الصدر يدخل على خط أزمة مجلس نينوى

كتلة الفياض نفت دفع رشى لضمان تنصيب مرشحها محافظاً

TT

الصدر يدخل على خط أزمة مجلس نينوى

هدد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر باتخاذ ما سماها «إجراءات خاصة» لحل مجلس محافظة نينوى في حال لم تتمكن الرئاسات الثلاث من حله. موقف الصدر جاء في وقت دخلت فيه أزمة المرشح لمنصب محافظ نينوى مرحلة جديدة بعد فشل البرلمان في اتخاذ قرار بحل المجلس بتهم تتعلق بالفساد.
ورغم بدء الادعاء العام التحقيق في التهم الموجهة إلى أعضاء المجلس بالفساد بناء على طلب من رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، فإن المجلس عقد أمس اجتماعاً وسط أجواء مشحونة بالغضب والمظاهرات لاختيار محافظ جديد خلفاً للمحافظ السابق المقال نوفل العاكوب.
وقال الصدر في تغريدة له على مواقع التواصل الاجتماعي: «أهيب بالرئاسات الثلاث، ولا سيما الأخ رئيس الجمهورية والأخ رئيس مجلس الوزراء، العمل الجاد والفوري من أجل رفع معاناة أهالي الموصل الكرام مما يقع عليهم من ظلم وحيف مما يسمى بمجلس المحافظة وما يجري فيه خلف الكواليس من صراعات سياسية من أجل المناصب والكراسي». وأضاف الصدر أن «أهل الموصل بحاجة إلى خدمات وإلى كلمة طيبة لا إلى أحزاب سياسية أو ميليشيات تجر النار إلى قرصها». وتابع الصدر أن «على الرئاسات الثلاث إيقاف المهزلة وحل المجلس وإرسال بعض الثقات لإدارة المحافظة وإخراجها من محنتها إلى حين توفر أجواء مناسبة لتشكيل مجلس جديد، وإن لم يتصرفوا فليتركونا نتصرف وفق ما يريد أهلها».
من جهتها، نفت «حركة عطاء» التي يتزعمها فالح الفياض، رئيس «هيئة الحشد الشعبي»، أن تكون قد دفعت رشى لأعضاء مجلس المحافظة بهدف اختيار مرشحها منصور المرعيد لمنصب المحافظ. وقال المرعيد الذي انتخب أمس محافظاً لنينوى بعد حصوله على 28 صوتاً من أصل 39 هم عدد أعضاء المجلس، في بيان له إن «الأنباء التي تحدثت عن دفع مبلغ ربع مليون دولار لكل عضو من أعضاء المجلس مقابل التصويت لي كمحافظ، أمر عار عن الصحة تماماً ولا أساس له»، متهماً «بعض النواب بالترويج لمثل (هكذا أنباء) لغايات سياسية لهم». وأضاف المرعيد: «هناك نواب وأعضاء مجلس محافظة قاموا بدفع أموال للجيوش الإلكترونية من أجل التحشيد للتظاهر أمام مبنى مجلس المحافظة من أجل إفشال عقد الجلسة بعد تحقيقنا النصاب الكافي بالاشتراك مع الحزب الديمقراطي الكردستاني».
في السياق نفسه، يقول محافظ نينوى الأسبق والقيادي البارز في «كتلة القرار» أثيل النجيفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «مجلس محافظة نينوى مدفوع من جهة تفرض عليه إرادتها وهي التي تريده أن يكون في مواجهة البرلمان ورئيس الوزراء والقضاء وبقية مؤسسات الدولة العراقية». وأضاف النجيفي أن «القوة التي استطاعت بفساد العاكوب أن تتغلغل في نينوى لا تريد أن تخسر موقعها». وأوضح النجيفي أن «ما يحصل في نينوى إنما يمثل صراعاً بين إرادة أهالي المحافظة وإرادة وافدة جعلت من الفاسدين غطاء لها حيث إن أهدافها تتعدى فساد التجارة بالمناصب إلى إبقاء الفوضى والفراغ السياسي حالة دائمة في الموصل».
ورداً على سؤال بشأن موقف الصدر الداعي إلى حل مجلس نينوى، قال النجيفي: «نثني على موقف السيد الصدر، والواقع أنه أكثر القيادات الشيعية التي تتحرك بدوافع وطنية وتتفاعل مع هموم نينوى».
بدوره، أثنى فلاح الزيدان، عضو البرلمان عن نينوى، على موقف الصدر، واصفاً إياه بالداعم «لأهالي الموصل بعد دعوته الرئاسات الثلاث لرفع الظلم والحيف عن المحافظة من المتاجرة بكرسي المحافظ». وأضاف الزيدان أن «أعضاء مجلس نينوى تناسوا الوضع المأساوي لنينوى ودماء الشهداء، وانصرفوا إلى الصراع السياسي والصفقات السياسية المشبوهة بتسلمهم الرشى من أجل التصويت على اسم معين».
وكانت رئاسة الادعاء العام وجهت بفتح تحقيق عاجل وفوري في ملابسات بيع بعض أعضاء مجلس نينوى أصواتهم للتصويت لمرشح معين لمنصب المحافظ. وأصدر جهاز الادعاء العام كتاباً إلى محكمة تحقيق الكرخ المختصة بقضايا النزاهة، لإجراء تحقيق بشأن ذلك. وجاء هذا التحقيق العاجل بناءً على كتاب وجهه نواب عن محافظة نينوى لرئيس مجلس النواب الذي أحاله، بدوره، إلى المجلس الأعلى لمكافحة الفساد لاتخاذ اللازم في هذه الشبهات.



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.