إفتاء مصر: الأعمال الإرهابية ضد الأجانب «غدر» ومُنفذها «مُفسد»

وفد الشيوخ الكندي يُشيد بخطاب الأزهر في مواجهة التطرف

TT

إفتاء مصر: الأعمال الإرهابية ضد الأجانب «غدر» ومُنفذها «مُفسد»

في حين اعتبرت دار الإفتاء المصرية أن «كل الأعمال الإرهابية ضد الأجانب هي نوع من (الغدر) و(الخيانة) ولا علاقة لها بالإسلام من قريب أو بعيد، كما أنها ليست من الجهاد أو القتال المشروع في الإسلام، ومُنفذ تلك الأعمال من (المفسدين) في الأرض». قال وفد من مجلس الشيوخ الكندي برئاسة جورج فيري، رئيس مجلس الشيوخ الكندي، أمس، إن «خطاب الأزهر الوسطي يساهم في مواجهة التطرف والإرهاب». وكانت حافلة سياحية تقل 25 راكباً من جنوب أفريقيا قد تعرضت لانفجار محدود قرب منطقة الأهرامات في محافظة الجيزة المصرية أول من أمس، ما أسفر عن إصابة 17 شخصاً بـ«خدوش»، حسبما أفادت السلطات المصرية.
وأدانت دار الإفتاء المصرية الحادث الذي وصفته بـ«الإرهابي الغادر» الذي وقع قرب المتحف المصري الكبير، مؤكدة «قوة وتماسك الدولة المصرية وقدرتها على مواجهة الحملات والموجات المتتالية من الإرهاب ودحرها وتطهير البلاد من شرها».
وأضافت الدار في تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أمس، أن «الشريعة الإسلامية تُحرم بشكل قاطع استهداف السياح والأجانب الذين دخلوا البلاد عبر التأشيرة، التي تعد عهد أمان وجب على كل مسلم أن يحفظه». ودعت الإفتاء إلى الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الإضرار بأمن مصر وسلامة أهلها والإضرار باقتصادها ومعاش الناس بها، مؤكدة أن «كافة المصريين يرفضون تلك الأعمال الإرهابية، ويقفون صفاً واحداً خلف قيادتهم، لمواجهة هؤلاء التي وصفتهم بـ(الملاعين)». وقالت دار الإفتاء في فيديو موشن «غرافيك» أنتجته وحدة الرسوم المتحركة، أمس، إن «النبي صلى الله عليه وآله وسلم حث المسلمين في شهر رمضان على تلاوة القرآن وتدبره والتماس الهداية والأنوار منه». ووجهت الدار نصيحة إلى المسلمين في هذه الأيام المباركة تحثهم فيها على اغتنام الوقت في قراءة القرآن ومدارسته، فهو طريق الله المستقيم، ونوره المبين، وحبله الممدود، فمن تعلق به هداه صراطاً مستقيماً وجزاه ربه جنة ونعيماً.
في غضون ذلك، التقى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أمس، رئيس مجلس الشيوخ الكندي، والوفد المرافق له خلال زيارته للقاهرة. وأوضح الطيب أن «الأزهر أعرق مؤسسة تعليمية ما زالت تقوم بدورها منذ أكثر من ألف عام، حيث يدرس فيه ملايين الطلاب في مختلف المراحل الجامعية، كما يقوم الأزهر بدور اجتماعي مهم في مصر بترسيخ قيم السلام والتعايش الاجتماعي، ويعد (بيت العائلة) المصرية إحدى أهم المؤسسات التي يقوم الأزهر من خلالها بهذا الدور بالتعاون مع الكنيسة المصرية».
وأضاف الطيب أن «الأزهر حرص على مد جسور التواصل والحوار مع المؤسسات الدينية الكبرى في العالم، ودعا إلى ترسيخ مفهوم المواطنة التي تساوي بين جميع المواطنين، ونبذ مصطلح الأقليات، ونجح الأزهر في تحقيق تواصل حقيقي بين الشرق والغرب»، معرباً عن «استعداد الأزهر لتوثيق أواصر التعاون مع كندا كواحدة من الدول التي تمثل نموذجاً للتعايش والتسامح الاجتماعي على أرضها». من جهته، أبدى أعضاء مجلس الشيوخ الكندي خلال لقاء الدكتور الطيب «تقديرهم للنجاحات التي حققها الأزهر لتحقيق التواصل مع مختلف الأديان ومواجهة العنف حول العالم». وكان وفد الشيوخ الكندي قد التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول من أمس، وأشار الوفد بحسب الرئاسة المصرية، إلى «دور مصر في مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب، ودورها الفاعل في محيطها الإقليمي، في إطار دعم الأمن والاستقرار للمنطقة بأسرها، وكذلك القارة الأفريقية».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».