معتكفون يبيتون أمام الأقصى بعد طردهم منه

الخارجية تطالب بتقصي حقائق في الحفريات الأثرية بالضفة

TT

معتكفون يبيتون أمام الأقصى بعد طردهم منه

واصل مستوطنون متطرفون اقتحام المسجد الأقصى، أمس، في خطوة أصبحت شبه يومية في رمضان.
واقتحم 44 مستوطناً، و20 عنصراً من بلدية الاحتلال، و3 طلاب من المعاهد التلمودية، المسجد الأقصى المبارك، فجر أمس، عبر باب المغاربة تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال.
ونفذ المستوطنون جولات استفزازية في المسجد الأقصى قبل أن يغادروا. وجاء الاقتحام بعد ساعات من طرد القوات الإسرائيلية معتكفين من داخل المسجد.
واقتحمت قوة معززة من عناصر الوحدات الخاصة المسجد من جهة باب المغاربة، في وقت مبكر من فجر الأمس، وشرعت بملاحقة المصلين المعتكفين، واعتدت على عدد منهم، وأخرجت الجميع من المسجد تحت تهديد الاعتقال والإبعاد عن المسجد. لكن المعتكفين قضوا ليلتهم أمام بوابات الأقصى، فيما توجه عدد آخر إلى مسجد المئذنة الحمراء في حارة السعدية القريبة من المسجد الأقصى لقضاء ليلتهم فيه. وأدى التوتر إلى زيادة عدد مصلي الفجر إلى آلاف حضروا إلى الأقصى لأداء الصلاة فيه، رداً على الإجراءات الإسرائيلية.
كانت السلطات الإسرائيلية أصدرت قراراً بمنع الاعتكاف في المسجد الأقصى إلا ليلة الجمعة وفي ليلة القدر، في خطوة أدت إلى إغضاب المسلمين الذين يتوقون للاعتكاف في المسجد في ليالي رمضان. والاعتكاف هو بقاء المصلين في وقت غير محدد من الليل من أجل الصلاة وتلاوة القرآن.
وتستمر الاقتحامات في الأقصى، على الرغم من تحذير السلطة الفلسطينية والأردن من تدهور كبير في الأوضاع بسبب استفزاز المسلمين. وطالبت السلطة الفلسطينية ومرجعيات دينية، قبل يومين، بتدخل دولي لوقف الإجراءات الإسرائيلية التي تمس «بقدسية المسجد الأقصى» في القدس. ويتهم الفلسطينيون، إسرائيل، بالمس بالمسجد وباقي الأراضي الفلسطينية.
في السياق، أصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، بياناً طالبت فيه المنظمات والمجالس الأممية المختصة، بما فيها «اليونيسكو» و«مجلس السياحة العالمي»، بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية بشأن حفريات الاحتلال الأثرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية لكشف ملابسات هذه القضية المهمة والمتورطين فيها.
وحذرت الخارجية «من مغبة مشاركة بعثات وعلماء آثار دوليين في مثل هذه الجريمة، لأن ذلك يُعرضهم للمساءلة القانونية، أولاً، كما يعرض سجلهم الأكاديمي والبحثي للمحاسبة». كما طالبت «الخارجية» أيضاً، المتاحف والمؤسسات الأثرية الدولية، بتحري الدقة في التعامل مع القطع الأثرية التي يروج لها الاحتلال ومؤسساته، ورفض قبول عرض أي قطعة يتم سرقتها من الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأكدت الخارجية أن تلك الحفريات تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف ومعاهدة لاهاي لعام 1954، التي تحظر على دولة الاحتلال إخراج مواد أثرية من المنطقة المحتلة. وأضافت: «إنه من جديد تثبت المحاكم ومنظومة القضاء في إسرائيل أنها جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال، ومتورطة في التغطية والتعتيم على جرائمه وانتهاكاته المختلفة، وتُصدر قراراتها بناءً على المصالح الاستعمارية التوسعية لدولة الاحتلال بعيداً عن أي قانون، وهو ما أكدته المحكمة العليا الإسرائيلية من خلال ردها على الالتماس الذي تقدمت به منظمتان حقوقيتان إسرائيليتان للحصول على أسماء علماء الآثار الذين ينفذون الحفريات في الضفة الغربية المحتلة ومواقعها والموجودات الأثرية التي عثروا عليها، وقائمة المتاحف والمؤسسات والأماكن التي تعرض فيها».
وقالت «الخارجية» إنه، وفي اعتراف فاضح بحجم الانتهاك الذي تمثله تلك الحفريات، بررت المحكمة قرارها بجملة من المخاوف على «المستقبل المهني والأكاديمي للمشاركين في الحفريات الأثرية، وحتى لا تتأثر علاقات إسرائيل الخارجية»، مؤكدة ضرورة إبقاء الموضوع برمته سرياً وغير معلن، علماً بأن القرار يخالف القانون الإسرائيلي الذي يعتبر عمليات التنقيب عن الآثار عمليات علنية مكشوفة أمام الجمهور.
واتهمت الخارجية سلطات الاحتلال بالعمل «على استغلال الحفريات والموجودات الأثرية الفلسطينية كمادة لتزوير الحقائق والتاريخ، عبر ترويجها وتسويقها كآثار تثبت رواية الاحتلال الاستعمارية، بهدف تضليل الرأي العام، ليس فقط الإسرائيلي، وإنما الدولي أيضاً».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.