مصر: زيادة 84 % في شكاوى المواطنين للحكومة

TT

مصر: زيادة 84 % في شكاوى المواطنين للحكومة

أظهرت الإحصائيات الرسمية لمنظومة «الشكاوى الحكومية الموحدة» في مصر، أمس، زيادة تقدر بـ84 في المائة في عدد الطلبات التي تقدم بها المواطنون منذ يوليو (تموز) من العام الماضي، وحتى أبريل (نيسان) الماضي، وكذلك ارتفعت نسبة «الشكاوى التي تم الانتهاء من فحصها والرد عليها»، بحسب الإحصائية ذاتها عن نفس المدة بنحو 50 في المائة.
وترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس، اجتماعاً لمناقشة تقرير عن منظومة «الشكاوى الحُكومية المُوحدة»، وشدد خلاله على «التعامل بحسم مع أي شكوى ترد حول التعديات على أراضي الدولة، وتطبيق القانون، والإزالة الفورية، مؤكدا عدم السماح بأي تهاون في هذا الملف، فضلاً عن الاهتمام برفع أكوام القمامة ومخلفات البناء من الشوارع».
وأشار الدكتور طارق الرفاعي، مُدير منظومة الشكاوى الحكومية المُوحدة بمجلس الوزراء إلى أن «جُهود تطوير أداء المنظومة نجحت في زيادة إقبال المواطنين على التعامل مع المنظومة، بالإضافة إلى زيادة مستوى استجابة الجهات الحكومية لفحص الشكاوى، والرد عليها «إلكترونياً»، كما تم ربط 17 جهة رئيسية جديدة إلكترونياً بالمنظومة، يتبعها 422 جهة فرعية، ليصل إجمالي الجهات التي تم ربطها على المنظومة إلى 99 جهة رئيسية، و2074 جهة فرعية لاستقبال شكاوى المواطن والبت فيها إلكترونياً».
وأضاف أن إجمالي عدد الشكاوى المُسجلة على المنظومة خلال الفترة من الأول من يوليو العام الماضي حتى الثلاثين من أبريل الماضي بلغ 435 ألف شكوى، مقارنة بـ270 ألف شكوى تقريباً عن نفس الفترة من العام المالي السابق، بنسبة زيادة قدرها 84 في المائة، معتبراً أن الزيادة تؤكد «ثقة المواطنين في المنظومة، كإحدى آليات توصيل شكواهم، والعمل على حلها».
وأشار الرفاعي، إلى أن «إجمالي عدد الشكاوى التي تم الانتهاء من فحصها والرد عليها خلال الفترة ذاتها بلغ 351 ألف شكوى، فيما يتم دراسة باقي الشكاوى، مقارنة بـ234 ألف شكوى نفس الفترة بنسبة زيادة قدرها 50 في المائة».
ووفقا لتقرير «المنظومة» فإن شكاوى وزارة التموين والتجارة الداخلية مثلت «نسبة كبيرة»، فيما «قامت الوزارة بالتعامل مع الشكاوى التي تم توجيهها لها خلال الفترة المذكورة والتي وصلت إلى 90 ألف شكوى، وتمت الاستجابة لعدد 28 ألف شكوى وطلب عن الفترة».
أيضاً استقبلت وزارة الصحة والجهات التابعة لها من خلال المنظومة عدد 14 ألف شكوى، وتم التعامل معها حسب طبيعة كل منها، وتمثلت الاستجابات في «إصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة، وتوفير أسرة الرعاية والحضانات وإجراء العمليات وصرف الأدوية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».