الجيش الليبي يستهدف مواقع لحكومة «الوفاق»... ويتوعد بـ {مسح} الميليشيات

ترحيب أممي بـ«الموقف الأوروبي» وسط توقعات بزيارة حفتر لإيطاليا

جانب من المواجهات التي شهدتها مناطق جنوب طرابلس بين قوات الجيش الليبي وقوات موالية لحكومة السراج أمس (رويترز)
جانب من المواجهات التي شهدتها مناطق جنوب طرابلس بين قوات الجيش الليبي وقوات موالية لحكومة السراج أمس (رويترز)
TT

الجيش الليبي يستهدف مواقع لحكومة «الوفاق»... ويتوعد بـ {مسح} الميليشيات

جانب من المواجهات التي شهدتها مناطق جنوب طرابلس بين قوات الجيش الليبي وقوات موالية لحكومة السراج أمس (رويترز)
جانب من المواجهات التي شهدتها مناطق جنوب طرابلس بين قوات الجيش الليبي وقوات موالية لحكومة السراج أمس (رويترز)

استهدفت مقاتلات «الجيش الوطني» الليبي، التي يرأسها المشير خليفة حفتر، مواقع للقوات التابعة لحكومة «الوفاق» في محور العزيزية، جنوب العاصمة طرابلس، وتحدثت القيادة العامة، أمس، عن استعدادها للقيام بـ«مسح شامل للعدو»، وطالبت المواطنين بالابتعاد عن مواقع القتال، بينما ارتفع عدد قتلى القصف الصاروخي العشوائي، الذي استهدف منطقتي تاجوراء وقصر بن غشير، إلى ستة قتلى من المدنيين.
يأتي ذلك في وقت رحبت فيه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والمجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق» بموقف الاتحاد الأوروبي بشأن الأحداث في طرابلس، وثمنت البعثة بيان مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، وقالت إنها تضم صوتها للاتحاد الأوروبي «بدعوة الأطراف كافة للتعاون مع الأمم المتحدة من أجل وقف فوري لإطلاق النار»، والتأكيد أن الهجمات العشوائية على المدنيين والبنى التحتية المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب، وتذكر الجميع بالتزاماتهم بموجب حظر الأسلحة والقوانين الدولية (الإنساني وحقوق الإنسان).
وعلّق المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق»، أمس، على بيان مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، إذ رأى أن دول الاتحاد «اتخذت موقفاً موحداً بالإجماع إزاء الوضع في ليبيا بعد أن اتضحت حقائق الصراع، وما يمثله من مخاطر محدقة بأمن البلاد واستقرار كامل المنطقة».
وتحدث المجلس الرئاسي عمن وصفهم بـ«الحلفاء الأوروبيين»، وقال إنهم «محقون في تأكيدهم أن أي هجمات عشوائية ضد المدنيين قد ترقى إلى مستوى جرائم الحرب، بجانب تخوفهم من تداعيات الحرب على تخوم العاصمة طرابلس على تدفق المهاجرين غير القانونيين».
وجدد المجلس الرئاسي في بيانه أمس ما سماه عزمه «على دحر العدوان وإرجاعه من حيث جاء»، داعياً بعض الدول إلى مراجعة موقفها، الذي وصفه بغير المبرر، و«الانضمام إلى المجتمع الدولي في السعي لتحقيق السلام والاستقرار في ليبيا».
وفي إطار الجولات الخارجية التي يجريها مع الأطراف الدولية، بشأن الحرب في طرابلس، رجحت مصادر أن يزور حفتر العاصمة الإيطالية روما خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد زيارة كانت متوقعة لباريس أمس، حسبما نقلت وكالة «أكي» الإيطالية، عمن وصفتهم بمصادر مقربة من قائد «الجيش الوطني».
ميدانياً، قال إعلام القيادة العامة لـ«الجيش الوطني» أمس، إن قوات المدفعية التابعة لقوات (اللواء التاسع) تستعد للتحرك من مدينة ترهونة، القريبة من العاصمة، إلى محاور القتال، مضيفا أنه «يتم مسح شامل للعدو، ونطالب المواطنين بالابتعاد عن مواقع الاشتباكات». لافتا إلى أن الطيران العمودي التابع لسلاح الجو استهدف مواقع ما سماها بـ«الحشد الميليشياوي في محور العزيزية».
وعاشت مدينتا قصر بن غشير وتاجوراء ليلة دامية خلال الساعات الأولى من صباح أمس، بسبب تعرضهما لقصف عشوائي من قبل قوات «الوفاق»، أوقع 6 قتلى على الأقل، وكثيرا من المصابين. وحملت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا في بيان أمس «جميع أطراف النزاع المسلح بمناطق غرب وجنوب غربي طرابلس المسؤولية القانونية الكاملة إزاء هذه الجريمة البشعة، التي استهدفت الأبرياء والمدنيين بمدينتين»، مؤكدة أن «هذه الجريمة ترقى إلى مصاف جرائم الحرب، وتعد انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، واستهدافا مباشرا للمدنيين».
لكن عز الدين عقيل، رئيس حزب الائتلاف الجمهوري الليبي، أرجع أسباب قصف المناطق المدنية إلى أنه «يعكس حقيقة حالة اليأس التي بلغتها الميليشيات المسلحة، وخاصة التابعة منها لمدينة مصراتة»، مبرزا «أنها تدرك أن العمليات العسكرية ستنقل إلى مدينتهم عندما تنتهي في طرابلس».
وأضاف عقيل في حديث لـ«الشرق الأوسط» أمس: «تجفيف جانب استراتيجي مهم من ذخائر الميليشيات، وتدمير معسكراتهم وآلياتهم الحربية، وتصفية كثير من قياداتهم الرئيسيين، وموت وفرار أعداد كبيرة من الشبان، كل ذلك خلق أجواء صعبة عليهم».
ورأى عقيل أنه «أمام كل هذه الهزائم، التي مُنيت بها قوات السراج، لم تجد الميليشيات أمامها غير إراقة دماء المدنيين، كورقة ضغط على المجتمع الدولي لدفعه لاتخاذ موقف أكثر شدة تجاه إيقاف الحرب في العاصمة».
إلى ذلك، أدانت غرفة عمليات (الكرامة) التابعة للجيش: «الدعم الإخواني التركي للجماعات الإرهابية في طرابلس»، مشيرة إلى وجود عدد من الإرهابيين المنتمين لتنظيم «داعش» على الأراضي الليبية للقتال إلى جانب القوات التابعة لـ«الوفاق»، في ظل فتح المنافذ الخاضعة لسيطرة الإخوان والمجاميع التابعة لها، مع احتمال وجود زعيم هذا التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي في ليبيا أيضاً.
وقال العقيد محمد عثمان، الضابط بالغرفة في المنطقة الغربية، إن قتال قوات «الجيش الوطني» هو للقضاء على المجاميع الإرهابية، التي تمثل صنيعة تنظيم الإخوان الموالي للمجلس الرئاسي: «وهو الأمر الذي يجعل هذه العملية مقدسة، وواجبا أصيلا لكي تنعم ليبيا بسيادتها».
وكشفت غرفة عمليات صبراتة التابعة لـ«الجيش الوطني»، أمس، أن الغارة التي شنتها القوات قبل يومين على مقر ميليشيا «الفاروق» المتطرفة بالزاوية قضت على المدعو صفوان عبد المجيد جابر، أحد عناصر «داعش» الفارة من مدينة صبراتة منذ سنة 2016.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.