غريفيث: اليمن على مفترق طرق... وقلِق للغاية من الهجمات ضد السعودية

الولايات المتحدة تتهم إيران بإمداد الحوثيين بالصواريخ الباليستية والـ {درون}

TT

غريفيث: اليمن على مفترق طرق... وقلِق للغاية من الهجمات ضد السعودية

حذر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث من أن اليمن «لا يزال على مفترق طرق بين الحرب والسلم» على رغم قيام ميليشيات الحوثي بإعادة انتشار أحادية للقوات في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، معبراً عن «قلقه البالغ» من استهداف الميليشيات المدعومة من إيران المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية. فيما اتهمت الولايات المتحدة طهران بانتهاك قرارات مجلس الأمن حول حظر الأسلحة المفروض على اليمن وبإطالة زمن الحرب فيه.
وقال غريفيث لأعضاء مجلس الأمن إن الحوثيين نفذوا بين 11 مايو (أيار) الحالي و14 منه عملية إعادة انتشار لقواتهم من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى «تحت مراقبة الأمم المتحدة»، موضحاً أن رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال مايكل لوليسغارد وفريقه من بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة عاينوا هذه العملية. وأكد أن الحكومة اليمنية «ثابتة في تأكيد التزامها بإعادة الانتشار وفقاً للاتفاق في المرحلة الأولى»، معبراً عن امتنانه للرئيس عبد ربه منصور هادي. وأضاف أن «هذه اللحظة مهمة»، إذ إن «عمليات إعادة الانتشار هذه يجب أن تتبعها أعمال ملموسة من الأطراف من أجل الوفاء بواجباتهم بموجب اتفاق استوكهولم»، مشيراً إلى ضرورة «المحافظة على الزخم عبر تنفيذ الخطوات التالية من إعادة الانتشار المتبادلة في الحديدة وضمان أن تتمكن الأمم المتحدة من زيادة دورها في الموانئ». وحض الطرفين على «التوافق على خطة عملانية للمرحلة الثانية» من عمليات إعادة الانتشار في الحديدة، لافتاً بصورة خاصة إلى منطقة الدريهمي.
وقال غريفيث إنه على رغم أهمية ما حصل خلال الأيام القليلة الماضية فإن «اليمن لا يزال على مفترق طرق بين الحرب والسلم»، محذراً من أنه «على رغم صمود وقف النار عموماً في الحديدة، فإن احتدام النزاع في أجزاء أخرى من البلاد مثيرة للقلق». وأوضح أن «تصاعد العنف في الضالع يعد تطوراً مثيراً للقلق لعملية السلام وضاعف التوترات في الجنوب». وعبر عن «القلق البالغ من الأنباء عن وقوع هجوم بطائرات الدرون ضد منشآت أرامكو في السعودية»، منبهاً إلى أن «حوادث كهذه تذكر بأن الإنجازات التي تحققت بصعوبة يمكن أن تتلاشى بسهولة مفرطة». وأمل في أن «تتمكن الأطراف من بدء المفاوضات بأسرع ما يمكن»، علما بأن أسس الحل «معروفة جيداً، ليس أقلها بسبب النقاشات المفصلة التي أجريت خلال ثلاثة أشهر في الكويت»، بل أيضاً لأن «النقاشات وجهت (…) بقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2216». وأكد أن «إنهاء الصراع لن يكون ممكنا إذا لم يتم شمول أصوات طائفة واسعة من اليمنيين»، معتبراً أن «شمول المرأة، بوجه خاص في عملية السلام سيشكل مستقبل مشاركتهن في العملية الانتقالية».
وتحدث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارك لوكوك الذي شكر للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص تمويلهما لعمليات الإغاثة الإنسانية في اليمن، مضيفاً أن «هناك طريقاً طويلة يجب عبورها». ودعا كل المانحين إلى الوفاء الكامل بالتعهدات التي قطعوها في جنيف في فبراير (شباط) الماضي، وأفاد بأنه سيسافر إلى الرياض مرة أخرى في الأيام القليلة المقبلة للاجتماع مع مسؤولين سعوديين وإماراتيين من أجل «وضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الخاصة بالتعهد المشترك - الجديد - بقيمة مليار دولار تبرعوا بها في جنيف». وأكد أن هذه المنحة من هذين المانحين إلى الأمم المتحدة خلال العام الماضي كانت «مفيدة للغاية في توسيع نطاق عملية المعونة، ولا أزال أعتبر هذا النهج أفضل ممارسة عالمية في مجال الدعم الإنساني والتبرع».
وقال القائم بأعمال البعثة الأميركية الدائمة جوناثان كوهين إن «القتال في كل أنحاء البلاد، وليس فقط في الحديدة، يجب أن يتوقف»، مضيفاً أنه «يجب على الحوثيين وقف هجمات الطائرات من دون طيار ضد مواطنيهم وجيرانهم». وأكد أنه «يجب على إيران أن توقف تزويد الحوثيين بالأسلحة للقيام بذلك»، مضيفاً أن «الهجمات التي شنت هذا الأسبوع ضد البنية التحتية السعودية ليست سوى أحدث مثال على مدى زعزعة الاستقرار»، محذراً من أن «هذه الهجمات تهدد بتوسيع النزاع وتقوض العملية التي تقودها الأمم المتحدة وعمل المبعوث الخاص غريفيث». ولاحظ أن لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن ذكرت كل الدول الأعضاء بضرورة التزام حظر الأسلحة وفقاً للقرار 2216. ولكن «منذ فرض المجلس الحظر، استخدم الحوثيون أسلحة أكثر تطوراً لتهديد جيران اليمن. لم يطور الحوثيون صواريخ باليستية طويلة المدى وطائرات من دون طيار من تلقاء أنفسهم»، بل إن لجنة الخبراء أكدت أن «هذه الأسلحة لها خصائص تصميم إيرانية». وقال: «لا تنتهك إيران قرارات مجلس الأمن لحظر الأسلحة فحسب، بل تطيل أمد الحرب أيضاً».
وأشارت المندوبة البريطانية كارين بيرس إلى الهجوم بطائرات الدرون ضد محطات ضخ النفط في السعودية، معبرة عن «التنديد بهذه الضربة من قبل الحوثيين»، منبهة إلى أن «المخاطر تظل حقيقية بالنسبة لاستقرار اتفاق السلام وقدرته على تحقيق الأمن والسلام لشعب وأطفال اليمن». وأكدت أن «الهجوم ليس خطأ فقط» بل هو «يقوض الثقة اللازمة للوصول إلى حل للنزاع». وأضافت أن «الآن ليس وقت الاستفزاز عندما نكون على وشك أن نكون قادرين على إحراز تقدم كبير على الأرض».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.