مبابي يثير الجدل بتصريحاته حول مستقبله في سان جيرمان

نال جائزة أفضل لاعب بالدوري الفرنسي وفتح باب الرحيل لريـال مدريد

مبابي خلال تسلمه جائزة أفضل لاعب في فرنسا (أ.ف.ب)  -  زيدان يضع مبابي ضمن خططه لإعادة بناء ريـال مدريد (أ.ف.ب)
مبابي خلال تسلمه جائزة أفضل لاعب في فرنسا (أ.ف.ب) - زيدان يضع مبابي ضمن خططه لإعادة بناء ريـال مدريد (أ.ف.ب)
TT

مبابي يثير الجدل بتصريحاته حول مستقبله في سان جيرمان

مبابي خلال تسلمه جائزة أفضل لاعب في فرنسا (أ.ف.ب)  -  زيدان يضع مبابي ضمن خططه لإعادة بناء ريـال مدريد (أ.ف.ب)
مبابي خلال تسلمه جائزة أفضل لاعب في فرنسا (أ.ف.ب) - زيدان يضع مبابي ضمن خططه لإعادة بناء ريـال مدريد (أ.ف.ب)

فتح المهاجم الشاب كيليان مبابي باب التكهنات على مصراعيه بشأن مستقبله الكروي، بتصريحاته حول وصوله إلى نقطة تحول في مسيرته وأنه لا يستبعد الاستمرار مع ناديه الحالي باريس سان جيرمان، كما لا يستبعد أيضا الرحيل إلى ناد آخر لبدء مشروع جديد.
ولدى تسلمه جائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي لكرة القدم لموسم 2018 - 2019 أعرب مبابي عن رغبته بتولي مسؤوليات أكبر في ناديه باريس سان جيرمان «أو في مكان آخر». وقال: «وصلت لنقطة تحول في مسيرتي، لقد اكتشفت الكثير من الأشياء هنا والآن أشعر أنني ربما وصلت لمرحلة تحمل المزيد من المسؤوليات، ربما هنا في باريس الذي يروق لي العمل معه أو في مكان آخر مع مشروع جديد».
ونقلت صحيفة ليكيب عن مبابي: «إنها نقطة تحول، وهذه هي اللحظة المناسبة للتصريح بذلك. أنا صريح وعندما أنطق بشيء فإنني أعنيه».
وهيمن مبابي، 20 عاما، على جوائز حفل الرابطة، حيث أصبح أول لاعب يجمع بين جائزة أفضل لاعب وأفضل لاعب شاب في موسم واحد من الدوري الفرنسي، كما أصبح أصغر لاعب يحصد الجائزة منذ تدشينها من قبل من رابطة اللاعبين المحترفين موسم 1993.1994-
ونجح باريس سان جيرمان بطل الدوري الفرنسي في الحفاظ على جائزة أفضل لاعب للموسم الرابع على التوالي بعد أن هيمن لاعبو الفريق زلاتان إبراهيموفيتش وإدينسون كافاني ونيمار على الجائزة في المواسم الثلاثة الماضية.
وتصدر مبابي قائمة هدافي الدوري الفرنسي برصيد 32 هدفا. وأصبح مبابي أول لاعب يجمع بين جائزة أفضل لاعب وأفضل لاعب شاب في موسم واحد.
وبرز اللاعب البالغ من العمر 20 عاما في الموسمين الماضيين إلى حد بات يعتبر من أبرز المواهب التي أنجبتها الكرة الفرنسية منذ أعوام طويلة، وساهم بشكل أساسي في قيادة منتخب بلاده إلى لقب مونديال روسيا 2018؛ حيث سجل أربعة أهداف أحدها في النهائي ضد كرواتيا (4 - 2).
ولمع نجم مبابي بداية مع فريق موناكو حيث أحرز لقب الدوري المحلي عام 2017، قبل أن ينتقل في صيف العام ذاته إلى نادي العاصمة بصفقة قدرت قيمتها بـ180 مليون يورو، جعلت منه ثاني أغلى لاعب في تاريخ اللعبة بعد زميله البرازيلي نيمار الذي قدم في الصيف نفسه من برشلونة الإسباني لقاء 222 مليون يورو.
وفي تصريحات لاحقة أدلى فيها في المنطقة الإعلامية المختلطة، لم يشف المهاجم السريع غليل الصحافيين الباحثين عن أجوبة على الأسئلة التي طرحها تلميحه لاحتمال الرحيل عن النادي. وقال: «بالنسبة إلي، كانت هذه اللحظة لقول ما قلته، عندما أقول أمرا، أكون قد فكرت فيه».
وتتحدث تقارير صحافية، لا سيما في الآونة الأخيرة، عن احتمال انتقال مبابي إلى ريـال مدريد الإسباني حيث سيلعب تحت إشراف مواطنه زين الدين زيدان الذي عاد هذا الموسم لقيادة الإدارة الفنية للنادي الملكي، ومن المتوقع أن يبذل نشاطا كبيرا في سوق الانتقالات المقبلة ويجري تعديلات على تشكيلته، سعيا لإعادة الألق في الموسم المقبل إلى الفريق الأبيض بعد موسم مخيب للآمال محليا وقاريا.
ويحتاج مبابي إلى تسجيل خمسة أهداف في المباراة الأخيرة لفريقه هذا الموسم ضد رينس بنهاية الأسبوع المقبل، لينتزع الحذاء الذهبي الأوروبي، من الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد برشلونة الذي اختتم مشواره هذا الموسم في الدوري الإسباني (الليغا) برصيد 36 هدفا.
