باسيل يتهم وزراء بمواجهة «محاولات الإصلاح» بالكذب والتحريض

الوزير باسيل متحدثاً خلال جولته في منطقة الكورة أمس (الوطنية)
الوزير باسيل متحدثاً خلال جولته في منطقة الكورة أمس (الوطنية)
TT

باسيل يتهم وزراء بمواجهة «محاولات الإصلاح» بالكذب والتحريض

الوزير باسيل متحدثاً خلال جولته في منطقة الكورة أمس (الوطنية)
الوزير باسيل متحدثاً خلال جولته في منطقة الكورة أمس (الوطنية)

شن وزير الخارجية جبران باسيل هجوماً على خصومه السياسيين ومنتقدي «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه، من غير أن يسميهم، مشدداً على «أننا مصرّون حتى لو تطلب الأمر وقتاً أن نخرج بموازنة أفضل».
وزار باسيل منطقة الكورة أمس، حيث جال على عدة قرى، وقال: «هناك وزراء يؤيدون ما نقول في مجلس الوزراء ثم يخرجون ويتصلون للتحريض على تحركات، وهكذا يواجهون محاولات الإصلاح بالكذب والتحريض وجعل الشك يتسرب إلى الناس».
وأشار إلى أنهم «يصوّرون الطرح الإصلاحي كأنه ضد الناس، كالعسكر والأساتذة، لكننا جميعاً في معركة سياسية هدفها تحسين وضعنا الاقتصادي لأن الحالة ستصبح أسوأ إذا لم نقم بما يلزم».
وأكد باسيل أننا «نعمل لإطلاق الإصلاح عبر الموازنة ونطرح معالجات ليس فقط بالكلام»، مشدداً على «أننا مصرّون حتى لو تطلب الأمر وقتاً أن نخرج بموازنة أفضل»، مشيراً إلى أننا «لا يُمكننا أن نستمر في الحكومة في ظل هذا الوضع لأننا في كل مرّة نُعطي فرصة للموازنة بتقديم اقتراحات تُخفف الهدر يُحمّلوننا مسؤولية التأخير»، مشيراً إلى أنهم «يريدون موازنة عادية وهم يوافقون على كثير مما نقول، لكن يطلبون التأجيل وليس مقبولاً العمل لمعالجة العجز في مقابل رفض تغيير الأرقام والسياسة الاقتصادية».
وأضاف: «كلما حاولنا إصلاح الوضع يقولون إنهم ليسوا جاهزين ويؤجلون، في كل مرة المنطق نفسه من الفكر نفسه الذي يريد إبقاءنا في الوضع الذي نحن فيه»، مشيراً إلى أن بعض الحملات الإعلامية تحاول تصوير الأمور على عكس ما هي عليه.
وفي بلدة دده، لفت باسيل إلى أننا «ندافع عن حقوق المظلومين لأننا إذا سكتنا عن ظلم أحد فعلينا أن نسكت عن ظلم الجميع، لكن إذا عرفنا أن أحداً من التيار يقف إلى جانب المظلوم فعلينا أن نطمئن. في هذا البلد لا يمكن أن يعيش أحد مظلوماً، من الطبيعي أن يعلو صوتنا مع الظلم الاقتصادي الذي يعيشه الناس لذلك صوتنا أعلى من الآخرين ويزعج بعضهم، هذا هو الوضع السيئ الذي يجب أن نخرج منه، لذلك علينا أن نشرح للناس حقيقة الوضع وكيف يجب أن نساعد ونضحي وألا نبقى في (المهوار) لا أحد يريد أن يصارح الناس بالواقع».
وقال باسيل: «كل اللبنانيين مظلومون بسبب السياسات الاقتصادية المعتمدة في لبنان منذ سنين، لذلك ستسمعون صوتنا أكثر من غيرنا، وعندما تنتهي هذه المرحلة ستفهمون ماذا فعلنا لتنتهي الأزمة التي ستطول كل الناس؛ مسيحيين ومسلمين، لأنه لا يوجد أحد لا يستفيد من ازدهار لبنان، لذلك فنحن درسنا الوضع كما يجب لمصلحة البلد».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.