بداية متعثرة لبرنامج تقييم المعلمين في مدارس نيويورك

الاستعانة بـ«مطوري المواهب» ووعود بتحسين المعايير

بداية متعثرة لبرنامج تقييم المعلمين في مدارس نيويورك
TT

بداية متعثرة لبرنامج تقييم المعلمين في مدارس نيويورك

بداية متعثرة لبرنامج تقييم المعلمين في مدارس نيويورك

شغلت «ليلي دين وو»، على مدى 24 عاما، منصب مديرة المدرسة الحكومية رقم 130 جنوب حي مانهاتن، في ولاية نيويورك الأميركية. وخلال تلك الأعوام الطويلة حدثت بعض التغييرات البسيطة في يومها التعليمي، الذي كان يشهد في الغالب المظاهر التالية: طلاب متململون من العملية التعليمية أو طلاب سيئو السلوك، ميزانيات، مشكلات المناهج الدراسية، بالإضافة إلى اجتماعات مع أولياء الأمور الذين لا يتحدث كثير منهم اللغة الإنجليزية.
أما العام الحالي، فتقضي «وو» ومساعد المدير كثيرا من الوقت في التنقل بين الفصول الدراسية، حاملين بأيديهما لوحات الملاحظات وأجهزة الـ«آي باد»، حيث جرى وضع اسميهما على قوائم التدقيق الخاصة بتقييم العملية التعليمية. وأثناء الرحلات المكوكية التي تقوم بها بين الفصول، تطرح «وو» الأسئلة المعتادة: هل يجري شرح الدرس بوضوح؟ هل تسير العملية التعليمية في الفصول الدراسية بشكل منتظم؟
وتبعا لبرنامج تقييم المعلمين، جرى إعلام جميع القائمين على المدارس أنهم سيقضون أكثر من أسبوعين، من أصل 40 أسبوعا مدة السنة الدراسية، في عمل تلك الزيارات المكوكية للفصول الدراسية. وتمتد الساعات التي يقضيها القائمون على المدارس في عقد اجتماعات مع المعلمين لمناقشة التجارب كافة التي تواجههم خلال اليوم الدراسي وإدخال الدرجات الخاصة بكل معلم في قاعدة بيانات المدرسة الخاصة بتقييم المعلمين، على مدار أكثر من شهر.
وتقول «وو»، 62 عاما، إنه «عند مرحلة ما في عملية التقييم، تبدو الملاحظات التي يبديها المعلمون مهمة، لكن تقديم المشورة لطفل متعثر في الدراسة أو عائلة تسعى لمساعدة أبنائها في تحصيل الدروس في المنزل على القدر نفسه من الأهمية».
وقد شكلت جميع الأعمال التي جرت إضافتها إلى مهام المعلمين نتيجة لعملية تقييم المعلمين الجديدة التي بدأ تطبيقها في مدينة نيويورك في خريف هذا العام. ويُعد تبني نظام تقييم المعلمين، أو أحد أشكاله، في معظم الولايات هو الإنجاز الرئيس لحركة إصلاح التعليم. ومن الناحية النظرية، جرى قبول هذا النظام على نطاق واسع على أساس أنه خطوة تأخرت كثيرا على طريق تقييم المعلمين.
ولا يتعلق الأمر بتقييم أداء المعلمين فقط، حيث يعمل هذا النظام أيضا على إعادة ترتيب الإيقاع اليومي والأسبوعي للتجربة المدرسية من خلال عدة طرق أساسية، منها أنه يجب أن يخضع الطلاب لمزيد من الاختبارات، التي تهدف إلى تقييم معلميهم، مما تسبب في رد فعل عنيف من قبل أولياء الأمور، كما أدى ذلك إلى تراجع المدارس عن إخضاع الطلاب لتلك الاختبارات، لا سيما في مراحل التعليم الأولى.
