وزير المال اللبناني يحذر من مخاطر التأخر في إقرار الموازنة

المساعدون القضائيون ينضمون إلى المعتكفين بدءاً من الاثنين

الوزير علي حسن الخليل (رويترز)
الوزير علي حسن الخليل (رويترز)
TT

وزير المال اللبناني يحذر من مخاطر التأخر في إقرار الموازنة

الوزير علي حسن الخليل (رويترز)
الوزير علي حسن الخليل (رويترز)

حذر وزير المال علي حسن خليل من تداعيات عدم إنجاز الموازنة غدا على البلد والاستقرار، وهو الموعد الذي يفترض أن تنهي فيه الحكومة نقاشاتها حول الموازنة وتقرّها، وتحيلها إلى البرلمان لإقرارها، وذلك بالتزامن مع ضغوط موظفي القطاع الخاص الرافضين للمساس برواتبهم ومكتسباتهم.
وشدد خليل على أننا «لن نقبل بأن نضيع وقتا أكثر في مناقشة الموازنة»، وأكد أن «كل الكلام قيل وعلينا أن ننتهي غدا وإلا فسيكون الأمر مكلفاً على البلد والاستقرار».
وتسعى الحكومة إلى إنجاز موازنة تقشفية. وشدد النائب مروان حمادة على أن أساس الموازنة هو الثقة التي يجب أن تعطيها للبنانيين والخارج، لافتا في حديث إذاعي إلى وجوب أن تقوم الموازنة على سياسة مالية تقشفية تتعاطى مع المؤسسة العسكرية بمحبة من خلال إحاطة عناصرها وحمايتهم وكذلك الأمر بالنسبة إلى القطاعات الإنتاجية والخدماتية في مقابل فرض بعض الإجراءات.
ورأى حمادة أن الموازنة الحالية لا روح فيها ولا منطق في ترتيب الأمور، مشيرا إلى أن الضريبة التصاعدية مهمة وضرورية شرط أن تكون أرباح الشركات شرعية وأن يتمّ منع التهريب عبر الحدود والحدّ من الأرباح غير الشرعية في الجمارك والشركات.
وتأتي النقاشات على وقع إضرابات تشلّ قطاعات حيوية في البلد، إذ قرر تجمع المساعدين القضائيين الاعتكاف عن العمل اعتكافا شاملا ومفتوحا بدءا من يوم الاثنين المقبل.
وجاء في بيان للتجمع: «استكمالا للخطوات التي بدأ بها المساعدون القضائيون، وفي أجواء الحديث مجددا عن المساس بحقوقنا وكرامتنا ومكتسباتنا بما يهدد لقمة عيشنا، فضلا عن النية في اقتطاع بعض التقديمات وإلغاء بعضها الآخر، وحيث إن التمادي بتجاهل صرختنا ووجعنا من شأنه إلحاق بالغ الأذى بنا وبعائلاتنا وصولا إلى الأداء الوظيفي، وتماشيا مع قرار السادة القضاة بالاستمرار في اعتكافهم عن العمل إلى حين تحقيق المطالب، قررنا نحن المساعدين القضائيين في كل لبنان الاعتكاف عن العمل اعتكافا شاملا ومفتوحا بدءا من يوم الاثنين المقبل 20 مايو (أيار) الحالي، معتذرين عن عدم قبولنا أي مراجعة باستثناء ما يتعلق بالمهل والموقوفين، وفي ضوء ما قد يطرأ من تطورات يبنى على الشيء مقتضاه».
بالتزامن، دعت رئيسة اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين في التعليم الأساسي الرسمي نسرين شاهين إلى الاعتصام أمام وزارة التربية غداً الاثنين، وذلك «رفضا لقرار وقف التوظيف لمدة ثلاث سنوات لأن التعليم الأساسي لم يشهد أي توظيف للدخول إلى الملاك منذ 15 سنة»، قائلة إن ما حصل «هو توظيف طائفي سياسي عبر بدعة التعاقد».
ودعا حراك المتعاقدين، جميع المتعاقدين في التعليم الثانوي والأساسي والمهني والإجرائي والمستعان إلى «المشاركة الوطنية المطلبية في الاعتصام المطلبي أمام وزارة التربية احتجاجا واستنكارا لهتك حقوق المتعاقدين في عدم احتساب حقهم في ساعات التعاقد، والمراقبة، والتثبيت، والضمان، وبدل النقل». وطالب بـ«فتح أوسع جبهة للنضال تضم جميع المتعاقدين كرد فعل أمام التحديات المفروضة علينا من قبل السلطة وغيرها من الظالمين»، مؤكدا «التنسيق مع كل المكونات خدمة لمطالبه، ومع المتعاقدين خدمة لمصلحة كل متعاقد».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.