نتنياهو طلب السيجار الفاخر فيما قصفت طائراته غزة

TT

نتنياهو طلب السيجار الفاخر فيما قصفت طائراته غزة

كما كان متوقعاً، بدأت عملية تسريب المعلومات من ملفات التحقيق في قضايا الفساد المتعلقة برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من عدة مصادر لتكشف أساليبه في الحصول على الرشى أو طلب العطايا. فقد ذكرت القناة الـ13 للتلفزيون الإسرائيلي أن نتنياهو انشغل بطلب السيجار الفاخر الذي يحبه حتى في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل عالقة في صدامات عسكرية مع «حماس» في قطاع غزة أو حتى عندما كان الإسرائيليون يحيون ذكرى قتلاهم.
وقالت القناة إنه في سنة 2016. عندما كان نتنياهو يحضر «المهرجان الختامي المركزي لإحياء الذكرى السنوية لضحايا حروب إسرائيل»، الذي يقام عادة في مقبرة هرتسل في القدس، المخصصة لأضرحة كبار زعماء إسرائيل، اتصل نتنياهو عدة مرات مع المساعدة الشخصية لرجل الأعمال أرنون ميلتشين، وطلب منها إرسال كمية إضافية من السيجار الفاخر الذي يحبه وهدايا أخرى.
وجاء توثيق هذه المعلومة في ملفات التحقيق في القضية رقم 1000. التي يشتبه فيها بأنه تلقى هدايا بكميات ضخمة له (سيجار فاخر) ولزوجته (نبيذ وشمبانيا فاخرين وحلي ومجوهرات) من رجل الأعمال المذكور، لدرجة أنه صار يضج ويتذمر من الموضوع. فتوجه إلى رجل أعمال آخر يدعى جيمس باكر يطلب منه تقاسم العبء.
والمعروف أن مواد التحقيق كانت محظورة ومحفوظة في خزائن النيابة العامة، طيلة فترة الانتخابات. وحاولت النيابة تسليمها لمحامي الدفاع عن نتنياهو، لكنهم أحجموا عن تسلمها بدعوى أنهم لم يتلقوا بعد أجراً من نتنياهو لقاء عملهم. ويعود ذلك إلى أن نتنياهو يطلب تبرعات بقيمة 2.3 مليون دولار من أصدقائه الأثرياء لتمويل مصاريف دفاعه في المحكمة، لكن مؤسسات الحكم لا تسمح له بذلك وتقول إن نتنياهو ثري بما يكفي ليمول المصاريف من جيبه. وقامت النيابة بإرسال المواد إلى مكتب أحدهم، فرفض تسلمها. وقام ثلاثة من هؤلاء المحامين بتسريب أنهم يفكرون في الاستقالة من هذه المهمة. ويوم الاثنين الماضي، بعد الضجة الكبرى التي ثارت ضد نتنياهو على هذا التصرف، تسلم محاميه عميت حداد، نسخة منها. ومن هنا بدأ التسريب. ويتوقع تسريب المزيد منها في الأيام والأسابيع القادمة.
وعقب مكتب نتنياهو على هذا النشر قائلاً: «أمر الحصول على الملفات تسنى لنا بعد توصل السيد نتنياهو إلى تسوية مؤقتة مع المحامي حداد بشأن تحويله سلفة على حساب أتعابه». وبحسب بيان صادر عن النيابة العامة فإن المحامي حداد أبلغ المستشار القانوني للحكومة أفيحاي ميندلبليت، عن نيته إجراء اتصال معه حتى يوم الاثنين المقبل بهدف تحديد موعد لجلسة المساءلة لموكله. وذكر موقع «هآرتس» الإلكتروني أن باقي محامي رئيس الوزراء وهم نيفوت تل تسور وتال شابيرا وبيني روبين، لم تتم تسوية أتعابهم ولذا يدرسون الاستقالة.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.