اتهام «فيسبوك» بمساعدة المتطرفين

واحد من مؤسسيها يدعو إلى تقسيمها

اتهام «فيسبوك» بمساعدة المتطرفين
TT

اتهام «فيسبوك» بمساعدة المتطرفين

اتهام «فيسبوك» بمساعدة المتطرفين

بينما تواجه «فيسبوك»، التي يتابعها ملياران ونصف مليار شخص، وربحت في العام الماضي 22 مليار دولار، تحقيقات في الكونغرس لدورها في تدخل روسيا بانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، وبينما دعا واحد من الذين أسسوها إلى تقسيمها، لأنها صارت «عملاقة وخطرة»، قالت مؤسسات محايدة تراقب الإنترنت إن «فيسبوك» توفر «تسهيلات إلكترونية» للمنظمات والأفراد الذين ينشرون التطرف والعنف. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية»، أمس (الجمعة)، أن واحدة من هذه المؤسسات المحايدة، «المركز الوطني للحذر» في واشنطن العاصمة، كشفت أن «فيسبوك» تشجع جماعات مرتبطة بالإرهاب، وذلك بتقديم تسهيلات إلكترونية يمكن للإرهابيين استغلالها. وكانت «فيسبوك» بدأت في استخدام وسائل إلكترونية متطورة، وأنظمة للذكاء الاصطناعي في مواقع التواصل الاجتماعي لمراقبة النشاطات الإرهابية، وذلك لعدم نجاحها في أن تفعل ذلك بشرياً.
نشر «المركز الوطني للحذر» تقريره بعد دراسة خمسة شهور، شملت صفحات تضم ثلاثة آلاف عضو، منهم من وضع علامة «لايك» (إعجاب)، ومنهم من تواصل مع منظمات تُوصَف بأنها إرهابية من قبل الحكومة الأميركية.
توصل المركز إلى أن تنظيمي «داعش» و«القاعدة» كانا «ناشطين علناً» في «فيسبوك»، وأن برنامج «فيسبوك» الجديد، بدلاً من زيادة كشف النشاطات الإرهابية، كان، في الواقع، يؤسس مقاطع فيديو «احتفالات»، أو «ذكريات»، للصفحات المتطرفة، وأن المتطرفين أقبلوا على البرنامج الجديد بسبب كثرة شعبيته، وميله نحو الإعلام الترفيهي.
وقال تقرير المركز، المكون من 48 صفحة، إن «الجهود التي بذلها (فيسبوك) للقضاء على محتوى الإرهاب كانت ضعيفة وغير فعالة». وأضاف: «يثير القلق بشكل أكبر أن (فيسبوك) كانت تعمل على إنشاء محتوى إرهابي، والترويج له، من خلال نظام النشر التلقائي الذي طُوّر أخيراً». في الجانب الآخر، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» إن «فيسبوك» سارعت ونفت هذه الأخبار. وقالت إن البرنامج الإلكتروني الجديد «يزيل المحتوى المرتبط بالإرهاب بمعدل نجاح أعلى بكثير مما كان عليه الحال قبل عامين». وأضافت «فيسبوك»، في بيان: «لا ندعي ضبط كل شيء. لكن، نظل متيقظين في جهودنا ضد الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم».
وقالت مجلة «تايم» أول من أمس إن البرامج الإلكترونية التي وضعتها «فيسبوك» في موقعها لكشف النشاطات الإرهابية هي المسؤولة عن استغلال المنظمات الإرهابية لها، وإن المسؤولين في «فيسبوك» لم يتعمدوا تقديم أي مساعدة لأي منظمة إرهابية. من ناحية أخرى، قال تلفزيون «سي إن إن»، أول من أمس، إن كريس هيوز، المؤسس المشترك لشركة «فيسبوك»، اقترح تقسيم الشركة إلى شركات فرعية. وقال إن سبب ذلك هو أن «نجاحات (فيسبوك) تستعجل انهيارها». وذلك لأن الشركة صارت «عملاقة وخطرة»، وأنها، عكس أي شركة أخرى عالمية «تدخل البيوت، والأفكار، والعقول، والقلوب». في العام الماضي، رفض قاضٍ اتحادي في نيويورك النظر في قضيتين ضد «فيسبوك»، بأنها تدعم الإرهاب، لأنها تسمح لمنظمات فلسطينية باستخدام موقع التواصل الاجتماعي لدعم الإرهاب، خصوصاً ضد اليهود. وقال القاضي نيكولاس جاراوفيس إن الدعوى التي رفعها محامون نيابة عن 20 ألف إسرائيلي، والدعوى التي رفعها محامون نيابة عن عائلات ضحايا إسرائيل في عمليات تنظيم «حماس»، لا تعتمد على أدلة قوية. وكانت «فيسبوك» جنّدت مجموعة من المحامين للدفاع عنها أمام القاضي. وأشارت إلى جهود سابقة لها لمنع الإرهابيين من استغلال موقعها. في الوقت ذاته، تواجه «فيسبوك» انتقادات بانها تنقاد لقوانين حكومية، في دول مثل الصين، قلّلت حرية التعبير في موقعها. في العام الماضي، قال بيان أصدرته «فيسبوك» إنها تستخدم «معايير عن المسموح والممنوع بشكل لا يحدّ من حرية التعبير في الموقع»، وإنها لن تسمح بأن تكون «فيسبوك»... «منبراً لنشر لإرهاب والتطرف، والكراهية، والمواد غير الأخلاقية»، وإنها لا تدعم «قادة المنظمات الإرهابية والإجرامية، أو الإشادة بهم، أو الموافقة على نشاطاتهم»، وإنها «تحظر التعري في كثير من الحالات، عدا في حالات مثل الفن، أو في مناقشة حالات طبية أو تصوير الرضاعة الطبيعية».


