الجيش اللبناني يمهل لاجئين سوريين لإزالة مخيمات إسمنتية في عرسال

TT
20

الجيش اللبناني يمهل لاجئين سوريين لإزالة مخيمات إسمنتية في عرسال

أمهل الجيش اللبناني النازحين السوريين القاطنين في مخيمات مشيدة من الإسمنت في منطقة عرسال، حتى العاشر من شهر يونيو (حزيران) المقبل، لهدمها، وهو الأمر الذي نتجت عنه حالة من الإرباك في أوساط اللاجئين، كما في بلدية المنطقة التي بدأت التواصل مع المنظمات الدولية لتأمين خيم وشوادر، وتقديمها كبدائل للعائلات التي يقدر عددها بـ1400.
وأكدت مصادر قيادة الجيش لـ«الشرق الأوسط» أن القرار حاسم لأسباب عدة، أهمها أن الخيم الإسمنتية مخالفة للقانون، كما أنها تشكل خطراً أمنياً، مشيرة كذلك إلى أن القرار يشمل هدم كل الخيم غير المأهولة.
وقال رئيس بلدية عرسال (في البقاع الشمالي) باسل الحجيري لـ«الشرق الأوسط»: «أبلغنا اللاجئين بذلك، وقد بدأ بعضهم التنفيذ»، موضحاً أن المطلوب هو إزالة السقوف والجدران الإسمنتية، فيما يسمح فقط بإبقاء الجدران على ارتفاع متر واحد. وأكد الحجيري أنه يقدر عدد هذه الوحدات بـ1400 خيمة، مشيراً إلى أن اجتماعات تعقد مع الجيش اللبناني لوضع آلية تنفيذ واضحة، كما ستعقد اجتماعات يوم الخميس المقبل مع المنظمات الدولية للعمل على تأمين خيم وشوادر للعائلات لتكون بديلاً عن الإسمنت.
يأتي هذا القرار في وقت لم تسجّل في الفترة الأخيرة عودة للاجئين السوريين إلى بلداتهم، ضمن عملية العودة التي ينظمها الأمن العام اللبناني. ولفت الحجيري في هذا الإطار إلى أن هناك أكثر من ألفي شخص سبق لهم أن سجلوا أسماءهم للعودة؛ لكنهم حتى الآن لم يحصلوا على موافقة من السلطات السورية.



حملات حوثية في صنعاء لملاحقة منتقدي الفساد

حملة حوثية سابقة استهدفت سكاناً في إحدى المناطق اليمنية (إكس)
حملة حوثية سابقة استهدفت سكاناً في إحدى المناطق اليمنية (إكس)
TT
20

حملات حوثية في صنعاء لملاحقة منتقدي الفساد

حملة حوثية سابقة استهدفت سكاناً في إحدى المناطق اليمنية (إكس)
حملة حوثية سابقة استهدفت سكاناً في إحدى المناطق اليمنية (إكس)

شنّت الجماعة الحوثية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء حملة اختطافات استهدفت منتقدي الفساد على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم تستثنِ الاعتقالات العناصر المحسوبين عليها، وفق ما ذكرته مصادر يمنية مطلعة.

وذكرت مصادر حقوقية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن عناصر حوثية تتبع لما يُسمّى جهازَي «الأمن الوقائي» و«الأمن والمخابرات» خطفت عدداً من الناشطين الإعلاميين والمغردين على مواقع التواصل الاجتماعي، من أحياء متفرقة تتبع مديريات معين والوحدة والسبعين والثورة.

وأكدت المصادر أنه جرى خطف النشطاء من المنازل ومقار أعمالهم ومن المطاعم والمقاهي والأسواق. وكشفت عن حالة استنفار غير معلنة في صنعاء وضواحيها، يرافقها تشديد على تكثيف عمليات تتبع النشطاء والمغردين المناوئين.

وتمثّلت آخر الاختطافات بمداهمة منزل ناشط يمني على منصة «واتساب»، يُدعى عمار أمين الزهيري يقع في مديرية معين وسط المدينة.

مسلحون حوثيون في أحد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون في أحد شوارع العاصمة اليمنية صنعاء (إ.ب.أ)

وأوضح شهود أن دوريتَيْن حوثيتَيْن على متنهما مسلحون داهموا منزل الزهيري المنحدر من محافظة إب، رفقة مُجندات «زينبيات» لتفتيش المنزل، ثم قاموا باختطافه والتوجه به صوب جهة غير معلومة.

وتتهم الجماعة الناشط الزهيري وآخرين بكنّ العداء لها والسعي إلى تأجيج الشارع ضدها، عبر كشفه عن ملفات فساد لبعض المسؤولين في الجماعة الذين يعملون بنطاق مديرية معين كبرى مديريات صنعاء.

وبينما تعاني المدينة مثل غيرها من المدن تحت سيطرة الحوثيين من تدهور وفلتان أمني غير مسبوق، يرافقه تصاعد كبير بمعدل الجريمة بمختلف أشكالها؛ تتهم مصادر حقوقية الجماعة باستحداث عشرات المعتقلات بمناطق متفرقة في المدينة وضواحيها، بغية التمكّن من استيعاب أعداد أخرى من المختطفين الجدد.

لا استثناءات

وبينما لم تستثنِ الحملة الحوثية حتى المقربين من الجماعة، أفادت المصادر بأن عناصر تابعة لما يُعرف بجهاز «استخبارات الشرطة» الذي يقوده علي حسين الحوثي (نجل مؤسس الجماعة) نفّذت هي الأخرى حملة اختطافات مماثلة في مناطق متفرقة بصنعاء، من بينهم موالون للجماعة.

وذكرت المصادر أن من بين المخطوفين الناشط الموالي للجماعة إسماعيل الجرموزي، وذلك على خلفية اتهامه، عبر سلسلة تغريدات على حساباته في منصات التواصل، قيادات في الجماعة، بينهم خالد المداني المشرف العام على العاصمة المختطفة، والقيادي أبو مطهر الوشلي المنتحل صفة مدير مديرية السبعين، بالقيام بأعمال فساد وعبث بالمال العام وارتكابهم جرائم متعددة بحق اليمنيين.

مسلح حوثي في صنعاء يراقب تجمعاً لأنصار الجماعة (إ.ب.أ)
مسلح حوثي في صنعاء يراقب تجمعاً لأنصار الجماعة (إ.ب.أ)

وأكدت المصادر أن الجرموزي توقف منذ أيام وبصورة مفاجئة عن النشر في حساباته؛ حيث إن جُل تغريداته تتركز عادةً على مهاجمة قادة الجماعة الحوثية ومشرفيها واتهامهم بالفساد.

وحسب المصادر فإن المعلومات الواردة من داخل أروقة الجماعة الحوثية في صنعاء تُفيد بإصدار أجهزتها القمعية أوامر قهرية باعتقال الناشط الجرموزي.

وجاءت هذه الاختطافات في سياق حملة ممنهجة لقمع أي صوت منتقد لفساد وممارسات قيادات الجماعة على وسائل التواصل الاجتماعي، لتُضاف إلى الحملات السابقة التي استهدفت موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحلية الإغاثية.