ويبعث المسؤولون عن التعليم في مدينة نيويورك بمجموعة من الأشخاص يُعرفون بـ«مطوري المواهب» إلى المدارس لمساعدة المديرين في إجراء عملية التقييم. كما يقوم المسؤولون بالبحث عن المال لاستئجار المشرفين المتقاعدين للنزول إلى المدارس التي تشهد نشاطا وعبء عمل مكثفين. وخلال الأسبوع الماضي، قال مسؤولو التعليم في مدينة نيويورك، في محاولة منهم لتخفيف أسباب قلق مديري المدارس، إنهم سيقومون بتحسين معايير التقييم حتى تصبح أكثر مرونة.
ويتزامن تطبيق معايير تقييم المعلمين تلك مع وضع معايير أكاديمية أكثر صرامة تعرف باسم «الأساس المشترك»، التي تتطلب تطبيق مناهج جديدة تماما في بعض الحالات.
في صباح أحد أيام الشهر الماضي في المدرسة الحكومية رقم 295 الكائنة في «بارك سلوب»، ببروكلين، كان هناك تسعة أشخاص كبار السن يمارسون مهام عملهم داخل أحد الفصول المدرسية للصف الأول الذي يضم 30 طالبا بالتعليم العام والخاص، حيث كان هؤلاء الأشخاص التسعة هم: المعلمة التي يجرى مراقبة وتقييم أدائها، بالإضافة إلى معلم ثان وثلاثة مساعدين مهنيين منوط بهم المهام المتعلقة بهذا الفصل المدرسي، وكذلك مديرة المدرسة ومساعد مديرة المدرسة ومطورة المواهب وأحد المسؤولين عن نظام المدرسة الذي يعمل استشاريا.
كانت نينا فيليبس، المعلمة التي تخضع للمراقبة والتقييم، تستخدم كتابا عن القلاع لكي توضح للطلاب كيفية إيجاد الدليل لاختبار معتقداتهم. فعلى سبيل المثال، جرى إثبات عدم صحة الفكرة الأصلية المترسخة لدى الطلاب بأن «كل شخص كان يمتلك قلعة منذ زمن طويل» لأن الكتاب أظهر أن القلاع كانت مملوكة بشكل رئيس للملوك والملكات والأسياد والسيدات الذين كانوا يعيشون فيها.
وبعد ذلك، ناقشت ليندا مازا، مديرة المدرسة، والمراقبون الآخرون، الأمور المتعلقة بهذه الزيارة لمدة ساعة واحدة، ومدحوا الأداء الجيد لفيليبس، لا سيما فيما يرتبط برصد سلوك الطلاب والاستجابة والتعقيب على ما يذكرونه والانتقال بشكل متواصل وسلس بين مناقشات الطلاب – وهو ما يُعرف بمنح الأدوار للطلاب للتحدث والمناقشة فيما بينهم من أجل تعزيز عملية الفهم والتعلم – وإلقاء المحاضرة.
بيد أن مارسيلا باروس، مطورة المواهب، أثارت سؤالا بشأن استخدام فيليبس أسئلة مغلقة (نعم أو لا) بدلا من استخدام الأسئلة المفتوحة بشكل أكثر، مثل: «هل يذكرنا هذا الأمر بأي شيء يجعلنا نعتقد بوجود أفكار مبتكرة يمكن إضافتها إلى قائمة الأفكار هذه؟».
وتقول باروس: «أعتقد أنني كنت أتساءل إذا ما كانت هناك طريقة لإشراك الطلاب بشكل أكبر في الأسئلة أم لا».
