توتر في السجون وتهديد بالتصعيد بعد تباطؤ تنفيذ اتفاق سابق

توتر في السجون وتهديد بالتصعيد بعد تباطؤ تنفيذ اتفاق سابق
TT

توتر في السجون وتهديد بالتصعيد بعد تباطؤ تنفيذ اتفاق سابق

توتر في السجون وتهديد بالتصعيد بعد تباطؤ تنفيذ اتفاق سابق

قال نادي الأسير الفلسطيني، إن حالة من التوتر تسود معتقل «عسقلان» عقب قرار إدارة السجن بنقل ممثل الأسرى في المعتقل، الأسير ناصر أبو حميد تعسفياً.
ولفت نادي الأسير، إلى أن إدارة معتقلات الاحتلال صعدت من هجمتها على الأسرى في معتقل «عسقلان»، حيث نفذت عملية قمع في تاريخ التاسع والعشرين من أبريل (نيسان) الماضي، وأقدمت على تخريب مقتنيات الأسرى، وتلا ذلك فرض عقوبات على 24 أسيراً، تمثلت بحرمانهم لمدة شهر من «الكنتينا» (البقالة) وزيارة العائلة، إضافة إلى فرض غرامات على كل أسير بقيمة 500 شيقل.
وجاء التوتر في عسقلان في وقت رفض فيه أسرى حركة «حماس» في سجن رامون الصحراوي، الانتقال إلى قسم نصبت فيه أجهزة للتشويش على تغطية الهواتف الجوالة. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن الأسير، محمد عرمان، المحكوم بالسجن المؤبد 36 مرّة، أخبر إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية أن الأسرى لن ينتقلوا إلى القسم رقم 1 في السجن، وهدّد بإحراق زنازين الأسرى إذا نقلوا إلى هناك بالقوة.
وكان الأسرى أحرقوا فعلاً 10 زنازين في مارس (آذار) الماضي، بعد ساعاتٍ من نقل أسرى إليها، وهو التصعيد الذي أشعل السجون وتسبب لاحقاً في إضراب مفتوح عن الطعام. وقاد عرمان إضراب الأسرى عن الطعام، في أبريل الماضي، الذي أفضى إلى اتفاق بوضع هواتف عمومية في أقسام الأسرى.
وينص الاتفاق على تركيب هواتف عمومية في أقسام جميع السجون يستخدمها الأسرى 3 أيام أسبوعياً، يبدأ تركيبها في سجن الدامون وأقسام الأسرى الأشبال في عوفر ومجدو وأقسام مشفى الرملة وتعميمها بعد ذلك على كل السجون.
ويقضي الاتفاق بوضع هواتف عمومية في 44 قسماً، والسماح للأسرى بإجراء مكالمات منتظمة مع عائلاتهم.
وشمل الاتفاق أيضاً على إعادة جميع الأسرى الذين جرى نقلهم من سجن النقب خلال الاقتحام الأخير قبل أكثر من 20 يوماً، وتخفيض مبلغ الغرامة الذي فرض بحق عدد منهم من 58 ألف شيقل إلى 30 ألف شيقل، وكذلك إنهاء عزل الأسرى المعزولين في سجن النقب.
وبحسب ما تسرب، تم الاتفاق أيضاً على إزالة أجهزة التشويش في الأقسام التي سيتم تسليم الهواتف الجوالة فيها إلى مسؤولي السجن. ولاحقاً قال الأسرى إن إسرائيل وافقت على أن يتحدث كل أسير مع قريب من الدرجة الأولى ثلاث مرّات أسبوعياً، تتراوح كل محادثة بين 15 و20 دقيقة.
لكن نصب الهواتف العموميّة تأخر كما نشرت «هآرتس»، أمس، بسبب التباين بين موقفي مصلحة السجون وجهاز الأمن العام (الشاباك). ورفض الأسرى هذا التباطؤ، كما رفضوا إبقاء أجهزة التشويش في بعض أقسام السجون.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».