وقال مبابي: «أقول لنفسي إذا خسرت (لم يفز بالحذاء الذهبي)، فسأكون قد خسرت بمواجهة ميسي، أحد أفضل اللاعبين في التاريخ، معرفتي أنني بقيت على تنافس معه حتى المباراة الأخيرة هو موضع فخر بالنسبة إلي».
وكانت لتصريحات مبابي ردود فعل في الوسط الكروي الفرنسي؛ حيث علق الحارس السابق لسان جيرمان جيروم ألونزو قائلاً: «مبابي قد يكون يريد إيصال رسالة لإدارة النادي المملوك لـ(شركة قطر للاستثمارات)، مفادها: (أريد أن أبقى لفترة طويلة لكن أعطوني الوسائل لأصبح بطلاً لأوروبا. إذا لم يمض المشروع قدماً، فسأرحل)».
وأضاف ألونزو: «طلب مبابي منحه مسؤوليات أكبر يطرح علامات استفهام، لأنه يأتي بعد نحو أسبوعين من تصريحات مشابهة لنيمار. يجب ألا تشهد صفوف باريس سان جيرمان حرب قادة أو انقساماً في غرف الملابس». وتابع: «هل يشعر كيليان بنقص في الإقرار بدوره من قبل الجهاز الفني (بإشراف الألماني توماس توخيل) أو تفضيل نيمار عليه؟ عباراته هي طريقته ليقول: (أنا هنا أيضا)!». وفي ظل هذا الغموض، قد يخرج ريـال مدريد الرابح الأكبر.
التقارير تتحدث في الآونة الأخيرة عن احتمال انتقال مبابي إلى ريـال؛ المقبل على عملية إعادة بناء بقيادة زيدان العائد للإشراف عليه هذا الموسم بعد أداء مخيب محلياً وخسارة اللقب «المثلث» في دوري الأبطال.
وبحسب صحيفة «ماركا» الرياضية الإسبانية: «مبابي يعرف أن ريـال ينتظره، ولا يمكن أن يغفل مجدداً عن فرصة ضم اللاعب؛ الذي يتوقع أن يحمل المشعل من (الأرجنتيني ليونيل) ميسي و(البرتغالي كريستيانو) رونالدو في الأعوام المقبلة»، وأن يبلغ مرتبة حامل الكرة الذهبية لأفضل لاعب.
وبحسب الصحافة الإسبانية، يبدي ريـال استعداده لكسر الرقم القياسي العالمي للانتقالات، ودفع 280 مليون يورو لجذب مبابي إلى «سانتياغو برنابيو».
الآن، ومع اقتراب موسم الانتقالات الصيفية، الأرجح أن تصريحات مبابي ستبقى في صدارة العناوين إلى أن يصدر إعلان حاسم؛ إما بتأكيد استمراره مع سان جيرمان، أو الرحيل عنه إلى وجهة أخرى.
وبحسب مصدر متابع للشؤون الكروية الفرنسية فضل عدم كشف اسمه، فإن مبابي «ارتكب خطأ» بتصريحاته، موضحاً: «قام بأمر يناقض أسلوب زيدان الذي جعل من التستر معياراً في مسيرته، بينما هو (مبابي) اختار أن يستخدم وسائل الإعلام لتحقيق غايات استراتيجية». وأضاف: «تصريحه كان مخاطرة، قد يكون إيجابياً لصالحه على المدى القصير، لكن على المدى المتوسط يمكن أن يخلق مناخاً من عدم الثقة بينه وبين الأندية الأخرى، وسوء فهم من قبل المشجعين، لا سيما أن اللاعب قد يصبغ من الآن بصورة الطفل المدلل».


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية الألماني هانز فليك مدرب برشلونة (إ.ب.أ)

فليك: تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

قال هانز فليك، مدرب برشلونة، السبت، إن فريقه يوجه كل تركيزه إلى مباراة ليغانيس المقررة الأحد.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: لو نورمان سيحصل على فرصة المشاركة مع أتلتيكو

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، السبت، إن روبن لو نورمان سيحصل على فرصة اللعب لفترات أطول.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الإسباني لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي (أ.ف.ب)

إنريكي: أقدّم أفضل موسم في مسيرتي

أصر الإسباني لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان الفرنسي، السبت، على أنّ الأرقام تؤكد أنّه يخوض «الموسم الأفضل» في مسيرته.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان يواصل مهاجمة لاعبيه (أ.ف.ب)

فونسيكا: على لاعبي ميلان الارتقاء لمستوى النادي العريق

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، اليوم (السبت)، إن لاعبي الفريق بحاجة إلى تحسين نهجهم وموقفهم والارتقاء إلى مستوى التاريخ العريق للنادي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».