مقالات ذات صلة

زوكربيرغ يسرح مدققي الحقائق من «فيسبوك» و«إنستغرام»

الولايات المتحدة​ لوغو شركة «ميتا» في ولاية كاليفورنيا (أ.ف.ب)

زوكربيرغ يسرح مدققي الحقائق من «فيسبوك» و«إنستغرام»

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» مارك زوكربيرغ، اليوم الثلاثاء، عن عدد من التغييرات الشاملة التي ستغير بشكل كبير الطريقة التي يتم بها تعديل المنشورات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية سمح بإنتاج تقييمات مزيفة للمنتجات والصفحات الموجودة على الإنترنت (رويترز)

كيف تكتشف التقييمات المزيفة للمنتجات على الإنترنت؟

تقول جماعات مراقبة وباحثون إن ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية سمح بإنتاج تقييمات مزيفة للمنتجات والصفحات الموجودة على الإنترنت ومنصات التواصل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي شعار «فيسبوك» (رويترز)

تقرير: «فيسبوك» يمنع المنافذ الإخبارية الفلسطينية من الوصول للمستخدمين

كشف تقرير جديد أن موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فرض قيوداً شديدة على قدرة المنافذ الإخبارية الفلسطينية على الوصول إلى مستخدميه أثناء حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
تكنولوجيا شعار شركة «ميتا» المالكة لمنصة «فيسبوك» (أ.ب)

بسبب خرق للبيانات عام 2018... تغريم «ميتا» 264 مليون دولار

فرضت هيئات مراقبة الخصوصية في الاتحاد الأوروبي غرامات إجمالية قدرها 251 مليون يورو على شركة «ميتا» المالكة لـ«فيسبوك» أمس (الاثنين).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال خطاب جرى بثه على الهواء مباشرة اليوم الاثنين إنه يعتزم الاستقالة من رئاسة الحزب الليبرالي الحاكم، لكنه أوضح أنه سيبقى في منصبه حتى يختار الحزب بديلاً له.

وقال ترودو أمام في أوتاوا «أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل».

وأتت الخطوة بعدما واجه ترودو في الأسابيع الأخيرة ضغوطا كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع حزبه إلى أدنى مستوياته في استطلاعات الرأي.

وكانت صحيفة «غلوب آند ميل» أفادت الأحد، أنه من المرجح أن يعلن ترودو استقالته هذا الأسبوع، في ظل معارضة متزايدة له داخل حزبه الليبرالي.

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر لم تسمها لكنها وصفتها بأنها مطلعة على شؤون الحزب الداخلية، أن إعلان ترودو قد يأتي في وقت مبكر الاثنين. كما رجحت الصحيفة وفقا لمصادرها أن يكون الإعلان أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني الأربعاء. وذكرت الصحيفة أنه في حال حدثت الاستقالة، لم يتضح ما إذا كان ترودو سيستمر في منصبه بشكل مؤقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.

ووصل ترودو إلى السلطة عام 2015 قبل ان يقود الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

لكنه الآن يتخلف عن منافسه الرئيسي، المحافظ بيار بواليافر، بفارق 20 نقطة في استطلاعات الرأي.