وفي حين أن عمدة مدينة نيويورك المنتخب بيل دي بلاسيو قد يكون قادرا على تغيير بعض العناصر في عملية التقييم، إلا أن كثيرا من تلك العناصر يعد مقدسا في قانون الولاية. ويصنف النظام الجديد المعملين على أن لهم تأثيرا وفعالية عالية أو أنهم فاعلين فقط أو متطورين أو غير فاعلين، وذلك اعتمادا على مزيج من الملاحظات والتقييم للفصل المدرسي ومدى تقدم مستوى الطلاب في الاختبارات على مستوى الولايات والاختبارات أو الإجراءات المطورة محليا. وفي حال تقييم المعلم على أنه غير فاعل لمدة عامين متتالين، فمن الممكن أن يكون معرضا للفصل من عمله.
ومن أجل إجراء عملية إبداء الملاحظات والتقييم، يمكن للمعلمين اختيار تقييمهم من خلال إلقاء ست محاضرات مدة كل واحدة منها 15 دقيقة، أو ثلاث زيارات مدة كل واحدة منها 15 دقيقة، ومحاضرة واحدة لنحو ساعة.
وبالنسبة لمديري المدارس مثل وو، يصل العدد الإجمالي لساعات إبداء الملاحظات والتقييم إلى ما يقرب من 90 ساعة بالنسبة لوو ومساعدتها المهنية. كما يجب على هؤلاء الأشخاص أيضا ملء المستندات وإدخال تقاريرهم في برنامج جديد على الكومبيوتر.
من جانبهم، وصف العديد من مديري المدارس البرنامج بأنه غير ملائم أكثر من كونه مفيدا. وأضاف المديرون أن البرنامج لا يشتمل على خاصية وظيفة التدقيق الإملائي وأحيانا يتوقف عن العمل، بما لا يمكنهم من حفظ ما أنجزوه قبل الخروج من البرنامج. وفي المقابل، قال المسؤولون بالتعليم إن هذه المشكلات كان يجري حلها.
ومثلما هي الحال في أغلبية المناطق، حلت أنظمة الملاحظات والتقييمات الجديدة محل نظام كان يتضمن وجود أدنى حد من الملاحظات، وهو الذي يتبعه القليل من المناطق، حيث لم تكن تحتسب درجات الاختبار مع تقييم المعملين على أن أداءهم مُرض أو غير مرض فقط.
اعترف المسؤولون عن التعليم بالمدينة بمدى صعوبة التحول لاتباع نظام جديد، ولكنهم قالوا إن لديهم الأمل في أن يجري إدراك وتفهم هذا النظام مع مرور الوقت.
وتقول ديفون بولجليا، المتحدثة باسم الإدارة التعليمية للمدينة، إن «هذا الإجراء ليس مثل الضغط على زر تشغيل، حيث إن المدارس كانت تتحدث طوال 80 عاما عن مسألة (النجاح/ الرسوب)، ويعد ذلك النظام أكثر تعقيدا ولن يكون الشخص بارعا فيه من الوهلة الأولى».
وعلى الرغم من ذلك، فإن النتائج المبكرة التي ظهرت في الولايات التي جرى فيها تطبيق أنظمة التقييم الجديدة منذ أكثر من عام، لم تكن مختلفة كثيرا عن النتائج السابقة، حيث حقق جميع المعلمين تقريبا أعلى الدرجات.
وقال المؤيدون لهذه الإصلاحات إن الهدف لم يكن مجرد تحسين الدرجات فقط، بل أيضا تحسين عملية التدريس من خلال منح التغذية الاسترجاعية الأكثر تفصيلا بصورة مستمرة.
بيد أن بعض المعلمين قالوا إن هذه العملية كانت أشبه بلعبة غوتشا «gotcha».
وفي السياق نفسه، تقول لورا برومبرغ، البالغة من العمر 36 عاما وهي معلمة برياض الأطفال في المدرسة الحكومية/ المتوسطة رقم 178 الكائنة في كوينز، إنه في صباح أحد الأيام خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حضر أربعة أشخاص كبار السن إلى فصلها المدرسي: وهم اثنان من مطوري المواهب ومدير المدرسة ومساعد مدير المدرسة. والتقط أحدهم بعض الصور الفوتوغرافية، فيما تحدث أحدهم مع الأطفال. وجلس شخص آخر منهم على مقعدها، حيث وصفت برومبرغ هذا الفعل الأخير بأنه يرمز للانتقاص من سلطتها داخل الفصل والتسبب في حدوث اضطراب داخل فصلها. وتقول المعلمة المخضرمة برومبرغ، التي تعمل في مجال التدريس منذ 14 عاما: «أدى ذلك الأمر إلى جلوسي على الأرضية، ومن المؤكد أن وجود هؤلاء الأشخاص تسبب في تغيير الديناميكية المتبعة داخل الفصل».
وقال مايكل مولغرو، رئيس نقابة المعلمين بالمدينة، إنه وجد خللا في هذا المنهج. وأردف قائلا: «وفقا لما هو واضح علانية، تبدو إجراءات التقييم هذه على أنها تبعث برسالة مفادها أنه من المفترض أن تهدف الملاحظات إلى مساعدة المعملين، بيد أن لغة التواصل الخاصة بهم وطريقتهم تجاه ذلك المنهج وجميع التعليمات الأخرى الصادرة للمدارس تشير إلى أن مضمون الرسالة هو أن تلك الطريقة لا تتعلق بالمساعدة في عملية تطوير المعلمين بل تتبع المعلمين الذين لا نرغب في وجودهم».
وقال بعض المعلمين الآخرين إنهم كانوا يخضعون بشكل جزئي لعملية وضع درجات لتقييمهم في مواد خارجة عن نطاق سيطرتهم.
من جانبه، قال جيوفري تولوتش، أحد المحاضرين في مجال الطهي بإحدى المدارس الثانوية في مانهاتن، إن نتائج اختبار «English Regents» تحتسب في سجل تقييمه.
وخلال الأسبوع الماضي، قال شايل بولاكو سورانسكي، الرئيس الأكاديمي للإدارة التعليمية بمدينة نيويورك، إنه بمرور الوقت سيقوم المسؤولون بالمدينة بتطوير عمليات التقييم للمواد مثل فنون الطبخ والموسيقى. وأضاف أيضا أن المسؤولين بالمدينة سيقدمون اقتراحا لمنح خيار للمعلمين مثل تولوتش لإدراج ملاحظات مدير المدرسة فيما يتعلق بعملية التدريس وعمل الطلاب ضمن المجموع الإجمالي للنسبة المئوية من التقييم.
وقال إنه يمكن منح المدارس خيار المضي قدما في تطوير الاختبارات الإضافية، مع إمكانية منح المديرين المرونة لإجراء زيارات أقل للمعلمين الذي يؤدون عملهم جيدا باستمرار لكي يمكن توجيه كثير من الاهتمام إلى المعلمين الذين يحتاجون إلى المساعدة. وستتطلب هذه التغييرات موافقة نقابة المعلمين والولاية.
وأشار بولاكو سورانسكي أيضا إنه ليست هناك عواقب سيئة لأي تقييم ضعيف من دون المصادقة على ذلك من قبل مدير المدرسة، مضيفا: «إذا كان القائمون على عملية التقييم يرون أن هناك معلما معينا بارع، فلن يكون لذلك الأمر أي تأثير بالنسبة لهذا المعلم».
وفي هذا الصدد، قالت دونا تايلور، مديرة إحدى المدارس في بروكلين، إنه على الرغم من وفرة الأشخاص «الأذكياء الذين لديهم نوايا طيبة» لمساعدة المعلمين ومديري المدارس لفهم النظام، «فإنه ما زال هناك كثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة، مما يجعل عملية إطلاق البرنامج بمثابة بداية متعثرة للغاية».

* خدمة «نيويورك تايمز»



وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب
TT

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

لا يخفى على أحد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الاجتماعية على شبكة الإنترنت بالنسبة للأفراد والمؤسسات الخاصة والعامة والشركات التجارية والحكومات وأجهزة الأمن المحلية والدولية والمراكز الطبية هذه الأيام. إذ يتزايد استخدام هذه الوسائل بوتيرة مثيرة للاهتمام ويتعدد استخدامات هذه الوسائل في كثير من الحقول الهامة لتحسين أدائها وتطويرها وربط ما أمكن من معلومات ببعضها بعضا وتوفيرها لجميع المعنيين بأسرع وأوضح صورة ممكنة. ومن هذه الحقول بالطبع الحقل التعليمي، إذ كان من أول الحقول التي عملت على استغلال شبكة الإنترنت وحاولت الاستفادة من تقنياتها وقدراتها على التحفيز وتطوير أداء المعلمين والطلاب على حد سواء. وقد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا تلعب دورا جوهريا كبيرا في الحياة التعليمية، أكان ذلك في المدارس العادية أم في الجامعات الهامة.

تفوق في التواصل والأكاديميا
تشير الأرقام الأخيرة إلى أن نصف سكان المعمورة يستخدمون شبكة الإنترنت هذه الأيام، وأن عدد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة ارتفع بنسب 21 في المائة من عام 2015 أي منذ عامين فقط. وقد وصل عدد الذين يستخدمون هذه الوسائل الاجتماعية إلى 2.8 مليار مستخدم العام الماضي.
وأظهرت آخر الدراسات لمؤسسة «يوني شوتس» الطلابية لإنتاج الفيديو، أن جامعة تتربع على عرش الجامعات البريطانية من ناحية عدد المتابعين لوسائلها الخاصة بالتواصل الاجتماعي. وأن جامعة كامبردج في المرتبة الثانية في هذا المجال.
أما في المرتبة الثالثة فقد جاءت كلية لندن للاقتصاد التي تعتبر من الجامعات الهامة على الصعيد العالمي في مجال العلوم الإنسانية. وقد حاولت شركة إنتاج الفيديو هذه التي أسسها بعض الخريجين التعرف عما إذا كان أي ترابط بين ترتيب صحيفة الـ«غارديان» البريطانية لأفضل الجامعات لعام 2018 وبين النتائج التي توصلت إليها حول عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لهذه الجامعات.
وكما تقول تقول سيتا فارداوا في مقال خاص على موقع مؤسسة «ذا»، إن العلاقة بين ترتيب أفضل الجامعات وترتيب الجامعات من ناحية عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لديها متنوع جدا وغير واضح وليس مشروطا. ففيما كان هناك ترابط في حالة جامعتي أكسفورد وكامبردج اللتين تحتلان المركزين الأول والثاني في كل من التصنيفين، جاءت جامعة لندن متروبوليتان (جامعة لندن الحضريةLondon Metropolitan University - وهي جامعة بحثية عامة) في المركز الرابع في ترتيب المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعية، بينما كانت في الترتيب 117 على لائحة صحيفة الـ«غارديان» لأفضل الجامعات.
لا بد من التذكير هنا بأن مؤسسة «ذا» أو موقع «ذا»، يهتم بتأمين المعلومات تزويد البيانات التي تدعم التميز الجامعي في كل قارة في جميع أنحاء العالم. وهي من المراجع الهامة والرائدة «في تصنيف الجامعات الأكثر تأثيرا في العالم، ولديها خبرة تقارب خمسة عقود كمصدر للتحليل والبصيرة في التعليم العالي»، كما لديها خبرة «لا مثيل لها في الاتجاهات التي يقوم عليها أداء الجامعة عالميا. وتستخدم بياناتنا وأدوات قياسها من قبل كثير من الجامعات المرموقة في العالم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية».

{فيسبوك» نافذة للجامعات
وبالعودة لـ«يوني شوتس»، فقد أظهرت نتائج الدراسة الأخيرة أن الـ«فيسبوك» كان المنصة الأكثر اختيارا من قبل المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي والتي فضلوا استخدامها لمتابعة جميع الجامعات، وحصدت على أعلى الأرقام مقارنة مع بقية وسائل التواصل الأخرى.
ويقول مؤسس «يوني شوتس» روس ليندغرين، في هذا الإطار إنه «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». وقال روس ليندغرين، مؤسس «يوني شوتس»: «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، التي ارتفع استخدامها في السنوات الأخيرة في بال ليندغرين، إذ أضاف أن المؤسسة تخطط في المستقبل للبحث في حجم استخدامات ومتابعات «تويتر» واستخدام «سناب شات». ومن النتائج التي أظهرتها الدراسة التي شملت 121 جامعة أيضا، أنه كان للجامعات التي كانت الأكثر نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي، أيضا أكبر عدد من الأتباع على جميع المنصات. وخصوصا في منصة حجم استخدام الـ«يوتيوب».
وتشمل هذه المنصات، عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي، عدد زيارات موقع الجامعة (بالملايين) خلال الأشهر الستة الأخيرة لعام 2017، وعدد المتابعين لـ«فيسبوك» في كل جامعة، عدد المتابعين لـ«إنستغرام» في كل جامعة، وعدد المتبعين لـ«يوتيوب» في كل جامعة.

