كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً، في أحد أيام فصل الربيع، عندما طرقت الأبواب الكهربائية لمنزل النجم البلجيكي فينسنت كومباني، الذي خرج وهو يرتدي قميصاً أسود اللون وسروالاً من الجينز، وكان قد انتهى لتوه من إحدى الحصص التدريبية. وكان ذلك في شهر مارس (آذار). وكان قائد مانشستر سيتي المقاتل قد عاد إلى التدريبات بعد غيابه عن المباريات لمدة ستة أسابيع، بسبب إصابته في ربلة الساق. وقال كومباني وهو يضع منشفة حول رقبته: «لم أكن أشعر بأنني على ما يرام اليوم، لذا فإن القيام بحصة تدريبية إضافية في صالة الألعاب الرياضية هو السبيل الوحيد للتغلب على هذا الأمر».
وقدم لي المدافع البلجيكي كوباً من العصير، ثم توجهنا إلى مكتبه في المنزل؛ حيث تحدثنا لمدة ساعتين. وكانت هناك لوحة بيضاء عليها رسم لملعب كرة القدم معلقة على الحائط، أما في الصف العلوي من رفوف كتبه فتصطف الجوائز التي حصل عليها خلال مسيرته الكروية، وتحتها كتب السير الذاتية لكل من نيلسون مانديلا وغاندي وأوباما، وكتاب عن تاريخ جمهورية الكونغو الديمقراطية، ذلك البلد الذي رحل عنه والد كومباني، بيير، كلاجئ سياسي في عام 1975، والسير الذاتية للمدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون، وزميله في نادي مانشستر سيتي سيرجيو أغويرو.
كومباني الذي يبلغ من العمر 33 عاماً، والذي أعلن قبل يومين قراره الرحيل عن فريقه مانشستر سيتي، بعدما أمضى معه 11 موسماً حافلاً بالألقاب، بينها ثلاثية محلية غير مسبوقة في كرة القدم الإنجليزية هذا الموسم، سيعود إلى نادي بداياته، أندرلخت، كلاعب ومدرب.
ويدين مانشستر سيتي بالفضل إلى كومباني في حسم لقب الدوري هذا الموسم، بعد صراع ساخن مع ليفربول حتى الجولة الأخيرة.
وكان الهدف الذي أحرزه كومباني من قذيفة مدوية من على بعد 30 ياردة في مرمى ليستر سيتي في الجولة قبل الأخيرة من الموسم، له دور كبير في احتفاظ مانشستر سيتي باللقب، نظراً لأن تعثر الفريق في تلك المباراة كان يعني تخلفه عن ملاحقه الشرس ليفربول. ويعكس هذا الهدف قوة الشخصية التي يتمتع بها كومباني، الذي لم يلتفت لمطالبات مديره الفني جوسيب غوارديولا وزملائه في الفريق، وهم يطالبونه بعدم التسديد، ليتخذ قراره في هذه اللحظة الصعبة ويسجل أول هدف له من خارج منطقة الجزاء منذ عام 2013. وبعد هذا الهدف، صرخ المحلل غاري نيفيل، وهو يعلق على المباراة لشبكة «سكاي»، قائلاً: «أين تريد أن يوضع التمثال الخاص بك، يا فينسنت كومباني؟».
وقاد كومباني مانشستر سيتي للحصول على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس إنجلترا، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة هذا الموسم، ليحصد الثلاثية المحلية في إنجاز غير مسبوق.
في عام 2017، حصل كومباني على ماجستير في إدارة الأعمال، وهو ما أثار حالة من المزاح في غرفة خلع الملابس بنادي مانشستر سيتي. ولدى كومباني وزوجته عارضة الأزياء، كارلا، ثلاثة أطفال. وخلال العام الماضي، انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لكومباني وهو يحتفل بفوز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو يجلس على أريكة من الجلد في غرفة معيشة والد زوجته، الذي يشجع مانشستر يونايتد. وشعر المشجعون بالذهول من هذه الروح الرياضية الكبيرة بين كومباني ووالد زوجته، رغم أنهما يشجعان فريقين بينهما منافسة قوية للغاية، بشكل بعيد عن الصورة النمطية المعتادة للاعبي كرة القدم في الوقت الحالي.
