تعهد جون أبي زيد سفير الولايات المتحدة المعين حديثاً لدى السعودية بنقل مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستويات متقدمة، مبيناً أنها لن تعتمد على النفط كما في الماضي، بل ستعتمد على التكنولوجيا والابتكار، والمشاركة الفعالة في تحقيق رؤية 2030.
وقال أبي زيد إن أهم الأولويات التي سيعمل على تنفيذها لتعزيز العلاقات الأميركية السعودية هو جعل الولايات المتحدة الدولة رقم واحد في مساعدة السعودية لتحقيق رؤية المملكة 2030 التي يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأضاف في حديث للصحافيين بمقر السفارة بالرياض أمس: «الأولوية الثانية لي هي ضمان أمن أصدقائنا في المنطقة، ليس عبر وجود القوات الأميركية، بل عبر توفير ما يحتاجون للدفاع عن أنفسهم، مع التأكيد بأنه إذا اقتضى الأمر لوجود قواتنا سنفعل. وثالثاً على المستوى التجاري علينا البحث عن فرص أكبر خارج رؤية 2030، وتعزيز الاستثمارات المشتركة والمشاريع، وأخيراً مواصلة التبادل التعليمي والثقافي بشكل قوي».
وأوضح جون أبي زيد الذي أكمل أسبوعه الأول فقط في العاصمة الرياض، أن من أهم أسباب وجوده هو برنامج الإصلاح الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وتابع: «العلاقات الأميركية السعودية واحدة من أهم العلاقات الاستراتيجية في العالم. لدينا علاقات طويلة طيلة السنوات الماضية معظمها ممتاز وتمر أحياناً ببعض الصعوبات، ونحن ملتزمون بهذه العلاقات الاستراتيجية طويلة الأمد وحل خلافاتنا بيننا، ومواجهة المشاكل معاً».
وامتدح السفير الأميركي «رؤية 2030»، مبيناً أن عملية الإصلاح في السعودية فرصة لإعادة تشكيل المنطقة، وخطوة جبارة لإعادة تشكيل المجتمع، وتنويع الاقتصاد، والتفكير بطريقة جديدة، والولايات المتحدة تريد المساعدة بأي طريقة تستطيع.
وأضاف: «تعلمون في الماضي كانت علاقاتنا تعتمد على النفط فقط، لكن في المستقبل علاقاتنا سترتكز على الأفكار العظيمة والتفكير في المستقبل، ونشر الاعتدال، وأنا على ثقة بأن السعودية ستقود الاعتدال في المنطقة، وتكون أحد أهم عوامل القضاء ودحض الإرهاب والتشدد».
وتابع: «قرأت رؤية 2030 وقد استحوذت على تفكيري. عملية الإصلاح ليست سهلة، فأحياناً تتقدم ثلاث خطوات للأمام، وأحياناً أخرى تتراجع خطوات للوراء، ولكن مفتاح النجاح هو بذل الجهد ومحاربة البيروقراطية التي تقاوم الإصلاحات (...) هناك الكثير من التغيير حصل فعلاً، وأريد لأميركا أن تكون شريكا في هذه الإصلاحات، ليس فقط في الجانب الاقتصادي بل في جميع المجالات، واستخدام خبرتنا لمساعدة السعودية في رسم المستقبل، وجلب التقنية والأفكار الجديدة، والتكنولوجيا والابتكار. ولا شك عندي في أن خبرات الشركات الأميركية تسمح لهم ليكونوا في مقدمة المشاركين في التغيير في السعودية. أريد أن تكون أميركا رقم واحد مع السعودية في تحقيق الرؤية. لست هنا للانتقاد بل للشراكة».
وأشاد أبي زيد بمستوى التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية لحفظ استقرار أسواق النفط الدولية، وأكد أن «مستقبل علاقاتنا سيعتمد على الاعتدال والإصلاحات والدور القيادي للمملكة في العالم العربي، (...) استثمار الشركات الأميركية في السعودية والعكس هذا هو مستقبل العلاقات بيننا، عوضاً عن النموذج القديم المعتمد على النفط فقط».
وعن الوضع الراهن في المنطقة قال السفير الأميركي: «كما تعلمون أرسلنا مزيداً من القوات إلى المنطقة، ليس لأننا نريد الذهاب للحرب، ولكن من الواضح أن الإيرانيين ظنوا أننا غادرنا، وهذه القوات إشارة كافية لهم بأننا لم نغادر».
وتحدث السفير الأميركي عن الدور الإيراني السلبي في المنطقة واليمن تحديداً بقوله: «هل حقاً الحوثيون لديهم صواريخ من دون مساعدة إيرانية؟ هل يمكن لأحد أن يصدق ذلك؟ لا يمكن. لا شك في أنهم يتلقون مساعدات إيرانية واستشارية، وإلا لما استهدفوا السعودية بالصواريخ الباليستية من دون إملاءات إيرانية».
وبشأن الانتقادات التي يوجهها بعض أعضاء الكونغرس الأميركي للسعودية، أشار جون أبي زيد إلى أن هذا الأمر سيستمر بين الحين والآخر، وقال: «سنرى بين الحين والآخر ضغوطاً من الكونغرس بشأن أمور تهم الولايات المتحدة مثل التجارة وغيرها. هذه أمور تناقش دائماً، لكنني أعتقد أن غالبية صناع القرار في أميركا يعلمون أن العلاقات الاستراتيجية على المدى الطويل سوف تستمر ويريدون جعلها أقوى مع الوقت».
جون أبي زيد: ندعم بفاعلية تحقيق رؤية السعودية 2030
قال إن علاقات واشنطن والرياض تجاوزت النفط إلى الابتكار والمشاركة
جون أبي زيد: ندعم بفاعلية تحقيق رؤية السعودية 2030
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة