طريق آرسنال الطويل إلى باكو يحدد مدى نجاح موسمه

الفوز بلقب الدوري الأوروبي سيعيد البريق للفريق والهزيمة ستفتح باب المشاكل مجدداً

لاعبو آرسنال يحتفلون بتأهلهم لنهائي الدوري الأوروبي حيث تبقى خطوة للتتويج (أ.ف.ب)
لاعبو آرسنال يحتفلون بتأهلهم لنهائي الدوري الأوروبي حيث تبقى خطوة للتتويج (أ.ف.ب)
TT

طريق آرسنال الطويل إلى باكو يحدد مدى نجاح موسمه

لاعبو آرسنال يحتفلون بتأهلهم لنهائي الدوري الأوروبي حيث تبقى خطوة للتتويج (أ.ف.ب)
لاعبو آرسنال يحتفلون بتأهلهم لنهائي الدوري الأوروبي حيث تبقى خطوة للتتويج (أ.ف.ب)

في شهر مايو (أيار) الماضي، كان نادي آرسنال يفكر في التعاقد مع بديل للمدير الفني الفرنسي آرسين فينغر، وأعد الفريق التنفيذي بالنادي قائمة مختصرة تضم عددا من المديرين الفنيين الذين يشترط فيهم النادي معايير معينة، مثل طريقة اللعب والقدرة على تطوير اللاعبين الشباب والسيطرة على اللاعبين داخل غرفة خلع الملابس، وغيرها.
لكن ربما كان المعيار الأهم هو مدى قدرة المدير الفني الجديد على إعادة آرسنال للمشاركة في دوري أبطال أوروبا بأسرع وقت ممكن. ولم يكن من المهم الطريقة التي سيصل بها الفريق إلى هذه البطولة أو كيف ستكون مسيرته بها بعد ذلك، لكن هدف آرسنال كان واضحا تماما منذ البداية وهو العودة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
ونتيجة لذلك، تعاقد آرسنال مع المدير الفني الإسباني أوناي إيمري، الذي تشير سيرته الذاتية إلى أنه متخصص في بطولة الدوري الأوروبي، حيث قاد إشبيلية الإسباني للحصول على لقبها ثلاث مرات متتالية. وشكك البعض في قدرات إيمري، الذي تولى قيادة فريق يعاني من تفكك واضح وسوء نتائج على مستوى الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه أعاد الفريق لتقديم الكرة الهجومية الجميلة والسريعة. وقاد بيير إيمريك أوباميانغ وألكساندر لاكازيت الفريق لتقديم مباريات قوية والوصول إلى المباراة النهائية للدوري الأوروبي، ليكون هذا هو النهائي الرابع لإيمري في هذه البطولة.
وقال لاكازيت: «هذا هو الشيء الذي رآه النادي فيه كمدير فني. لقد جاء لكي ينقل الفريق إلى الخطوة التالية، وقد فعل ذلك لأننا وصلنا إلى المباراة النهائية في موسمه الأول».
لكن يمكن القول بأن الوصول للمباراة النهائية يعد «نصف خطوة» لن تكتمل إلا بعد الصعود إلى منصة التتويج للاحتفال بلقب الدوري الأوروبي في 30 مايو (أيار) الجاري. وبالتالي، فإن الطريق الطويل إلى عاصمة أذربيجان، باكو، (وهو الطريق الذي بدأ بالفعل في باكو في المباراة الافتتاحية لدور المجموعات أمام فريق «إف كيه كاراباج» في مباراة بدأها آرسنال بخط هجومي مكون من داني ويلبيك وإميل سميث رو) هو الذي سيحدد مدى نجاح مسيرة الفريق هذا الموسم.
فلو فاز آرسنال بلقب الدوري الأوروبي فسيكون موسم الفريق ناجحا وفقا للمعيار الرئيسي للنادي، أما الخسارة فسوف تؤدي إلى ظهور العديد من المشكلات. وفي الحقيقة، يعد هذا النهائي بمثابة نقطة محورية لشيء أكبر من مجرد المنافسة مع تشيلسي، لأن آرسنال لديه طموحات كبيرة للعودة مرة أخرى للمنافسة بقوة على المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز، بل والمنافسة على لقب الدوري والألقاب الأوروبية أيضا. ويدرك آرسنال جيدا أنه لم يصل إلى هذه المرحلة بعد وأن أفضل طريقة لبناء حالة من الزخم حول الفريق هي العودة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.
وتجب الإشارة إلى أن الفريق الذي «ورثه» إيمري ما زال بحاجة للمزيد من التدعيمات، لكن الدخول في سوق انتقالات اللاعبين يعد أمرا معقدا للغاية بالنسبة لنادي آرسنال. ومن المتوقع أن يعلن النادي عن خسائر فادحة عندما يكشف عن النتائج المالية القادمة، كما أن مالكه لا يبدي أي اهتمام بضخ استثمارات خاصة، بالإضافة إلى أن النادي قد خسر أهم شخص في عملية اختيار اللاعبين الذين يجب أن ينضموا للنادي وهو الكشاف الموهوب سفين ميسلينتات، الذي رحل عن النادي مؤخرا، في الوقت الذي فشل فيه النادي في التعاقد مع مدير للكرة. ويعني كل ذلك أن الظروف المثالية لإعادة بناء الفريق ليست متاحة بالشكل المطلوب.
ومرة أخرى، يحتاج الفريق بقوة للتأهل لدوري أبطال أوروبا، نظرا لأن ذلك الأمر سيساعد النادي كثيرا، سواء من حيث النواحي المالية أو من حيث مكانة الفريق على مستوى القارة.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان آرسنال وإيمري لا يزالان يكتشفان بعضهما البعض، حيث جلس راؤول سانليهي وفيناي فينكاتيشام لتوضيح كيف أن العودة للمشاركة في البطولات الأوروبية تعد أمرا حيويا للغاية للنادي. وقال سانليهي: «إننا نحتاج إلى استعادة وضعنا وهيبتنا لكي يتم النظر إلينا على أننا ناد منافس في دوري أبطال أوروبا. ومن هناك، سوف تبدأ العجلة في الدوران مرة أخرى، وهذا هو ما سيمنحنا السرعة ويجعلنا أكثر قدرة على التعاقد مع أفضل اللاعبين، حتى نتمكن من تحقيق المزيد من الأموال. إنها دائرة مفرغة، فكلما حققنا نتائج أفضل حصلنا على المزيد من الأموال ونجحنا في التعاقد مع لاعبين أفضل، وهو الشيء الذي يساعدنا على تحقيق نتائج أفضل، وهكذا».
لقد أظهر لاعبو ومشجعو آرسنال أمام فالنسيا في الدور نصف النهائي للدوري الأوروبي أنهم مشتاقون للغاية للفوز بهذه البطولة، حيث كان اللاعبون يلعبون بكل سعادة وثقة وطموح. وقال لاكازيت عن ذلك: «إننا نعلم أنها فرصة عظيمة للتأهل لدوري أبطال أوروبا، وهذا أمر مهم حقاً، لكنها فرصة أيضا فيما يتعلق بالحصول على الألقاب والبطولات. النادي بحاجة للفوز ببطولة، واللاعبون كذلك. وقبل كل شيء، لدينا الآن فرصة للفوز بالكأس».