وفي تلك الليلة أيضاً، كان هناك مقطع فيديو لكومباني وهو يلقي خطاب النصر في إحدى الحانات المحلية، عقب فوز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز؛ حيث قال: «إذا كان هناك أطفال في الغرفة، فيتعين عليهم سد آذانهم بسبب أي ألفاظ غير لائقة قد أتفوه بها، فقد كانت رحلة طويلة ومزعجة».
وفي الوقت نفسه، فإن كومباني مشغول للغاية بسبب أعماله، ومشاركته في التدريبات، وسفره بشكل متواصل، ومواعيد المباريات، والتزامات الرعاية، ومباريات الكأس، ولذا استغرق الأمر عدة أسابيع حتى أتمكن من مقابلته.
ويحرص كومباني على القيام بدوره تجاه المجتمع. وبحلول فصل الخريف، سيدفع النجم البلجيكي نحو مليون جنيه إسترليني للمساعدة في معالجة أزمة السكن في مدينة مانشستر، بعد أن تعهد بجمع التبرعات من خلال جمعيته الخيرية، رغم أنه سيترك مانشستر سيتي هذا الصيف، للانتقال إلى نادي أندرلخت البلجيكي لمدة ثلاث سنوات. وأكد المدير الفني لمانشستر سيتي، جوسيب غوارديولا، على أنه لا يزال يرى أن كومباني واحد من أفضل اللاعبين في العالم، رغم انخفاض اللياقة البدنية للاعب نتيجة تقدمه في السن.
فهل يشعر كومباني بالقلق من التفكير في الاعتزال؟ يقول اللاعب المخضرم: «إنني أتعرض للإصابات منذ أن كنت في سن مبكرة للغاية، ولذا كنت مضطراً دائماً إلى الاعتقاد بأن مسيرتي الكروية قد تنتهي في أي يوم. لكنني لعبت لمدة 15 عاماً، ولذا لن يكون التفكير في الاعتزال مخيفاً في هذه المرحلة من حياتي. وربما أكون أكثر لاعب في العالم مستعد لمرحلة ما بعد اعتزال كرة القدم».
ولد كومباني عام 1986 لعائلة فقيرة لكن متعلمة. وكان والده الذي تم انتخابه العام الماضي كأول رئيس بلدية أسود في بلجيكا في مقاطعة جانشورين ببروكسل، قد سُجن وهو طالب في معسكر للعمل في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بسبب انضمامه إلى الانتفاضة ضد الديكتاتور موبوتو. وفي بروكسل، حصل على شهادة في الهندسة، وكان يعمل على سيارة أجرة ليلاً لكي يدعم عائلته الصغيرة (فينسنت وشقيقان). وكانت والدته البلجيكية البيضاء، جوسلين، التي توفيت بعد إصابتها بالسرطان في عام 2008، زعيمة نقابية، وعملت في وكالة التوظيف الحكومية في بروكسل.
وكانت عائلة كومباني تدرك تماماً التمييز الذي سيواجهه أطفال العائلة بسبب اختلاط عرقهم، ولذا تم تعليم الأطفال كيف يتعاملون مع هذا الأمر، فكانوا يتحدثون باللغة الفرنسية في المنزل، وبالهولندية في المدرسة، مع العلم بأن بروكسل مدينة متعددة اللغات، ولذا فإن إجادة أكثر من لغة يعد شيئاً أساسياً في سوق العمل. ويتقن كومباني الألمانية والإنجليزية أيضاً، كما يجيد اللغتين الإيطالية والإسبانية، ويقول عن ذلك: «أنا مدين بكل شيء لوالدي. فمنذ لحظة ولادتي، عملت العائلة على توسيع آفاقنا خارج شقتنا الصغيرة».
وعندما سئل عما إذا كان والداه قد تعرضا للعنصرية، رد كومباني قائلاً: «لم يتم قبول والدي في الأسرة في البداية. وجاءت والدتي من قرية ريفية بسيطة للغاية في السبعينات من القرن الماضي مع والدي مباشرة من أفريقيا، ولذا كان الأمر بمثابة صدمة كبيرة بسبب الجهل بهذه البيئة الجديدة. لقد كان والدي دائماً يحظى بالقبول بسبب شخصيته الجذابة، وكان من الطبيعي بالنسبة لنا أن نذهب إلى بطولات الشباب، وأن نواجه بأصوات القرود؛ لكن أبي وأمي علمانا أن نكون أقوى في مواجهة هذه العنصرية».
