السياحة المصرية: الاستقرار السياسي أدى لزيادة حركة الأجانب

تعزيز الأوضاع الأمنية على رأس أولويات الحكومة

TT

السياحة المصرية: الاستقرار السياسي أدى لزيادة حركة الأجانب

أكدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة المصرية، أن «الاستقرار السياسي الذي تتمتع به مصر ساهم في ارتفاع الحركة السياحية الوافدة من كل دول العالم، خصوصاً من إيطاليا»، مشيرة إلى «زيادة أعداد السائحين الإيطاليين الوافدين إلى مصر خلال هذا العام بنسبة 40 في المائة عن العام الماضي، وإلى عمق العلاقات المصرية الإيطالية، ووجود الكثير من المشروعات الاستثمارية الإيطالية في مصر والعكس»، مؤكدة خلال لقاء وفد إعلامي من ممثلي أكبر الصحف الإيطالية اليومية، أمس، أن «الحكومة المصرية تضع ملف الأمن على رأس أولوياتها، وتبذل المزيد من الجهود لتعزيز الأوضاع الأمنية».
جاء لقاء الوزيرة بعد يومين من المؤتمر الذي أقامته وزارة السياحة للإعلان عن إطلاق الموسم الجديد من سلسلة الأفلام الوثائقية التي أنتجتها مجموعة قنوات «ميديا سيت» الإيطالية، أكبر مجموعة بث إعلامي في إيطاليا، عن أسرار الحضارة المصرية القديمة، بالتعاون مع وزارة السياحة المصرية.
وأشارت وزيرة السياحة إلى أنه «لأول مرة تضع وزارة السياحة برنامجاً متكاملاً للإصلاح الهيكلي، الذي أطلقته الوزارة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لتطوير قطاع السياحة المصرية، الذي ترتكز أحد محاوره على الترويج والتنشيط السياحي لمصر بالخارج»، لافتة إلى أن «الهدف منه لا يقتصر على جذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، وإنما تغيير الصورة الذهنية للعالم عن المقصد السياحي المصري»، مضيفة «أن الاستراتيجية التي تنتهجها وزارة السياحة تعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة، وتحديث آليات الترويج السياحي لمصر، وأن آليات الترويج الحديثة أصبحت الآن تعتمد على الحكاية والمكان والناس»، ومشيرة إلى أن «الوزارة تسعى إلى خلق تجربة سياحية فريدة للسائح، لأن هذا هو ما أصبح يبحث عنه السائح أو المسافر؛ أن يعيش تجربة ويتواصل مع الناس في الأماكن التي يزورها، ويتعرف على ثقافتهم».
وحول التعاون مع المذيع الإيطالي روبرتو جاكوبو، قالت الوزيرة المصرية، إن «ذلك في إطار استراتيجية الوزارة لتنويع آليات الترويج، وتحديث آليات التسويق، وفتح نوافذ على العالم الخارجي عن طريق التواصل المستمر مع وسائل الإعلام الأجنبية، والتعاون مع أكبر وأهم القنوات التلفزيونية الدولية»، مشيرة إلى أن «المذيع الإيطالي يستخدم التكنولوجيا الحديثة في عالم الصورة والفيديو، كما أنه يعرض برنامجه بطريقة الاكتشاف، ومعايشة التجربة داخل المعالم الأثرية المختلفة، ما يخلق رغبة لدى المشاهد لزيارة مصر ومعايشة التجربة السياحية بها»، لافتة إلى أن «السائح الإيطالي يهتم بالسياحة الشاطئية، ويتزايد اهتمام السائحين الإيطاليين بالسياحة الثقافية المصرية».
وعن الإجراءات الأمنية التي اتخذتها مصر لزيادة الحركة السياحية الوافدة إليها، أكدت وزيرة السياحة أن «المجلس الدولي للسياحة والسفر منح مصر هذا العام جائزة (الريادة الدولية في السياحة)، وذلك تقديراً لجهود الدولة المصرية في تعزيز قطاع السياحة، ليكون أكثر صلابة وقدرة على تحمل الصدمات، ولتحسين الأوضاع الأمنية، التي ساعدت على إعادة جذب السائحين، وشركات السياحة الكبرى، إلى الوجهات المصرية».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.