تشارلز كيزان... فنان من نوع مختلف

تسلل إلى عالم الموضة من باب الغداءات والعشاءات السريالية

جانب من الحفل الذي نظمه الفنان في «ماسميشلين فيلاج» ببلجيكا
جانب من الحفل الذي نظمه الفنان في «ماسميشلين فيلاج» ببلجيكا
TT

تشارلز كيزان... فنان من نوع مختلف

جانب من الحفل الذي نظمه الفنان في «ماسميشلين فيلاج» ببلجيكا
جانب من الحفل الذي نظمه الفنان في «ماسميشلين فيلاج» ببلجيكا

إذا لم تكن تعرف أو سمعت اسم «تشارلز كيزان» من قبل، فلا تقلق. فأنت لستَ الوحيد، كونه ليس مصمماً بالمفهوم العادي، فهو فنان في المقام الأول قبل أن يصبح مصمماً لحفلات ضخمة تغذي كل الحواس، يصممها بشكل سريالي لا يخطر على بال.
كان آخرها تعاونه مع مجموعة «بيستر فيلج» لوجهات التسوّق التي تعاونت معه في مشروع يهدف إلى إعادة تقديم قرية «ماسميشلين فيلج» في بلجيكا بحلة جديدة كلياً، بما يشمل محلاتها ومساحاتها المفتوحة. وتهدف هذه الخطوة، المقامة تحت شعار «بلجيكي وأفتخر»، إلى إعادة رسم ملامح وجهة التسوّق العالمية هذه من قبل المصمم والمهندس المعماري كيزان، لتتحول إلى تجربة فنيّة غامرة تُسلط الضوء على الإبداع البلجيكي وما تحتضنه البلاد من مواهب فذّة لا تحظى دائماً بالاهتمام الذي تستحقه.
ولأن الفنان يشرف على تصميم هذه الفعاليات من الألف إلى الياء، بما ذلك ولائم الطعام، بأسلوب مسرحي ترفيهي، فإن كبريات بيوت الأزياء والجواهر باتت تستعين به كلما أرادت زيادة الانتباه إلى تصاميمها. يصرّح الفنان لـ«الشرق الأوسط» بأن هدفه من هذه الحفلات السريالية في البداية كان أن يكسر الجليد في بعض هذه الفعاليات «ففي كثير من الأحيان تقام هذه الحفلات لأشخاص من جنسيات مختلفة لم يقابل بعضهم بعضاً من قبل، لكنهم يجدون أنفسهم مجبراً بعضهم على الجلوس بجوار بعض لساعات. ومهما حاولوا تجاذب أطراف الحديث، فلا بد أن تأتي فترات يغلب عليها صمت غير مريح، لهذا فكرت أن أنظم هذه المناسبات بشكل ترفيهي تجريبي يخاطب الحواس الخمس، وفي الوقت ذاته يُذوّب الجليد ويخلق جدلاً وحوارات فنية وفكرية وإنسانية بين الضيوف».
من الحفلات التي أَشرف على تنظيمها حفل عشاء أقامته دار «كارتييه» في باريس، عندما استعرضت مجموعة جواهرها الراقية الأخيرة، وآخر في «كازينو مونت كارلو» حضرته الأميرة كارولين ولفيف من المجتمع. ورغم أن أعماله أخذته إلى كل أنحاء العالم، فإنه يبقى بلجيكياً في الصميم، لهذا عندما طلبت منه مجموعة «بيستر فيلادج» وضع لمساته على «ماسميشلين فيلادج» القريب من مدينة بروكسل وتنظيم حفل غداء بالمناسبة، لم يتردد... «كان المطلوب مني أن أخلق تجربة متكاملة، تجمع متعة التسوق والطعام بالموسيقى حتى تتغذى كل الحواس».
وبالفعل تضمن التصميم الجديد سلسلة من الكرات المتداخلة التي استلهمها من شكل كرة القدم، ليوظفها كرمز للوحدة التي يخلقها المنتخب الوطني البلجيكي، الملقب بمنتخب الشياطين الحمر، كما يستدعي للمخيلة أيضاً تصميم نُصب الأتوميوم في العاصمة بروكسل، الذي يعتبر أشهر معالم البلاد. وتكتسي الكرات التسع العملاقة في المشروع بالألوان الوطنية للعلم البلجيكي (الأحمر والأصفر والأسود)، تم توزيعها على أهم مواقع القرية، لينعكس تصميم هذه الكرات على واجهات المتاجر!
ولا يُخفي تشارلز كيزان أن الأصفر والأحمر والأسود ألوان يسهل توظيف بعضها مع بعض، لكنه مع ذلك خاض التحدي، لأن «كل شيء في الأخير» حسب قوله «ينبع من سؤال واحد، وهو كيف نغذي حواسنا الخمس، ويأخذ كل واحد منها حقه؟ فقد نكون عاملين في مجالات الفن والموضة، لكننا نتذوق أيضاً أشياء أخرى مثل الموسيقى والرياضة تمنحنا بعض الفخر والإحساس بالانتماء، أليس كذلك؟!». وهذا ما اجتهد فيه بتصميم كل شيء من الإكسسوارات والأزياء، إلى القطع التي تزين المكان والسجاد والأرضيات والجدران، بالألوان والأشكال ذاتها. كان من الممكن أن يصيب توهجها وتكررها بالدوخة أو على الأقل بالتخمة، لكن الروح الإيجابية التي غلبت على المكان خلقت توازناً مريحاً، ولا سيما أنه راعى أن يضع بصماته في «الأوتليت» بجرعات أخفّ، أي في أماكن متفرقة تعمد في تصميمها أن تأتي مثالية، لكي يلتقط فيها عشاق «إنستغرام» صوراً مثيرة.
لهذا، إذا كنتَ من هؤلاء، وتنوي زيارة «ماسميشلين فيلاج» في أي وقت من الآن إلى شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، فستعرف أنك اقتربت من المكان، بمجرد أن تتراءى لك رايات مزينة بكريات بالأسود والأصفر والأحمر، ترفرف كأنها تدلك على الطريق. تصل إلى المدخل فتهجم هذه الألوان الثلاثة على حواسك الخمس، كونها تناثرت حول 100 محل في القرية التسويقية، وكل ركن يصرخ داعياً إلى التقاط صور «إنستغرام»، إلى حد أن إحدى الحاضرات وصفته بـ«فخّ السيلفي».
ويشير تشارلز كيزان، الذي سبق أن عمل مع المعماري الشهير جون نوفيل وغيره من الفنانين قبل أن ينظم معارض فردية، إلى أنه دخل مجال تنظيم الحفلات السريالية، وبدأ التعاون مع صناع الموضة بمحض الصدفة. كان ذلك منذ 9 سنوات تقريباً، عندما أراد ردّ الجميل لصديقه من عائلة «هيرميس» الفرنسية: «كنتُ حينها أعمل مع المعماري جون نوفيل، وكان أحد أبناء عائلة (هيرميس) صديقاً عزيزاً، استضافني في بيته عدة مرات، فأردتُ أن أردَّ له الجميل، فنظمت له حفل عشاء، أردته أن يكون مختلفاً، تخللته عدة برامج موسيقية وترفيهية، لا تخلو من الغرابة أحياناً. راقت التجربة للجميع، وهكذا كانت البداية». لا ينكر أن التعاون مع صناع الموضة يساعده على توسيع خريطته ونشر اسمه في أوساط لم تسمع به من قبل، وربما لم تكن لتسمع به أبداً، لكنه في الوقت ذاته يردد مدافعاً، أنه هو أيضاً يمنحهم وجهة نظر مختلفة تضيف إليهم الكثير، «فأنا أمنحهم تجربة بنسبة 360 درجة»، من ناحية أنها تجمع الترفيه مع الأكل مع الديكور والموسيقى والموضة.



سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)
TT

سروال الساق الواحدة يقسم الباريسيين... هل ينجح مثل الجينز المثقوب؟

صرعات الموضة (آيماكستري)
صرعات الموضة (آيماكستري)

لفتت النظر في عروض باريس لموضة الربيع والصيف المقبلين، عارضات يرتدين سراويل ذات ساق واحدة، وأيضاً بساق مغطَّاة وأخرى مكشوفة. ومنذ ظهور تلك البدعة، تضاربت الآراء وسط المُشتغلين بالتصميم بين مُعجب ومُستهجن. هل يكون الزيّ في خدمة مظهر المرأة أم يجعل منها مهرّجاً ومسخرة؟

لم يقتصر تقديم تلك الموضة على مجموعات المصمّمين الجدد والشباب، وإنما امتدّ إلى أسماء شهيرة، مثل عروض أزياء «لويس فويتون»، و«كوبرني»، و«فيكتوريا بيكام»، و«بوتيغا فينيتا». ففي حين يرى المعجبون بالسراويل غير المتناظرة أنها تعبّر عن اتجاه جريء يحمل تجديداً في التصميم، وجد كثيرون أنها خالية من الأناقة. فهل تلقى الموضة الجديدة قبولاً من النساء أم تموت في مهدها؟

طرحت مجلة «مدام فيغارو» الباريسية السؤال على محرّرتين من صفحات الأزياء فيها؛ الأولى ماتيلد كامب التي قالت: «أحبّ كثيراً المظهر الذي يعبّر عن القوة والمفاجأة التي نراها في هذا السروال. إنه يراوح بين زيّ المسرح وشكل البطلة المتفوّقة. وهو قطعة قوية وسهلة الارتداء شرط أن تترافق مع سترة كلاسيكية وتنسجم مع المظهر العام وبقية قطع الثياب. ثم إنّ هذا السروال يقدّم مقترحاً جديداً؛ بل غير مسبوق. وهو إضافة لخزانة المرأة، وليس مجرّد زيّ مكرَّر يأخذ مكانه مع سراويل مُتشابهة. صحيح أنه متطرّف، لكنه مثير في الوقت عينه، وأكثر جاذبية من سراويل الجينز الممزّقة والمثقوبة التي انتشرت بشكل واسع بين الشابات. ويجب الانتباه إلى أنّ هذا الزيّ يتطلّب سيقاناً مثالية وركباً جميلة ليكون مقبولاً في المكتب وفي السهرات».

أما رئيسة قسم الموضة كارول ماتري، فكان رأيها مخالفاً. تساءلت: «هل هو نقص في القماش؟»؛ وأضافت: «لم أفهم المبدأ، حيث ستشعر مرتدية هذا السروال بالدفء من جهة والبرد من الجهة الثانية. وهو بالنسبة إليّ موضة تجريبية، ولا أرى أي جانب تجاري فيها. هل هي قابلة للارتداء في الشارع وهل ستُباع في المتاجر؟». ولأنها عاملة في حقل الأزياء، فإن ماتري تحرص على التأكيد أنّ القطع المبتكرة الجريئة لا تخيفها، فهي تتقبل وضع ريشة فوق الرأس، أو ثوباً شفافاً أو بألوان صارخة؛ لكنها تقول «كلا» لهذا السروال، ولا تحبّ قطع الثياب غير المتناظرة مثل البلوزة ذات الذراع الواحدة. مع هذا؛ فإنها تتفهَّم ظهور هذه الصرعات على منصات العرض؛ لأنها تلفت النظر وتسلّي الحضور.