وكان كومباني بارعاً في كرة القدم منذ صغره، وانضم إلى أندرلخت، الذي يعد أكبر نادٍ في بلجيكا، وهو في السادسة من عمره، وظل هناك حتى بلغ من العمر 20 عاماً. يقول كومباني عن ذلك: «لقد كانت كرة القدم، أولاً وقبل كل شيء، هي الوسيلة التي يبعدني بها والدي عن الشارع. لقد كانت أكثر بيئة تنافسية عرفتها على الإطلاق. وقد أحببت كل شيء في هذه التجربة».
لقد كان كومباني ذكياً ومتفوقاً في دراسته في المدارس البلجيكية؛ لكنه شعر بالتهميش بسبب خلفيته الاجتماعية. ويقول عن ذلك: «لقد كان المجتمع منقسماً من الناحية الاجتماعية تماماً. كان أولياء الأمور من الخلفيات البلجيكية التقليدية حاضرين بقوة، ويؤثرون على الطريقة التي تسير بها الأمور في الفصول الدراسية، أما والدي فكان يتعين عليه أن يعمل ولم تكن لديه الفرصة للمشاركة في الأشياء المتعلقة بالدراسة على الإطلاق».
وعندما وصل كومباني إلى الرابعة عشرة من عمره، تم فصله من المدرسة، بحجة أنه يغيب كثيراً بسبب مشاركته مع المنتخب الوطني. كما تم استبعاده من منتخب بلجيكا للشباب، واشتبك مع المدير الفني الذي أخبره بأنه لن يلعب مرة أخرى. ولم يكن كومباني معجباً بالطريقة التي يتعامل بها المدير الفني مع اللاعبين، كما لم يكن المدير الفني معجباً بسلوك كومباني.
يقول المدافع البلجيكي المخضرم: «كانت لدي ميزة واضحة، وهي القدرة على التعامل مع مختلف الأشياء. لقد كان والدي دائماً يثور ضد عدم المساواة والظلم، لذا يمكنك أن تتخيل رد فعلي عندما كان المدرس يعاقب تلميذاً – أو يعاقبني أنا - بسبب شيء غير عادل؛ لأنني لم أكن أستوعب هذا الأمر».
وفي غضون عام واحد، خضع كومباني لعملية جراحية في ركبته، وانفصل والده عن والدته، وكانت الأسرة تواجه خطر الطرد من السكن الذي تقيم فيه. وبالتالي، كانت كل الظروف مهيأة لأن ينحرف كومباني عن المسار الصحيح. يقول كومباني: «كنت قريباً للغاية من أن أسلك طريقاً خاطئاً. لو كنت أرغب في بيع المخدرات، فقد كان من الممكن أن أنزل فقط إلى الطابق السفلي، وأشارك في عملية سرية لتوزيع المخدرات. ولو كنت أرغب في أن أبدو جيداً لكي ألفت أنظار الفتيات، كان بإمكاني التواصل مع إحدى العصابات. لقد كان هؤلاء هم الأشخاص الذين أعرفهم، وكنت ألعب كرة القدم معهم». وبدلاً من ذلك، ظل كومباني يركز على الصورة الأكبر، ويقول: «النكسات والعنصرية، كل شيء كان يزيدني إصراراً. إن الخطر الأكبر الذي يواجهني هو الشعور بالرضا عن النفس أو التقاعس عن العمل، وهو الأمر الذي لا أسمح به أبداً في حياتي».
وفي عام 2004، كان كومباني يبلغ من العمر 17 عاماً، وكان أصغر لاعب يشارك في صفوف المنتخب الأول لبلجيكا عبر تاريخه. انتقل كومباني إلى هامبورغ الألماني عام 2006 في أغلى صفقة في تاريخ نادي أندرلخت، قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي بعد ذلك بعامين، مقابل ثمانية ملايين جنيه إسترليني.
