معرض فني يرصد ملامح رمضانية وفلكلورية في القاهرة

13 تشكيلياً يعرضون رؤيتهم لتجسيد المجتمع المصري

معرض فني يرصد ملامح رمضانية وفلكلورية في القاهرة
TT

معرض فني يرصد ملامح رمضانية وفلكلورية في القاهرة

معرض فني يرصد ملامح رمضانية وفلكلورية في القاهرة

تتعدد الملامح الرمضانية في مصر، ومعها يحاول الفنانون التشكيليون التفاعل معها ورصدها، كونها تمثل إرثاً ثقافياً، وتجسد إحدى العلامات الشعبية والفلكلورية في المجتمع المصري منذ القدم.
وفي معرض «رمضانيات»، الذي يحتضنه «أرت كورنر غاليري» بالعاصمة المصرية القاهرة، يجتمع 13 تشكيلياً محاولين تجسيد ملامح تراثية، وأخرى فلكلورية، عبر ثيمات فنية تميز شهر رمضان المبارك، إلى جانب لوحات للخط العربي.
فمن التراث يستمد بعض المشاركين رقصات، ومن الفلكلور يرصد مشاركون آخرون بعض اللقطات مثل قِدرة الفول، وعربة الفول، وبائع الطرابيش، إلى جانب ملامح للشخصيات والشوارع والبيئة المصرية في رمضان؛ حيث الزحام والتردد على الأماكن الأثرية والأسواق والمساجد، بما يعكس روح المكان وجمالياته.
أما ما يتسم به المعرض، فهو أن أعماله لم تبدعها فقط أنامل فنانون مسلمون، بل يشارك فنانون مسيحيون بأعمالهم، رغم أن موضوعه يدور حول شهر رمضان، عارضين رؤيتهم للشهر الفضيل، مُعانقين التسامح وروح الأخوة التي تعضد الروابط بين المسلمين والمسيحيين، التي تشكل جزءاً من الملامح الرمضانية في مصر.
تقول مارينا زكريا، مديرة «أرت كورنر غاليري»، وإحدى الفنانات المشاركات بالمعرض لـ«الشرق الأوسط»: «نحاول من خلال معرض (رمضانيات) التعبير عن روحانيات شهر رمضان والتطرق لموضوعات تتعلق بالفلكلور والتراث المصري المرتبط بهذا الشهر»، لافتة إلى أن المشاركين أغلبهم من فئة الشباب، الذين حاولوا التعبير عن هذه الروحانيات عبر استدعاء المخزون الثقافي لديهم، أو التعبير عن ملامح تعد مصدراً للحياة والبهجة في شهر رمضان.
وتشير مديرة الغاليري إلى أن مشاركة فنانين مسيحيين بالمعرض ليس مستغرباً، مضيفة: «شهر رمضان لا يقتصر على مسلمي مصر فقط، بل الجميع يفرح بقدوم الشهر، فكلنا روح واحدة، لذا نتأثر به كمسيحين ونحب أجواءه، بل إنه مناسبة تقوى فيه الروابط الروحية بين المسلمين والمسيحيين في إطار تعزيز الأخوة الإنسانية، وهو ما يبدو جلياً في أعمال المعرض».
أما عن مشاركتها بالمعرض، فتبين أنها تشارك بلوحتين، الأولى تجريدية، تعتمد على التداخل بين الألوان، وتختزل من خلالها الألوان المرتبطة بشهر رمضان مثل الأزرق والأحمر، المستمدان من أقمشة الخيامية، إحدى السمات المميزة لرمضان القاهرة، واللوحة الثانية عبارة عن زخارف إسلامية، تضفي للشهر جمالاً ورونقاً.
وعن «عربة الفول» وهي ملمح رمضاني مهم خاصة في وجبة السحور، حاول التعبير عنها الفنان فتحي علي، قائلاً: «أنتمي لحي الجمّالية بالقاهرة، ذلك الحي الشعبي الذي يعكس بهجة رمضان من خلال احتضان ملامحه وعاداته وطقوسه، التي منها عربة الفول، والتي تعد إحدى علامات الليل في الشهر الكريم، ومن مخزون الطفولة حاولت أن أنقل في اللوحة الأجواء الحميمية التي ترتبط بهذه العربة، فحولها يتزاحم الأهالي ويتقابل الجيران والأصدقاء، ما يعطي بهجة لشهر رمضان، وقد حاولت التعبير عنها بالتركيز على الألوان والظلال بما يوصل الإحساس بالبهجة»، مضيفاً أن رمضان موضوع ثري أمام الفنانين التشكيليين، فهناك رموز كثيرة يمكن التعبير عنها، مثل المسحراتي والفانوس وموائد الرحمن، إلى جانب معاني العطاء ومشاعر الإفطار، لافتاً إلى أن نشأته في حي الجمّالية تأثرت بتلك الملامح، لذا فجلّ موضوعاته تنقل حالة البائعين والسيدات وقت الشراء والأسواق وباعة العرقسوس والمآذن والقباب وغيرها.
من بين المشاركين أيضاً، يقول الفنان محمد عزمي: «أشارك في المعرض بلوحتين، أحاول من خلالهما التعبير عن الروح المصرية خلال شهر رمضان، التي أشعر وأتأثر بها، فالأولى من مدينة طنطا، واللوحة الثانية مستوحاة من شارع المعز بالقاهرة، الممتلئ بالآثار الإسلامية، والذي أتردد عليه لرسم المساجد والعمارة الإسلامية».



أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.