تونس: السجن لعائلة أنقذت ابنها المشارك في الهجوم على مدينة بن قردان

أدانت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية ثلاث نساء من أقارب أحد العناصر الإرهابية المشاركة في الهجوم الإرهابي الضخم الذي استهدف مدينة بن قردان التونسية (جنوب شرقي تونس)، وراعت المحكمة أقصى ظروف التخفيف بالنسبة لهن اعتبارا إلى أنهن من نفس عائلة المتهم، إذ إن قائمة المتهمين تشمل والدة الإرهابي وزوجته، وابنة خاله، وقضت بالسجن لمدة سنتين بالنسبة للأم، وستة أشهر سجنا بالنسبة للمتهمتين الأخريين، وأسعفت الجميع بتأجيل تنفيذ عقوبة السجن.
وجاء في ملف القضية أن والدة الإرهابي تلقت مكالمة من ابنها يؤكد من خلالها أنه عالق في الصحراء التونسية وأنه ينتظر من ينجده، فما كان منها إلا أن أعلمت الزوجة وابنة الخال، واستعملن سيارة خاصة للتنقل، إلى أعماق الصحراء بحثا عن الإرهابي الذي شتته المواجهات المسلحة التي دارت في السابع من مارس (آذار) 2016 بمدينة بن قردان المحاذية للحدود التونسية مع ليبيا.
وخلال مراحل التحقيق معهن، أنكرت المتهمات وجود أي علاقة لهن بالأعمال الإرهابية أو تبني الأفكار المتطرفة، وأكدن عدم علمهن بالتحاقه بالتنظيمات الإرهابية، وقلن في التحقيقات الأمنية والقضائية إن تقديم النجدة لابنهن كان على أساس أنه توجه إلى ليبيا المجاورة للعمل، وذهب في اعتقادهن أنه عاد إلى تونس وتاه في الصحراء. وراعت المحكمة أن أفراد العائلة المتهمين قد نسقن في مرحلة لاحقة مع أجهزة الأمن التونسي المختصة في مكافحة الإرهاب للإيقاع بالمتهم، وإلقاء القبض عليه بعد أن تبين أنه شارك فعليا في الهجوم الإرهابي الذي قاده التونسي مفتاح مانيطة وهو ابن مدينة بن قردان.
يذكر أن الهجوم الإرهابي الذي بات يعرف في تونس بـ«ملحمة بن قردان» قد استهدف المدينة في السابع من مارس 2016. وتواصلت المواجهات المسلحة لأيام متتالية بين عناصر إرهابية منتمية إلى «تنظيم داعش» الإرهابي، وبين المؤسستين العسكرية والأمنية وأسفرت عن مقتل نحو 55 عنصرا إرهابيا علاوة على مقتل نحو 20 تونسيا موزعين بين الأمن والجيش والمدنيين.
وكان الإرهابيون الذين هاجموا المدينة وأغلبهم على دراية بالمنطقة اعتبارا لكونهم أصيلي بن قردان، قد حاولوا الاستيلاء على الثكنة العسكرية ومن ثم إعلان المنطقة إمارة داعشية في انتظار استعمالها قاعدة أولية للانطلاق في توسيع الأنشطة الإرهابية والسيطرة على المزيد من المدن التونسية، غير أن مخططهم باء بالفشل.