المعارضة الإسرائيلية تقترح قاضياً عربياً لمنصب «مراقب الدولة»

القاضي سليم جبران
القاضي سليم جبران
TT

المعارضة الإسرائيلية تقترح قاضياً عربياً لمنصب «مراقب الدولة»

القاضي سليم جبران
القاضي سليم جبران

في مقابل ترشيح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحد أصدقائه لمنصب «مراقب الدولة»، تقدمت أحزاب المعارضة بترشيح القاضي العربي المتقاعد سليم جبران، لهذا المنصب الرفيع.
وجاء هذا الاقتراح بمبادرة النائب العربي في حزب «ميرتس» اليساري عيساوي فريج، وتأييد كتلته الصغيرة (4 نواب). وتجندت للاقتراح رئيسة حزبه تمار زانبيرغ والنائبان الآخران وحظيا بتأييد نواب آخرين في المعارضة والائتلاف الحكومي. وقال فريج إن احتمالات نجاح اقتراحه ليست قليلة، فأولاً القاضي جبران شخصية قضائية رفيعة وقدرته معروفة للجميع، وثانياً سيكون التصويت سرياً، وعليه فإن نواب الائتلاف لن يكونوا ملزمين بتأييد مرشحين آخرين.
وكانت أوساط سياسية قد سربت بأن نتنياهو يسعى لترشيح أحد أصدقائه لهذا المنصب ولديه مرشح آخر كان قد تولى الدفاع عنه مع محامين آخرين. وقد أثار بذلك عدداً من رفاقه في معسكر اليمين، لكنهم لا يستطيعون انتقاده حالياً حتى لا يحرمهم من مناصب وزارية في حكومته المقبلة.
ويعتبر منصب «مراقب الدولة» في إسرائيل ذا أهمية كبيرة، رغم أنه يفتقر لصلاحيات تنفيذية. فهو مسؤول عن ضمان طهارة الحكم ويراقب عمل الحكومة بكل مؤسساتها وجميع الدوائر والمرافق الرسمية. ولهذا، فلديه صلاحيات تمكنه من الوصول إلى جميع الوثائق الحكومية وإجراء تحقيقات في جميع القضايا.
وبفضل تحقيقات مراقبي الدولة، تم الكشف عن عدد ضخم من الفضائح التي قادت كبار المسؤولين إلى السجن، مثل: محاكمة وزير المالية إبرهام هرشنزون على فساد سنة 2007. ومحاكمة رئيس الوزراء إيهود أولمرت بتهمة الفساد في سنة 2009. ومحاكمة وزير البنى التحتية تساحي هنغبي، بتهمة تعيين رفاق حزبه في مناصب حكومية بفضل عضويتهم في الحزب سنة 2010. ومنع تعيين الجنرال يوآف غالانت رئيساً لأركان الجيش بسبب تورطه في تهمة فساد سنة 2013. والكشف عن استخدام أعضاء مسنين للتجارب الطبية من دون إذن الأهل، والكشف عن خلل في نشاط قوات الدفاع المدني وغيرها.
والقاضي سليم جبران (72 عاماً)، هو ابن مدينة حيفا. تخرج محامياً من الجامعة العبرية في القدس وتخصص في القضايا الجنائية، لكنه في سنة 1973 أصبح قاضياً. وتدرج في سلك القضاء ليصبح أول قاضٍ عربي دائم في المحكمة العليا (مؤقتاً منذ عام 2003، ودائماً منذ 2004). وفي سنة 2013 عين نائباً لرئيس المحكمة. كما تولى رئاسة لجنة الانتخابات المركزية، ليكون أول عربي في هذا المنصب، وهذا ليس بالأمر المفروغ منه في إسرائيل. وقد تمت محاربته لكونه عربياً من عدة أوساط يمينية وعنصرية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».