل هذه الأعمال الإرهابية تمثل تهديداً خطيراً، ليس فقط لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية، وإنما أيضاً للأمن الإقليمي كله، إضافة إلى كونها تمثل انتهاكاً لحرمة الأماكن المقدسة وشهر رمضان الفضيل».
وقال السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، إن «أبو الغيط أكد في هذا الإطار التضامن الكامل مع المملكة العربية السعودية، في مواجهة كل ما من شأنه تهديد أمنها الوطني وزعزعة استقرارها، ومساندة الإجراءات التي تتخذها السلطات السعودية لمواجهة هذا التهديد، مع تأكيده أيضاً على رفض أي محاولة لتوسيع دائرة النزاع المسلح الذي عانى منه اليمن على مدار السنوات الأخيرة».
إلى ذلك، كشفت القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن أن الميليشيات الحوثية حاولت استهداف مرفق حيوي بمدينة نجران، يستخدمه المدنيون، بطائرة من دون طيار محملة بالمتفجرات، مبيناً أن هذا العمل يشكل تهديداً للأمن الإقليمي والدولي.
وأوضح العقيد الركن تركي المالكي، المتحدث الرسمي باسم القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، أن «الميليشيا الحوثية الإرهابية قامت بمحاولة استهداف أحد المرافق الحيوية في مدينة نجران، الذي يستخدمه المدنيون من مواطنين ومقيمين، بطائرة من دون طيار تحمل متفجرات».
وأضاف المالكي في بيان «الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران تواصل تنفيذ الأعمال الإرهابية التي تمثل تهديداً حقيقياً للأمن الإقليمي والدولي، من خلال استهدافها الأعيان المدنية والمرافق المدنية، وكذلك المدنيون من مواطنين ومقيمين من جميع الجنسيات».
وحذّر المتحدث باسم التحالف من أن هذه الأعمال الإرهابية واستهداف المدنيين سيواجه بوسائل ردع حازمة من قبل قوات التحالف، وقال: «نحذر بأشد العبارات الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، من مواصلة استهدافها الأعيان المدنية والمرافق المدنية، وكذلك المدنيون، وستكون هناك وسائل ردع حازمة، وستتخذ قيادة القوات المشتركة الإجراءات الرادعة كافة، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية».
وكانت الدفاعات الجوية السعودية اعترضت، مساء أول من أمس، صاروخين استهدفا مكة المكرمة أطلقتهما الميليشيات الحوثية، غير مبالين بقدسية المكان والزمان.
وبحسب العقيد تركي المالكي، رصدت قوات الدفاع الجوي السعودي الصاروخين في سماء الطائف وجدة بفارق ساعات بينهما، وتم اعتراضهما قبل أن يصلا إلى هدفهما. وهي المحاولة الثالثة من الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران لاستهداف قبلة المسلمين مكة المكرمة.
إلى ذلك، وصف الدكتور هادي اليامي رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى السعودي محاولة الميليشيات الحوثية استهداف أحد المرافق الحيوية في نجران حلقة جديدة ضمن سلسلة التجاوزات والاعتداءات المتكررة على المدنيين في المدن السعودية.
وقال اليامي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «الميليشيات الحوثية تلجأ كعادتها في كل مرة تتزايد عليها الضغوط العسكرية إلى محاولة استهداف المرافق المدنية والمدنيين، من أجل خلق حالة من الزخم الإعلامي تسمح لهم بالتغطية على هزائمهم المتلاحقة».
وأضاف: «محاولة الاعتداء الأخيرة من جماعة الحوثيين المدعومة من النظام الإيراني على أحد المرافق الحيوية في نجران تأتي حلقة جديدة في سلسلة تجاوزاتهم ومحاولاتهم الاعتداء على المدنيين، وقد رأينا محاولاتهم إطلاق صواريخ باليستية على مكة المكرمة في هذا الشهر الفضيل، وهي كلها محاولات لم ولن يكتب لها النجاح، بسبب يقظة القوات السعودية».
وأوضح اليامي، وهو الرئيس السابق لمنظمة حقوق الإنسان العربية، أن العالم أجمع يدرك أن الميليشيات الحوثية الانقلابية لا تمتلك التقنيات الحديثة، وليست لها القدرة على تشغيلها، وتابع: «إنما تأتيها من النظام الإيراني الذي يتخذها أداة لتنفيذ أهدافه في المنطقة، لذلك الواجب على المجتمع الدولي تشديد الرقابة على نظام طهران، وإرغامه على وقف تدخلاته السلبية في شؤون دول المنطقة».
في سياق متصل، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط رفضه أي محاولة توسيع دائرة النزاع المسلح في اليمن. وقال أبو الغيط إن محاولة «جماعة أنصار الله» الحوثية في اليمن استهداف مكة المكرمة بصاروخين باليستيين تمثل تهديداً خطيراً، ليس فقط لأمن واستقرار المملكة العربية السعودية، وإنما أيضاً للأمن الإقليمي كله، إضافة إلى كونها تمثل انتهاكاً لحرمة الأماكن المقدسة وشهر رمضان الفضيل.
بدوره، صرّح محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، في بيان صحافي يوم أمس، أن أبو الغيط أكد في هذا الإطار التضامن الكامل مع المملكة العربية السعودية في مواجهة كل ما من شأنه تهديد أمنها الوطني وزعزعة استقرارها، ومساندة الإجراءات التي تتخذها السلطات السعودية لمواجهة هذا التهديد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.