وسيلة للطلاب الأجانب
وعلى صعيد آخر، أكد المدير الإداري في مؤسسة «هوبسونز» الخاصة بالتعليم العالي جيرمي كوبر أن الطلاب حول العالم يستخدمون مواقع الشبكات الاجتماعية للبحث واختيار كلياتهم هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى، وذلك في تعليق خاص حول كيفية استخدام الطلاب الأجانب لوسائل الإعلام الاجتماعية لاختيار إحدى الجامعات البريطانية للدراسة.
وقد كشف «المسح الدولي للطلاب - ISS» السنة الحالية أن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي تتزايد وتنمو باطراد بالنسبة للطلاب الدوليين أو الأجانب. كما أظهر المسح أن «حملات وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي تشكل كيف ينظر هؤلاء الطلاب المحتملون إلى المملكة المتحدة كمكان للدراسة».
ويقول كوبر، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن بالنسبة للشباب الوسيلة الرئيسية لجمع المعلومات والتواصل مع أصدقائهم ومعارفهم. ويبدو من النتائج التي حصل عليها «المسح الدولي»، أن «83 في المائة من الطلاب المحتملين يستخدمون قنوات اجتماعية للبحث عن الجامعات، أي بزيادة قدرها 19 في المائة بين عامي 2016 و2017». وفيما «تختلف التفضيلات من بلد إلى آخر، فإن مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية (فيسبوك) و(يوتيوب) و(إنستغرام) تهيمن على استخدام الشبكات الاجتماعية الأخرى والمعروفة».
ويبدو أن الطلاب يبدأون باستخدام وسائل الاتصال هذه قبل إجراء أي تحقيق حول مستقبلهم التعليمي وأين سيدرسون، الأمر الذي يشير إلى أهمية المشاركة المبكرة على هذه الوسائل. ويترافق هذا مع ارتفاع في نسبة عدد الطلاب والمهتمين باستخدام «واتساب» للتواصل مع الجامعات التي يهتمون بها ووصلت نسبة الارتفاع إلى 42 في المائة، بينما فضل 35 في المائة استخدام «فيسبوك».
وأهم ما كشفه بحث «المسح الدولي» هو أن هناك رابطا مباشرا وهاما وإيجابيا أيضا بين شعبية قنوات وسائل التواصل الاجتماعي للجامعات وعدد الطلاب الدوليين الذين تجذبهم هذه الجامعات.
ويبدو أيضا هناك دور كبير لطبيعة اللغة المستخدمة لقنوات التواصل الاجتماعي للجامعات، وطبيعة الترحيب بالطلاب الأجانب، في جذب الطلاب. إذ إن هذه القنوات قادرة على تكوين وتشكيل الكيفية التي ينظر بها الطلاب إلى الجامعات البريطانية بشكل عام.
ويتبين من نتائج «المسح الدولي» أن 84 في المائة من الطلاب الدوليين المحتملين يقولون إن حملات مثل حملتي «كلنا دوليون - #WeAreInternational» و«لندن مفتوحة - #LondonIsOpen» - بالإضافة إلى حملة عمدة لندن - تؤثر بشكل إيجابي على تصورهم عن المملكة المتحدة.

ترحيب إلكتروني
لاستقطاب الدارسين
يؤكد جيرمي كوبر في هذا المضمار، أن ترحيب الجامعات مهم جدا في عملية استقطاب الطلاب ومنحهم الشعور الإيجابي نحو الجامعة، إذ إن 31 في المائة من الطلاب الذين تم استطلاعهم يعتبرون عملية الترحيب العامل الرئيسي في اختيارهم للجامعة التي يريدون الدراسة فيها.
وعندما سأل الطلاب: ما إذا كانوا يستخدمون وسائل الاتصال الاجتماعي كجزء من عملية البحث عندما يقررون المكان الذين سيدرسون فيه، 90 في المائة من الطلاب الصينيين قالوا إنها جزء ضرورة في عملية البحث واتخاذ القرار، بينما جاء طلاب تايلاند في المرتبة الثانية بنسبة 86 في المائة ومن ثم طلاب ماليزيا بنسبة 80 في المائة وثم طلاب هونغ بنسبة 79 في المائة وبعدها طلاب الهند بنسبة 78 في المائة وثم نيجيريا بنسبة 72 في المائة وبعدها طلاب المملكة العربية السعودية بنسبة 68 في المائة وبعدها سنغافورة وكندا والولايات المتحدة الأميركية.