يقول كومباني إنه لم يدرك قدراته الحقيقية إلا عندما بلغ السادسة عشرة من عمره، ويضيف: «لقد كنت أقول لنفسي إنني لو حصلت على 300 جنيه إسترليني في الشهر من لعب كرة القدم، وحصلت على وظيفة في شركة (تيسكو)، فسيكون ذلك جيداً، وسأتمكن من شراء منزل صغير به حديقة». لم أشعر قط بأنني موهوب أو أمتلك أي شيء استثنائي. إن معظم الأشياء التي تبدو وكأنها موهبة تظهر نتيجة العمل على فترات طويلة».
لكن وكيل أعماله، جاك ليشتنشتاين، يختلف مع هذا الرأي، ويقول: «هذا هراء. إنك لا ترى لاعباً مثل كومباني إلا مرة واحدة كل 50 عاماً. إنه لاعب سريع للغاية رغم ضخامة حجمه، وهذه هدية من الله، ومن والديه». وينظر الجمهور إلى كومباني على أنه لاعب عملاق يقود دفاعات الفريق من الخلف بكل قوة وشراسة.
ويقول ليشتنشتاين إن كومباني وهو في السادسة عشرة من عمره، رفض التعامل مع وكلاء لاعبين من إيطاليا، رغم أنهم زاروه في شقته ومعهم حقيبة مملوءة بالنقود، فقط لأنه كان قد وعد ليشتنشتاين بالتعامل معه، رغم أنه لم يكن قد وقع معه على أي وثائق. ويقول ليشتنشتاين: «أما في الملعب فيمكن وصفه بكلمة واحدة: قائد الفريق. وخارج الملعب، فإنه شخص يتميز بالوفاء قبل كل شيء».
وفي شهر فبراير (شباط) الماضي، وقبل شهر من إجراء هذه المقابلة الشخصية، كان كومباني وزوجته كارلا يستقبلان في فندق «مانشستر هيلتون» جامعي التبرعات لمؤسسته الخيرية، للاحتفال بمرور عشر سنوات على انضمامه لمانشستر سيتي. وقد سجلت المنطقة انخفاضاً في أعداد المشردين؛ لكن أكثر من 300 شخص ما زالوا يقضون الليل في ملاجئ. وفي منطقة بيكاديلّي في مدينة مانشستر، يمكنك أن ترى المشردين في كل مكان. ومن الصعب للغاية مقارنة هذا الواقع الصعب بالثروات الطائلة في عالم كرة القدم. وقد تمكن كومباني من جمع تبرعات في تلك الليلة تصل إلى أكثر من 250 ألف جنيه إسترليني.
وكان والد كومباني موجوداً أيضاً في قاعة الفندق التي شهدت جمع التبرعات، وكان لا يزال سعيداً بالانتصار السياسي الذي حققه قبل أربعة أشهر. وأكد على اعتزازه بنجله وبما يقدمه، سواء في مسيرته الكروية أو في عمله الخيري. وكانت زوجته كارلا تعيد ترتيب ثوبها، وهو فستان أنيق ساحر، في الوقت الذي تتلقى فيه التهاني من صديقاتها على نجاح هذه الأمسية الجميلة.
وقدم اللاعب الإنجليزي السابق غاري لينكر، كومباني إلى المسرح قائلاً: «فينسنت كومباني ليس مثل باقي المدافعين الذين أعرفهم؛ لكنه واحد من عدد صغير من اللاعبين الذين يحظون بالحب والاحترام في كل مكان في العالم. إن مكانته تتعدى مرحلة التنافس في عالم كرة القدم». وتلقى كومباني ترحيباً حاراً من الحاضرين، وقال: «عندما نذهب إلى المنزل لأطفالنا، وعندما ننظر في أعين الآخرين، يمكننا أن نقول إننا فعلنا كل ما بوسعنا للمجتمع». وبالعودة إلى مكتبه في المنزل، سألته عما إذا كان الشعور بالذنب قد لعب دوراً في القرار الذي اتخذه بتقديم شيء ما للمجتمع؛ خصوصاً أنه يحصل على 120 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع. ورد كومباني قائلاً: «لا، ليس الشعور بالذنب بكل تأكيد؛ لكنني أريد أن أساعد وأنا قادر على القيام بذلك. أنا أحصل على مقابل مادي كبير بفضل ممارستي لكرة القدم. ووالدتي كانت اشتراكية وتؤمن بضرورة مساعدتنا للآخرين، وكانت تكافح من أجل حقوق المحرومين. كما كان والدي لاجئاً سياسياً، وهذا هو الماضي بالنسبة لي، ولذا يتعين عليَّ أن أنظر إلى نفسي وأقول: هل أنا أفعل ما يكفي؟».