مقالات ذات صلة

فليك: برشلونة محظوظ بالتعادل مع سيلتا فيغو

رياضة عالمية هانز فليك (أ.ف.ب)

فليك: برشلونة محظوظ بالتعادل مع سيلتا فيغو

قال هانز فليك مدرب برشلونة إن لاعبيه المخطئين يجب ألا يلوموا سوى أنفسهم، بعد التعادل 2 - 2 مع مضيفه سيلتا فيغو، السبت، في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (فيغو (إسبانيا))
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم مدرب يونايتد: سأكون صارماً عندما يتطلب الأمر

يُعرف روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بقدرته على التواصل مع اللاعبين وهو أمر يقول كثيرون إن سلفه إريك تن هاغ كان يفتقده.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية لاعبو راسينغ كلوب خلال التتويج باللقب (أ.ف.ب)

راسينغ الأرجنتيني بطلاً لأميركا الجنوبية للمرة الأولى في تاريخه

توج فريق راسينغ كلوب الأرجنتيني بلقب كوبا سود أمريكانا لأول مرة في تاريخه بعد الفوز على كروزيرو البرازيلي بنتيجة 3 / 1 في المباراة النهائية مساء السبت.

«الشرق الأوسط» (أسينسيون )
رياضة عالمية منتخب النجوم السوداء قدم مستويات سيئة للغاية في التصفيات الأفريقية (منتخب غانا)

المشاكل الإدارية تعصف بجيل رائع من المواهب الغانية

لم تحقق غانا الفوز الذي كانت تحتاج إليه أمام أنغولا، يوم الجمعة قبل الماضية، وبالتالي لن يشارك محمد قدوس وتوماس بارتي وأنطوان سيمينيو في كأس الأمم الأفريقية

جوناثان ويلسون (لندن)
رياضة عالمية لاعبو فالنسيا يحتفلون بأحد الأهداف الأربعة في مرمى بيتيس (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: فالنسيا يغادر مؤخرة الترتيب بنقاط بيتيس

كلّل فريق فالنسيا عودته إلى المنافسة عقب الفيضانات المدمرة في شرق البلاد، بفوز كبير على ضيفه ريال بيتيس 4-2.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.