جدد تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الجمعة الماضي حول وجود «خلافات كبيرة» بين موسكو وطوكيو بشأن جزر«الكوريل» المتنازع عليها، الجدل القديم بشأن السيادة على الجزر الأربع.
وتقع الجزر الأربع بين شمال اليابان وشرق روسيا في بحر "أوخوتسك" والمحيط الهادي، ويعيش فيها نحو 20 ألف شخص.
وفشل البلدان خلال 25 لقاء انعقد بينهما، منذ عام 2013، في الوصول إلى تسوية لهذا النزاع التاريخي الذي لا يزال موضوعاً رئيسياً في أي لقاء بين مسؤولي الجانبين.
وبدأ النزاع على تلك الجزر، في عام 1786 حين طالبت إمبراطورة روسيا كاترين بالسيادة على الجُزر بعد تقرير وزاري أكد أن «بحارة روسيا» اكتشفوا هذه الجزر وأنه «من المفترض أن تعود بلا جدال إلى روسيا»؛ قبل أن يعود البلدان لمفاوضات انتهت بعودة هذه الجزر لليابان، وذلك في عام 1875، حين وقع البلدان معاهدة جديدة اقتضت منح طوكيو الجزر الأربع.
والجزر الأربع التي ترفض طوكيو الاعتراف بالسيادة الروسية عليها هي إيتوروب، وكوناشير، وشيكوتان، وهابوماي.
وظل الأمر مستقراً في ظل التزام البلدين ببنود المعاهدة، إلى أن وقعت الحرب العالمية الثانية، ليضم الجيش السوفياتي الجزر الأربع إليه قبل نهايةالحرب، لتظل الأزمة قائمة إلى الوقت الحالي.
وفشلت كُل المعاهدات الثنائية بين البلدين، حتى في عام 1956، عند إعلان إقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا واليابان، وبعدما تعهد الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشيف بإعادة الجزيرتين الصغيرتين شيكوتان وهابوماي إلى اليابان، مقابل معاهدة سلام؛ تخلى الأخير عن وعوده.
وتُعد تلك الجزر أقرب جغرافياً لليابان من روسيا؛ فهي تقع إلى أقصى جنوب أرخبيل الكوريل المؤلف من سلسلة من الجزر البركانية الصغيرة الممتدة على شكل قوس بين شبه جزيرة كاماتشكا الروسية شمالا وجزيرة هوكايدو اليابانية الكبيرة جنوبا، ولهذا تُطلق عليها اليابان اسم «أراضي الشمال»، في حين تُسميها روسيا «الكوريل الجنوبية».
وعززت روسيا من هيمنتها على الجزر مؤخراً، بعدما أعلنت في ديسمبر (كانون الأول)، إقامة أربع ثكنات عسكرية في جزر الكوريل، كما أنها مدّت في فبراير (شباط)، كابلات الألياف الضوئية لتزويد المنازل والشركات فيها بخدمة الإنترنت السريعة.
وتكتسب هذه الجزر أهمية استراتيجية كُبرى لكونها غنية بالأسماك والمياه المعدنية والمعادن النادرة مثل الرينيوم الذي يستخدم في صناعة محركات الطائرات الأسرع من الصوت، إلى جانب أنها مسؤولة عن تأمين مدخل للأسطول الروسي إلى المحيط الهادي، حيث تتمركز السفن الحربية الروسية في هذه المنطقة، بفضل المضيق بين كوناشير وإيتوروب الذي لا يتجمد في الشتاء.
وكان وزير الخارجية الياباني السابق فوميو كيسيدا، قد وصف، في تصريح سابق له، حل مشكلة معاهدة السلام مع روسيا بـ«الصعب»، موضحاً أنه «ليس من السهل حل مشكلة الجُزر الأربع وإبرام معاهدة سلام مع روسيا بعد 70 عاما من نهاية الحرب».
«الكوريل»... نزاع روسي - ياباني عمره 233 عاماً
البلدان فشلا خلال 25 لقاء انعقد بينهما في الوصول إلى تسوية
«الكوريل»... نزاع روسي - ياباني عمره 233 عاماً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة