الكويت تتحسب لوقوع حرب في المنطقة... وتدعو للوحدة

حذر رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم من حرب متوقعة في منطقة الخليج، على وقع الحشود العسكرية الأميركية التي وصلت مياه الخليج لمواجهة إيران. وعلى أثر جلسة سريّة، دعا لها مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) أمس، وهدفت للبحث مع الحكومة في التحديات الإقليمية الراهنة واستعدادات الحكومة، أعلن الغانم في تصريح صحافي، أن الحكومة الكويتية ترجح وقوع حرب في الخليج.
وقال الغانم للصحافيين بعد الجلسة، إنه «بناء على إفادة الوزراء، فإن احتمالات وقوع حرب في المنطقة مرتفعة، وهو خلاف ما نتمنى جميعاً». ودعا الغانم الكويتيين إلى الوحدة والوقوف خلف السياسة الخارجية لأمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وعادة ما تؤكد الكويت التي تقع في مهبّ الأعاصير الإقليمية، على التمسك بالوحدة الوطنية لمنع انزلاق البلاد إلى الانقسام.
وقال الغانم إن وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح: «شرح المشهد السياسي وأهمية الاستعداد لكل الاحتمالات»، وأضاف: «كُلف النائب محمد الدلال بصياغة بيان عن المجلس الأحد المقبل».
وقال الغانم إن مجلس الأمة عقد جلسة سرية بموافقة الأغلبية الساحقة، وقدم وزير الخارجية عرضاً لمدة ساعة ونصف ساعة، و«تمت مناقشة آخر التطورات الإقليمية واستعدادات الدولة في حال حدوث أي طارئ».
وأضاف أن وزير الخارجية أكد حساسية المرحلة المقبلة، وأهمية الاستعداد لكل الاحتمالات، وأن إفادة الوزراء تقول إن احتمالات الحرب مرتفعة، ولا نزال في المجلس مساندين للأمير في سياسته الخارجية؛ لكننا لا نملك مفاتيح ما يحصل لدى الدول الكبرى.
ومضى يقول: الأوضاع الخارجية غير مطمئنة، أما داخلياً فنعتقد وفق ما عُرض لنا بأن استعدادات الحكومة أفضل من السابق. وأضاف: «نحتاج إلى التصرف بحكمة ومسؤولية لمواجهة ما نمر به من تحديات خارجية».
وكان رئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، قد أخلى قاعة المجلس من الحضور للنظر في طلب مناقشة التطورات المتسارعة في الإقليم، وتأثيرها على أمن واستقرار الكويت، المقدم من النواب والحكومة، وذلك في جلسة سرية، بناء على طلب وزير العدل ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة، الدكتور فهد العفاسي.
وقال الوزير العفاسي في مداخلة له، في الجلسة أمس الخميس، إنه وفقاً لنص المادة 69 من اللائحة الداخلية لمجلس الأمة، تطلب الحكومة مناقشة الطلب في جلسة سرية. وأجاب الغانم: «تخلى القاعة لمناقشة طلب تحويل الجلسة إلى سرية».
وكان الرئيس الغانم قد قرأ نص طلب المناقشة المقدم من عدد من النواب في بداية الجلسة، وذلك «في ظل ازدياد التوترات السياسية بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ما ترتب عليه إرسال تعزيزات عسكرية أميركية للمنطقة، يقابلها نشر صواريخ باليستية من قبل الجانب الإيراني».
وأضاف الغانم: «ولكون الكويت في قلب منطقة الصراع من الناحية الجغرافية، الأمر الذي ينذر بتأثرها بتداعيات أي حرب محتملة، ندعو لمناقشة استعدادات الحكومة على كافة الأصعدة، من أمن غذائي ودوائي وغيرهما، لمواجهة أي تصعيد عسكري في منطقة الخليج، وذلك بتخصيص ساعتين».
وأشار إلى طلب الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية كذلك، «مشاطرة أعضاء مجلس الأمة بعض المعلومات عن التطورات الحاصلة في المنطقة».