انتكاسات جديدة للمتمردين في صعدة... وأسر أحد قيادييهم في قعطبة الضالع

TT

انتكاسات جديدة للمتمردين في صعدة... وأسر أحد قيادييهم في قعطبة الضالع

مُنيت الميليشيات الحوثية الانقلابية، المدعومة من إيران، بانتكاسات عسكرية جديدة في محافظتي صعدة شمال البلاد والضالع جنوب البلاد.
وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش الوطني سيطرت على مواقع جديدة، بمديرية الأزارق، وأصابت قيادياً في صفوف المتمردين في مديرية قعطبة، شمال الضالع، وعدداً من مرافقيه جراء استهدافه من قبل الجيش والمقاومة. وذكر مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط»، أن «قوات الجيش الوطني المشتركة من (ألوية العمالقة) والحزام الأمني وقوات تابعة للواء 33 مدرع المرابطة في جبهة تورصة بالأزارق، شنت هجوماً عنيفاً على عدد من مواقع الميليشيات، وتمكنت من السيطرة على لكمة مخدوش وعلى التبة الصفراء». وأشار إلى أن «ميليشيات الانقلاب لجأت عقب خسارتها إلى إطلاق النار بشكل كثيف على منازل المواطنين في القرى القريبة من المواقع التي أصبحت خاضعة لسيطرة الجيش».
وأعلن الجيش الوطني، عبر موقعه الإلكتروني «سبتمبر. نت»، أنه تم يوم الأحد «أسر قائد العناصر الحوثية المدعو عبد الرحمن المسعدي، المكنى أبو فياض، عقب استدراج قوات الجيش الوطني مجاميع من عناصر الميليشيات في جبهة تورصة غرب مديرية الأزارق المحاددة لمديرية ماوية شرق تعز». وذكر أن «جبهة حجر الواقعة إلى الغرب من مديرية قعطبة، تشهد معارك على أشدها بين قوات الجيش الوطني والمقاومة من جهة، وبين ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران من جهة أخرى، فيما تصدت قوات الجيش والمقاومة لهجوم شنته ميليشيات الحوثي على منطقة باجة، لأول مرة، بعد تطهيرها، حيث تسلل أفراد من الميليشيات في محيط حبيل باجة، وأجبرتها على التراجع والفرار بعد تكبيدهم عدداً من القتلى والجرحى». وأكد الموقع أن «قوات الجيش الوطني دفعت بتعزيزات كبيرة إلى جبهات قعطبة لتعزيز مواقعها وتأمين المناطق، التي تم تطهيرها من الميليشيات الحوثية خلال اليومين الماضيين، في الوقت الذي تدور معارك ضارية بين قوات الجيش والميليشيات في المناطق المتاخمة لمنطقة الجب التابعة لمديرية قعطبة، تتزامن مع معارك مماثلة بمحاذات باجة وبلدة دار السيد في قعطبة».
كما أكد الجيش «إصابة المشرف الميداني لميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة قعطبة، المدعو مأرب مسعد عبد الرحيم كنه، الذي أصيب إصابة بالغة، وقتل أحد مرافقيه، فيما أصيب ثمانية آخرون، مساء الأحد، إثر استهدافه من قبل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جبهة قعطبة». كانت ميليشيات الحوثي الانقلايبة قد عينت القيادي الحوثي، قبل أسبوع، مشرفاً ميدانياً لها بجبهة قعطبة.
وفي جبهة صعدة، المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثي، أعلن الجيش الوطني تحرير مواقع جديدة في جبهة كتاف، أمس، بعد معارك مع ميليشيات الحوثي. وطبقاً لمصدر عسكري، نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، فقد تمكنت «قوات الجيش الوطني مسنودة بطيران التحالف العربي من تحرير جبال نهوقة والتبة البيضاء وتبة الطيران بجبهة كتاف». وقال إن «المواجهات أسفرت عن مصرع وإصابة العشرات من ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً، وفرار ما تبقى منهم، واغتنام قوات الجيش الوطني أسلحة خفيفة ومتوسطة».
وذكرت تقارير إعلامية أن «قوات الشرعية أمّنت الطريق الفاصلة بين محافظتي صعدة والجوف»، وقالت إن «قوات الشرعية حررت عدة مناطق لتأمين الخط الواصل بين المحافظتين بشكل كامل، حتى لا يستهدف الحوثيون المواطنين أثناء تنقلهم على هذا الخط، لا سيما أن هناك قبائل مشتركة بين المحافظتين، وسكان المنطقتين يتنقلون باستمرار بينهما». وأوضحت أنه تم «تحرير قرى وبيوت ودوائر حكومية بالكامل في مثلث الصفراء مجز باقم، وباتت المنطقة كلها بيد الجيش اليمني».
وتزامن ذلك مع تقدم قوات الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، صوب أولى مناطق مديرية الحشوة وسط انهيار لصفوف ميلشيا الحوثي الانقلابية، في معارك شهدتها الجبهة، مساء الأحد، وسقط فيها قتلى وجرحى بصفوف ميليشيات الحوثي.
في المقابل، تحدثت مصادر محلية في مدينة الحديدة الساحلية عن مباشرة ميليشيات الانقلاب حفر مزيد من الخنادق وزراعة الألغام في محيط مطار الحديدة والكورنيش والأحياء السكنية، وسط استمرارها الدفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى مواقعها في المدينة وشرق وجنوب المدينة، في ظل تصعيدها العسكري المستمر. ووفقاً لموقع الجيش، فقد رافق تقدم قوات الجيش مع شن ميلشيا الحوثي الانقلابية عملية اختطافات واسعة للمواطنين في المديرية، واقتيادهم إلى مناطق مجهولة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.