عقوبات أميركية على خمسة روس داعمين «لبوتين»... وموسكو: الرد بالمثل

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حضوره أحد المؤتمرات الصحافية (ي.ب.أ - أرشيفية)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حضوره أحد المؤتمرات الصحافية (ي.ب.أ - أرشيفية)
TT

عقوبات أميركية على خمسة روس داعمين «لبوتين»... وموسكو: الرد بالمثل

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حضوره أحد المؤتمرات الصحافية (ي.ب.أ - أرشيفية)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حضوره أحد المؤتمرات الصحافية (ي.ب.أ - أرشيفية)

أعلنت السُلطات الأميركيّة، أمس (الخميس)، فرض عقوبات على 5 روس، بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك اغتيال أحد زعماء المعارضة و«تعذيب وقتل» مثليين في الشيشان.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيّام من لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو، بدا أنّه مسعى من البلدين لإيجاد أرضيّة مشتركة بينهما.
وخلال تقديمها تقريرها السنوي الصادر بتكليف من الكونغرس في إطار «قانون ماغنيتسكي»، اتّخذت وزارة الخارجيّة الأميركيّة إجراءات ضدّ 5 أفراد وكيان واحد. ويتيح «قانون ماغنيتسكي» فرض قيود على حركة أفراد وكيانات في الولايات المتحدة متّهمين بانتهاك حقوق الإنسان، وتجميد أصولهم.
وقالت الخارجية إنّ أسماء هؤلاء أُضيفَت إلى «لائحة ماغنيتسكي» لأنّهم «مسؤولون عن الانتهاكات الأخيرة الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك قتل زعيم المعارضة الروسية بوريس نيمتسوف بخلاف القانون، وتعذيب وقتل مثليين في جمهوريّة الشيشان بخلاف القانون».
ونيمتسوف الذي لعب دوراً مهماً في معارضة بوتين، وكان نائباً لرئيس الوزراء في عهد الرئيس بوريس يلتسين، قُتل بـ4 رصاصات عن قُرب على جسر بجوار الكرملين في العام 2015.
وردّت السفارة الروسية في الولايات المتحدة بالتأكيد، في بيان، أن «هذه الأفعال ستتبعها إجراءات في إطار المعاملة بالمثل»، معتبرة أن «هذه القرارات غير البناءة تسير عكس الآفاق الإيجابية للمحادثات الأميركية الروسية الأخيرة في سوتشي».
ومن بين الأفراد الذين استهدفتهم العقوبات، الزعيم الشيشاني رسلان جيريمييف، المقرب من رئيس الشيشان رمضان قديروف. ووُجّهت إلى جيريمييف تُهم بسبب تورطه في قتل نيمتسوف.
ورأى قديروف على حسابه على تطبيق «تلغرام» أن «العقوبات التي تستهدف قوة تدخل في الشرطة الشيشانية دليل مؤكد على أن الولايات المتحدة تخاف منا».
كما تتهم السلطات الأميركية اثنين آخرين، هما غينادي كارلوف، وإيلينا تريكوليا، بإخفاء حقائق عن احتجاز سيرغي ماغنيتسكي ووفاته.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس، في بيان: «بعد نحو 10 سنوات على وفاته، ما زلنا نشعر بالقلق بسبب إفلات (القتلة) من العقاب في إطار الجريمة، وغيرها من الجرائم العنيفة بحقّ ناشطين وصحافيين ومعارضين سياسيين».
كما تحدّثت عن «جوّ من الترهيب لأولئك الذين يعملون على كشف الفساد أو انتهاكات حقوق الإنسان» في روسيا.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.