وزار كومباني الملاجئ التي يسكن فيها المشردون؛ لكنه لم يكن يريد أن تعرف وسائل الإعلام ذلك، ويقول: «لا أريد أن أكون متطفلاً. سيكون من السهل للغاية بالنسبة لي أن أذهب إلى هناك وألتقط بعض الصور الشخصية مع أشخاص بلا مأوى. إنني أبذل قصارى جهدي بالتأكيد عندما أكون وسط المحتاجين؛ لكن في الواقع يتعين عليّ أن أذهب إلى أشخاص أكثر ثراء مني، لكي أطالبهم بمساعدة الفقراء».
وقد حضر الحفل الذي أقامه كومباني لجمع تبرعات للفقراء عدد من أغنى رجال الأعمال في المدينة، ويدرك كومباني جيداً أنه لن يستحوذ على اهتمامهم إلى الأبد.
وأخبرني أندي بورنهام، عمدة مدينة مانشستر، الذي أعلن عن خطة لوضع حد لنوم المشردين في الشوارع بحلول عام 2020، بأن كومباني لديه علاقات أكثر من أي سياسي، وأضاف: «إن اختياره لهذه القضية يعكس التأثير الكبير الذي تركته مدينة مانشستر عليه، كما يعكس كيفية فهمه للمكان وذكاءه العاطفي». ويفضل كومباني التدخل المبكر، أي الاستثمار في المدارس، لمكافحة المشكلة.
لكن ما الدور الذي لعبه التقشف الحكومي في هذه القضية؟ يقول كومباني: «كان أحد الاختصاصيين الاجتماعيين في الملجأ يشرح مدى تأثرهم بشدة جراء هذا التقشف، ومدى تأثيره على العمل الذي يقومون به. يلعب التقشف دوراً في هذه القضية؛ لكنه مزيج من أشياء أخرى تؤثر على المشردين».
ولا تعد الجمعية الخيرية لكومباني، التي تحمل اسم «تكل فور إم سي آر»، هي أول مشروع يطلقه كومباني؛ حيث يعمل أيضاً في مشروع يهدف إلى إنشاء قرية لأكثر من 100 يتيم في كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي بلجيكا، أسس كومباني نادي «بي إكس بروكسل» الذي يضم 1300 شاب و200 متطوع، ويركز على الحراك الاجتماعي.
يقول كومباني: «لم أر كرة القدم أبداً على أنها مجرد لعبة؛ لكني أنظر إليها على أنها واحدة من أكثر الأشياء التي تحرك الناس. إنها تمنح الأطفال سياقاً منظماً، وتساعد الأشخاص على التفكير في تحقيق أهدافهم والحديث فيما بينهم. إننا نحاول أن ندعمهم بالمهارات اللغوية لأنك في بروكسل تحتاج إلى لغتين أو ثلاث أو أربع لغات للحصول على وظيفة. لقد رأيت الأطفال الذي يعانون من ظروف صعبة للغاية في الحي، وهم يلعبون ويضحكون مع الرجال الذين ينظرون إليهم على أنهم قدوة لهم، ومن الممكن أن نرى بعضهم في أندية كبرى خلال السنوات المقبلة».
كومباني: كرة القدم ليست مجرد لعبة بل منظومة تحرك الناس وتؤثر في سلوكهم
قائد مانشستر سيتي الذي قرر الرحيل بعد الفوز بالثلاثية يؤمن بضرورة قيام الرياضيين بأدوار تجاه المجتمع
كومباني: كرة القدم ليست مجرد لعبة بل منظومة تحرك الناس وتؤثر في سلوكهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة