السعودية: صيغة جديدة تلزم الجهات الحكومية شراء المنتجات الوطنية في عقود المشتريات

مختص: القرار يساعد على تنمية الاقتصاد المحلي

السعودية: صيغة جديدة تلزم الجهات الحكومية شراء المنتجات الوطنية في عقود المشتريات
TT

السعودية: صيغة جديدة تلزم الجهات الحكومية شراء المنتجات الوطنية في عقود المشتريات

السعودية: صيغة جديدة تلزم الجهات الحكومية شراء المنتجات الوطنية في عقود المشتريات

ألزمت وزارة المالية السعودية الجهات الحكومية بإعادة صياغة عقود المنافسات والمشتريات لإضافة شروط ومواصفات الأولوية للمنتج الوطني والخليجي عند تنفيذ المشاريع، على أن تتحمل تلك الجهات مسؤولية عدم مراعاة ذلك عند تنفيذ الأعمال المطلوبة.
ووفقا لقرار وزير المالية الذي تلقته «الشرق الأوسط»، فإن الجهات الحكومية مطالبة بإعطاء الأولوية في المشتريات الحكومية للمنتج الوطني والخليجي، مطالبا المختصين بالالتزام عند صياغة الشروط والمواصفات بتضمين القواعد الموحدة للمنتج وفقا الأنظمة، على أن يجري إبلاغ الجهات المختصة في حال وجود مخالفات. من جانبه، قال عبد الله رضوان، عضو اللجنة الوطنية للمقاولين في مجلس الغرف السعودية، إن قرار إلزام الجهات الحكومية بشراء المنتجات الوطنية عند تنفيذ المشاريع، يعد دعما للشركات والمؤسسات في السعودية والخليج والصناعة الوطنية، وهو هدف استراتيجي للحكومة في التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل للمواطنين.
ولفت إلى أن السوق السعودية والخليجية يوفر نسبة كبيرة من المنتجات ذات الجودة العالية، سواء فيما يتعلق بالمشتريات الخاصة بالأثاث، أو الأجهزة، أو المشتريات الأخرى المتعلقة بالمواد الأساسية، مثل: الإسمنت والحديد والبلاستيك، مشيرا إلى أن قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سيكون أحد المستفيدين من هذا القرار في تحقيق النمو، ما يساعده على القيام بدوره المطلوب في الاقتصادي الوطني.
وبين عضو اللجنة الوطنية للمقاولين في مجلس الغرف السعودية، أن الكثير من الشركات السعودية أسهمت في دعم شراء المنتج المحلي من خلال تنفيذها المشاريع، وذلك نظرا لزيادة الثقة بالصناعة المحلية بما تتميز به من مواصفات ومعايير عالمية.
وكان مجلس الوزراء السعودي وافق على مشروع القواعد الموحدة لإعطاء الأولوية في المشتريات الحكومية للمنتجات الوطنية بدول مجلس التعاون الخليجي. وتضمن القرار اعتبار المنتجات الخليجية منتجات وطنية، وذلك عند تأمين المشتريات أو تنفيذ المشاريع. كما نص القرار على تطبيق الغرامة بواقع 30 في المائة من قيمة المشتريات التي تجري المخالفة فيها.
وأولت السعودية اهتماما كبيرا بتنمية الصادرات الصناعية تماشيا مع استراتيجيات التنمية الاقتصادية الشاملة في توسيع القاعدة الإنتاجية وتنويع مصادر الدخل.
ورغم الحداثة النسبية للصناعة في البلاد، لا سيما تجربة القطاع الخاص السعودي في مجال التصدير؛ إلا أن الصادرات الصناعية السعودية خطت خطوات كبيرة في هذا المجال. يشار إلى أن فريق عمل المشتريات الحكومية أسس في مجلس الغرف السعودية قبل نحو عامين بعضوية 15 من الصناعيين، إضافة لمستشارين قانونيين؛ بهدف متابعة تنفيذ الأوامر الملكية المتعلقة بمشتريات المنتجات السعودية للمشاريع الحكومية.
ونجح الفريق خلال الفترة الماضية في إدارة حوارات متعمقة وإيجابية مع الجهات الحكومية المعنية، مثل: وزارة المالية، الشؤون البلدية والقروية، التجارة والصناعة، صندوق الاستثمارات العامة، وعدد من الشركات شبه الحكومية، حيث وجد تجاوبا كبيرا من تلك الجهات، وأثمرت جهوده عن كثير من النجاحات التي تصب في مصلحة المنتج والصناعة الوطنية.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».