قناة بريطانية تلغي برنامجاً حوارياً بعد انتحار أحد ضيوفه

إثر فشله في اجتياز اختبار كشف الكذب

جيريمي كايل مقدم البرنامج
جيريمي كايل مقدم البرنامج
TT

قناة بريطانية تلغي برنامجاً حوارياً بعد انتحار أحد ضيوفه

جيريمي كايل مقدم البرنامج
جيريمي كايل مقدم البرنامج

أعلنت أمس شبكة (آي تي في) أنّ برنامج «جيريمي كايل شو»، قد توقّف نهائياً، بعد انتحار أحد ضيوفه، واحتجاج صاخب لإلغائه من قبل النواب والجمهور، لكن المحطة ستواصل العمل مع كايل في مشروعات أخرى.
وقالت كارولين مكول، المديرة التنفيذيّة لشركة «آي تي في» في بيان: «بالنظر إلى خطورة الأحداث الأخيرة، قرّرنا إنهاء إنتاج برنامج جيريمي كايل». وأضافت: «كان لدى (جيريمي كايل شو) جمهور مخلص، من فريق إنتاج متخصص منذ 14 سنة، ولكن الآن إنّه الوقت المناسب لإنهاء هذا العرض».
وكانت شبكة (آي تي في)، قد أوقفت عرض البرنامج الحواري إلى أجل غير مسمى، بعد انتحار أحد ضيوفه، ويدعى ستيف دايموند البالغ من العمر 63 سنة، إثر فشله في اجتياز اختبار كشف الكذب، بعد أسبوع من تصوير الحلقة.
ودخل دايموند في اختبار كشف الكذب في البرنامج لإقناع خطيبته جين كالاهان، بأنّه كان مخلصاً تماماً لها، ولكنّها هجرته وانفصلا بعد أن فشل في اجتياز الاختبار. وقالت شبكة (آي تي في) إنّ الموظفين وفريق العمل والإنتاج كانوا في صدمة عميقة وحزن شديد إثر معرفتهم بوفاة الضيف وإن الحلقة قيد المراجعة قبل عرضها.
ودعا النائب تشارلز والكر، من حزب المحافظين، والعضو باللجنة البرلمانية لشؤون الوقاية من الانتحار والإيذاء الذاتي، إلى وقف عرض البرنامج الحواري. قائلاً: «لقد استنفد برنامج (جيريمي كايل شو) المعنى المرجو من عرضه. لقد جنح عن أغراضه الرئيسية منذ وقت طويل. وباعتبار أنّه أسبوع التوعية بالصحة العقلية، فأفضل ما يمكن لشبكة (آي تي في) أن تفعله هو الإعلان عن عدم عرض المزيد من حلقات البرنامج».
ووصف والكر الأمر بقوله: «إنه نمط غير جذاب من البرامج التلفزيونية، بناء على استغلال حالات الضعف والاستقواء عليها. وأسلوب البرنامج غير متوافق مع المجتمع الواعي المسؤول وشبكة البث التلفزيوني المسؤولة». وأضاف النائب البرلماني المحافظ في بيانه: «لا أعتقد أنّ برنامج (جيريمي كايل شو) وأولئك المعنيين بأمره سيستشعرون حس المسؤولية وحس الحزن العميق على ما حدث، ولا بالدرجة الكافية المكافئة لأسرة الرجل المتوفى».
من جانبه، أفاد النائب داميان كولينز، رئيس لجنة مجلس العموم الرّقمية والثّقافية والإعلامية والرياضية: بأن «تتحمل شركات البث التلفزيوني مسؤولية رعاية الأشخاص الذين يشاركون في برامجهم المذاعة». في حين أنّ النائب المحافظ سيمون هارت، وهو من أعضاء اللجنة أيضا، وصف البرنامج بأنّه مثل برامج «تحطيم السيارات» التلفزيونية التي تكسب من خسائر الآخرين ومصائبهم وربما من نقاط ضعفهم في كثير من الأحيان.
وتقول هوني لانغكاستر جيمس، المختصة في علم النّفس الإعلامي، التي عملت مع برامج شبكة (آي تي في)، بما في ذلك برنامج (لاف لاند): «أعتقد أنّ نمط برنامج (جيريمي كايل شو) هو أحد الأنماط التي يمكننا بل وينبغي علينا الابتعاد عنها تماما». وأضافت: «من الممكن أن يكون التلفاز مسليا ما دام أنّه لا يتعلق ولا يدور حول الإذلال المحتمل للضيوف الذين يعانون في حياتهم من مجموعة متنوعة من الصعوبات والمعاناة، مثل الإدمان».
وقال عالم النفس السلوكي جو هيمينغز، الذي عمل في برامج تلفزيونية مثل «بيغ براذر»، لقد حان الوقت لشبكة (آي تي في) أن تغلق ذلك البرنامج. إنّه نوع قديم من البرامج التلفزيونية، وربما كان جيداً حال إطلاقه للمرة الأولى منذ سنوات، ولكن يبدو الأمر الآن خارجا عن المسار مع اهتمامه بقضايا الصّحة العقلية للضيوف.
أمّا جين كالاهان خطيبة دايموند السّابقة، فقالت: «كانت لديه معاناته الخاصة التي يخوضها بكل هدوء»، ولكنّها أشادت بفريق العمل في البرنامج الحواري وبجهود الرعاية اللاحقة التي يوفرونها. وقالت لصحيفة (ذي صن): «كانوا بارعين. لقد كانوا بجانبه عندما احتاج للمساعدة. وكانوا مثابرين فعلا في عرض المساعدة عليه». كما أضافت أنّه قبل وقت قصير من البرنامج كان دايموند قد أقنعها بأنّه لم يَخُنها، ولكنّهما انفصلا بعد ذلك.
ولم تبث شبكة (آي تي في) حلقة صباح الاثنين وألغت كافة الحلقات السابقة عليها من الخدمة لديها المعروفة باسم (آي تي في هب). ولن تُعرض على شاشات شبكة (آي تي في 2) كذلك.
وكان من المقرر عرض حلقة تضمّ مشاهير متسابقي برنامج «إكس فاكتور» السابقين مثل كريستوفر مالوني، والممثلة دانييلا ويستبروك التي ظهرت في (إكس إيست إندرز)، يوم الثلاثاء المقبل. وقالت الشبكة إنّ الحلقة التي يظهر فيها الضيف الذي انتحر، ستخضع للمراجعة نظراً لخطورة الحادثة التي وقعت بعدها.
وفي البرنامج الحواري، الذي استمر بثه على القناة خلال الفترة الصباحية منذ العام 2005 وحتى اليوم، كان المضيف كايل والطبيب النّفسي غراهام شتاينر يساعدان الضيوف على الحديث في أمورهم الخاصة والشّخصية أمام الناس من جمهور الاستوديو.



رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم
TT

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل، الأحد، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.

ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم

توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.

الراحل عبد الله العلي النعيم عمل مديراً لمعهد المعلمين في الرياض

بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.

وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.

شركة الغاز والتصنيع الأهلية تعد إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض