أتالانتا ولاتسيو في صراع على التتويج بكأس إيطاليا اليوم

يأمل أتالانتا بتتويج موسمه التاريخي من خلال إحراز لقب مسابقة كأس إيطاليا للمرة الأولى منذ 1963. وذلك حين يتواجه اليوم مع لاتسيو في المباراة النهائية التي يحتضنها الملعب الأولمبي في العاصمة.
وبعد أن احتكر يوفنتوس لقب الكأس في المواسم الأربعة الماضية، فتح أتالانتا الباب أمام تتويج بطل جديد للمسابقة من خلال إقصاء رجال المدرب ماسيميليانو أليغري من الدور ربع النهائي باكتساحهم 3 - صفر بفضل ثنائية للكولومبي المتألق دوفان زاباتا.
وفي نصف النهائي، تخلص فريق المدرب جان بييرو غاسبيريني من فيورنتينا الذي أذل روما في ربع النهائي 7 – 1، ليحجز مقعده في النهائي للمرة الأولى منذ 1996 والرابعة في تاريخه المتوج بلقب يتيم في جميع المسابقات، وكان في الكأس بالذات عام 1963 على حساب تورينو.
وبدأ أتالانتا الموسم الحالي مبكراً، حيث أخفق في التأهل لمرحلة المجموعات بالدوري الأوروبي، بخروجه في الدور التمهيدي الثالث، كما عانى من النتائج المهتزة في بداية الدوري.
لكن تطور أداء أتالانتا فحقق الفوز على يوفنتوس في دور الثمانية، كما حافظ على سجله خالياً من الهزائم خلال آخر 11 مباراة له في الدوري، بتحقيقه ثمانية انتصارات وثلاثة تعادلات.
ويمتلك أتالانتا أقوى خط هجوم في الدوري حالياً، بعدما أحرز لاعبوه 74 هدفاً، متفوقاً بفارق أربعة أهداف على يوفنتوس، الذي أحرز اللقب هذا الموسم للمرة الثامنة على التوالي.
ويرى المدرب الإيطالي المحنّك فابيو كابيللو أن طريقة أداء أتالانتا في المباريات المحلية تشبه إلى حد كبير الديناميكية التي يتمتع بها فريق أياكس أمستردام الهولندي، الذي أطاح بفريقي ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس من دوري الأبطال هذا الموسم، قبل أن يخرج من الدور قبل النهائي للمسابقة أمام فريق توتنهام الإنجليزي.
ولا ينحصر إنجاز أتالانتا في الوصول إلى نهائي مسابقة الكأس وحسب، بل ينافس أيضاً من أجل المشاركة في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، إذ يدخل إلى المرحلتين الأخيرتين من الدوري وهو في المركز الرابع الأخير المؤهل إلى المسابقة القارية بفارق ثلاث نقاط أمام كل من العملاقين روما وميلان، ونقطة خلف جار الأخير إنتر الثالث.
الفوز بلقب الكأس اليوم في العاصمة، سيكون أفضل تتويج لهذا الموسم الاستثنائي لأتالانتا حسبما قال غاسبيريني، السبت، بعد الفوز على جنوة 2 - 1 في الدوري وتعزيز حظوظ الفريق بالمشاركة في دوري الأبطال، وأوضح: «نريد تحقيق حلم المشجعين الذي كانوا رائعين بحماسهم طوال هذا الموسم».
أما لاتسيو الذي يعد من المتمرسين في مسابقة الكأس كونه يخوض النهائي الرابع منذ 2013 والعاشر في تاريخه المرصّع بستة ألقاب (آخرها عام 2013)، ففقد الأمل في الوجود بين الأربعة الأوائل في الدوري، حتى إن مشاركته في مسابقة «يوروبا ليغ» مستبعَدة من خلال ترتيبه المتراجع (الثامن)، ما يجعل تتويجه بلقب الكأس مصيرياً لأنه سيمنحه بطاقة المشاركة في الدوري الأوروبي.
ويدخل لاتسيو فريق العاصمة بقيادة مدربه سيميوني إينزاغي إلى مباراة اليوم متمتعاً بأفضلية اللعب على الملعب الأولمبي الذي يتشاركه مع جاره اللدود روما، لكن ذلك لا يعني أنه قادر على استغلال هذه الأفضلية لصالحه في مواجهة أتالانتا، وأبرز دليل ما حصل قبل أقل من أسبوعين حين خرج فريق غاسبيريني منتصراً من ملعب منافسه 3 - 1 في المرحلة الخامسة والثلاثين من الدوري.
وبعد خسارة الدوري أمام أتالانتا، تطرق إينزاغي إلى مواجهة نهائي الكأس بالقول: «نعلم أن مباراة نهائي الكأس ستكون مفتوحة، ويتوجب علينا أن نرتكب أقل عدد ممكن من الأخطاء دون أن يتكرر ما شهدناه في مباراتنا أمامهم في الدوري... أتالانتا كان يستحق العودة بالنقاط الثلاث».
ورغم بدايته الصعبة وتخلفه بعد أقل من دقيقتين ونصف بهدف لماركو بارولو، كان أتالانتا الطرف الأفضل في اللقاء واستحق الفوز ومحافظته على سجله الخالي من الهزائم للمباراة الثانية عشرة توالياً (قبل أن يضيف الثالثة عشرة، السبت، بفوزه على جنوة 2 - 1)، محققاً فوزه الأول في معقل لاتسيو (1 - صفر) منذ 9 مارس (آذار) 2014.
وأسهم في هذا الفوز «المذهل» الذي تحقق في العاصمة بفضل «شباب رائعين» حسب المدرب غاسبيريني، زاباتا الذي عزز رصيده في المركز الثاني على لائحة هدافي الدوري بـ22 هدفاً خلف مخضرم سمبدوريا فابيو كوالياريلا (26هدفاً).
وسيكون هذا الأسبوع مصيرياً بالنسبة إلى أتالانتا ليس بسبب إمكانية فوزه بلقبه الأول على الإطلاق منذ 1963 وحسب، بل لأنه يخوض مواجهة مفصلية أيضاً، الأحد، في المرحلة قبل الأخيرة من الدوري، حيث يحل ضيفاً على يوفنتوس المتوج بطلاً للموسم الثامن توالياً في لقاء ثأري للأخير كونه تنازل عن لقب الكأس نتيجة خسارته القاسية في ربع النهائي ضد رجال غاسبيريني.
في المقابل ظهر لاتسيو بشكل متذبذب في الموسم الحالي، حيث تراجعت نتائجه في الفترة الأخيرة التي شهدت تلقيه أربع هزائم خلال آخر ثماني مباريات في الدوري، وقدم مهاجمه شيرو إيموبيلي مستوى باهتاً للغاية هذا الموسم، الذي شهد تسجيله 14 هدفاً فقط بالمسابقة، بعدما سبق له تسجيل 29 ثم 23 هدفاً على الترتيب في الموسمين الماضيين.
وقال سيناد لوليتش قائد لاتسيو، الذي تُوِّج باللقب السادس والأخير في تاريخ فريق العاصمة الإيطالية ببطولة الكأس عام 2013: «فوزنا على كالياري كان مهماً للغاية للحصول على النقاط الثلاث، لكننا لم نظهر بشكل جيد».
وأكد لوليتش: «الأداء الذي قدمناه يوم السبت لن يكفي للفوز في نهائي الكأس. نحتاج إلى القيام بمزيد من الأمور الأخرى من أجل الانتصار على أتالانتا. منافسنا يقدم موسماً رائعاً وينبغي علينا التعامل بأفضل طريقة ممكنة في المباراة».
ومن المتوقع أن تشهد المباراة تعزيزاً للإجراءات الأمنية في العاصمة وحول الملعب الأولمبي، نظراً إلى التنافس التاريخي بين الناديين وتوقع وصول نحو 20 ألف متفرج من أنصار أتالانتا.