موريتانيا: تجديد اللائحة الانتخابية تحضيراً للرئاسيات

TT

موريتانيا: تجديد اللائحة الانتخابية تحضيراً للرئاسيات

أكملت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا تحديث اللائحة الانتخابية، التي ستجري وفقها الانتخابات الرئاسية نهاية شهر يونيو (حزيران) المقبل، وأغلقت الباب أمام التسجيل على اللائحة منتصف ليلة أمس. وقالت اللجنة إن الإحصاء الإداري ذي الطابع الانتخابي التكميلي، الذي استمر لأسابيع، عرف مشاركة أكثر من ربع مليون ناخب، من ضمنهم مائة ألف ناخب جديد لم يكونوا مسجلين في اللائحة الانتخابية السابقة، التي كانت تضم مليوناً وأربعمائة ألف ناخب، هي إجمالي عدد الناخبين في موريتانيا.
وشهدت مراكز الإحصاء التابعة للجنة الانتخابات خلال الأيام الأخيرة إقبالاً كبيراً من طرف الموريتانيين للتسجيل على اللائحة الانتخابية، وذلك بسبب قوة التنافس في هذه الانتخابات بين ستة مرشحين أغلبهم من المعارضة. وشوهدت الطوابير أمام مراكز الإحصاء، فيما كانت فرق تابعة للجنة الانتخابات تتجول في المستشفيات والمراكز الصحية لإحصاء المرضى، بينما أرسلت مئات الفرق إلى داخل البلاد، بما في ذلك مناطق نائية.
وأكد رئيس اللجنة الانتخابية محمد فال ولد بلال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن الجهود التي يقومون بها ستمكن من التوصل إلى «سجل انتخابي نظيف، يعتبر العمود الفقري لأي انتخابات شفافة ونزيهة»، مؤكداً أنه جرى استخدام برامج إلكترونية متطورة لفرز المسجلين على اللائحة الانتخابية ومنع تكرار الناخبين، ووجود قاعدة بيانات رسمية لحذف الأموات، الذين أبلغت السلطات بوفاتهم رسمياً. علما بأن أعداد اللائحة الانتخابية كانت دوما محل انتقاد من طرف المعارضة، التي تعتبر أنها «أولى مراحل التزوير».
من جهة أخرى، أعلن المجلس الدستوري في موريتانيا قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية، وضمت هذه القائمة أسماء 6 مرشحين أغلبهم من المعارضة، يتصدرهم الجنرال المتقاعد محمد ولد الغزواني، المدعوم من طرف النظام الحاكم. كما أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في موريتانيا أن الاتحاد ينوي مراقبة الانتخابات الرئاسية، من خلال إرسال بعثة مراقبين، من دون أن تعطي أي تفاصيل حول طبيعة بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي، ولا عدد أفرادها ولا المهام التي ستقوم بها.
وتوصف الانتخابات الرئاسية التي ستجري في موريتانيا بأنها «فاصلة»، لأنها ستكون أول انتخابات في تاريخ البلاد ستفضي لتناوب سلمي على السلطة بين رئيس حكم ولايتين رئاسيتين ورئيس جديد، وهو حدث غير مسبوق في البلاد التي اشتهرت بالانقلابات العسكرية.
ويستعد الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز إلى مغادرة السلطة بعد هذه الانتخابات، لكنه يدعم الجنرال المتقاعد محمد ولد الغزواني، الذي أشاد في أكثر من مناسبة بما حققه ولد عبد العزيز من إنجازات، وأكد أنه سيحافظ عليها ويعمل على تعزيزها، فيما يوصف من طرف أنصاره بأنه «استمرار للنهج» الذي وضعه ولد عبد العزيز. لكن ولد الغزواني يواجه منافسة شرسة من مرشحي المعارضة، الذين يتصدرهم الوزير الأول الأسبق سيدي محمد ولد ببكر، المدعوم من طرف الإسلاميين وبعض أحزاب المعارضة، ويوصف بأنه منافس قوي في هذه الانتخابات.
وفي السباق ذاته، يبرز المعارض التاريخي ورئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود، وهو يساري يمثل المعارضة الراديكالية، ومدعوم من طرف حزب تكتل القوى الديمقراطية، أعرق وأقدم أحزاب المعارضة في موريتانيا. كما يخوض بيرام ولد الداه اعبيدي السباق الرئاسي، وهو يعتبر أشهر ناشط حقوقي في موريتانيا، واشتهر بمواقفه الرافضة للعبودية في البلاد، ومدعوم من طرف حزب «الصواب» البعثي. إضافة إلى النائب البرلماني السابق كان حاميدو بابا، والناشط السياسي الشاب محمد الأمين ولد المرتجي الوافي.
وللمرة الأولى منذ 1997 ستجري الانتخابات الرئاسية في موريتانيا من دون امرأة تطمح للوصول إلى هذا المنصب، رغم أن سيدتين أعلنتا رغبتهما في الترشح لرئاسيات 2019، ولكن الشروط التي يفرضها القانون منعتهما من إكمال ملفيهما.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.