الاتحاد العمالي يقبل استقالة رئيسه الموقوف بعد إهانته البطريرك الماروني الراحل

حذر من استغلال الموقف لتمرير سياسات اقتصادية مجحفة

TT

الاتحاد العمالي يقبل استقالة رئيسه الموقوف بعد إهانته البطريرك الماروني الراحل

قبل الاتحاد العمالي العام استقالة شفوية من رئيسه بشارة الأسمر الموقوف على خلفية إهانته للبطريرك الماروني الراحل نصر الله صفير، داعياً في الوقت نفسه إلى الإفراج عنه بعد يومين على توقيفه وادعاء النيابة العامة الاستئنافية عليه أمس، بجرائم القدح والذم وتحقير الشعائر الدينية.
وأعلنت هيئة مكتب المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي العام في لبنان أمس، عن قبول استقالة الأسمر بعد اجتماع استثنائي عقدته برئاسة نائب الرئيس حسن فقيه، وحضور الأعضاء وتغيّب من علقت عضويتهم.
وفي بيان لها أدانت الهيئة «قيادة ومؤسسات للاتحاد العمالي العام الفيديو المسرب للأسمر والذي صدر عنه كلام مسيء ومستنكر ومدان بحق الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير»، وقدمت اعتذارها من اللبنانيين وبكركي.
وأعلنت عن قبول استقالة رئيس الاتحاد على أن يقوم نائب الرئيس حسن فقيه بصلاحيات الرئيس حسب ما ينص النظام الداخلي للاتحاد، مؤكدة على «ضرورة إطلاق سراحه فورا لممارسة عمله بشكل طبيعي حيث إنه لا مسوغ قانونيا لفسخ عقد عمله»، وذلك بعدما كان وزير العمل قد أعلن عن نيته فسخ عقد العمل معه.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية عن مصادر عمالية قولها إن «الاتحاد العمالي يلملم نفسه، ولا بحث حالياً في انتخاب رئيس جديد ما دام أن هناك 3 أشهر أو أكثر للبت بالموضوع».
ودعا الاتحاد كذلك: «كافة الاتحادات الأعضاء بقياداتها وأعضائها للالتفاف حول الاتحاد العمالي العام في هذا الظرف العصيب كي لا يستغل كموقف شخصي مرفوض ومدان ومستهجن لتمرير سياسات اقتصادية مجحفة، وندعوكم جميعا لمواجهتها دفاعا عن حقوق العمال والموظفين والمتعاقدين والمتقاعدين».
وفيما قالت الهيئة إن اجتماعاتها ستبقى مفتوحة لاتخاذ القرار المناسب في ضوء المستجدات، حذّرت «من المساس بالحريات النقابية والشخصية بهدف تمرير سياسات في خدمة نموذج اقتصادي أدى إلى إفقار اللبنانيين وتدمير مؤسساتهم الإنتاجية».
وأسف الاتحاد «للخلط الحاصل بين سلوك فردي مرفوض ومدان وبين مؤسسة وطنية ذات صفة تمثيلية لعبت دورا أساسيا بالحفاظ على وحدتها أثناء الحرب الأهلية اللبنانية والحفاظ على وحدة الوطن والمؤسسات وشكلت ضمانة للدفاع عن مصالح جميع العمال والموظفين والأجراء». ورفضت «تصوير هذه المؤسسة العريقة والتي بنيت بفضل عرق وتعب ودماء عشرات آلاف العمال اللبنانيين بما يخالف هويتها ودورها وتاريخها»، وورد في البيان أنه «يهمنا أن نؤكد أن الاتحاد العمالي العام هو منظمة نقابية ديمقراطية تخضع للنظام العام في لبنان إلا أنها تسير وفق أنظمتها الأساسية والداخلية وقرارات هيئاتها الدستورية، وبالتالي نأمل من الجميع احترام الآليات الدستورية الداخلية للاتحاد وقرارات أطره القيادية».



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.