«إعمار العقارية» تتطلع لتوزيع أرباح من خلال الطرح الأولي بسوق دبي

تتوقع أن تصل نسبة البيع إلى نحو 15%

«إعمار العقارية» تتطلع لتوزيع أرباح من خلال الطرح الأولي بسوق دبي
TT

«إعمار العقارية» تتطلع لتوزيع أرباح من خلال الطرح الأولي بسوق دبي

«إعمار العقارية» تتطلع لتوزيع أرباح من خلال الطرح الأولي بسوق دبي

أعلنت «إعمار العقارية» نيتها القيام ببيع الأسهم الحالية لـ«مجموعة إعمار مولز» عبر طرح أولي عام في سوق دبي المالي، حيث سيكون الاكتتاب متاحا أمام المستثمرين الأفراد وتبلغ النسبة المخصصة لهم نحو 30 في المائة من الاكتتاب، والمؤسسات الاستثمارية المؤهّلة نحو 70 في المائة من الاكتتاب، على أن يكون 10 في المائة من الأسهم المطروحة محفوظة للذين سيكونون مساهمين في شركة «إعمار العقارية» بتاريخ 10 سبتمبر (أيلول) 2014.
وقالت إعمار في بيان لها أمس إن أولئك المساهمين ستكون لهم أولوية في تخصيص أسهم من هذه النسبة المحفوظة، تتوقع «إعمار العقارية» بيع ما لا يقل عن 15 في المائة من «مجموعة إعمار مولز» كجزء من الاكتتاب.
وكانت «مجموعة إعمار مولز»، الشركة المطوّرة لـ«دبي مول»، قد سجلت إيرادات متميزة بقيمة 1.250 مليار درهم (340 مليون دولار) خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2014، أي بزيادة قدرها 13 في المائة عن إيرادات النصف الأول من عام 2013 التي بلغت 1.106 مليار درهم (301 مليون دولار).
وبلغت إيرادات مراكز التسوق 650 مليون درهم (177 مليون دولار) خلال الربع الثاني من عام 2014، أي بنمو قدره 11 في المائة مقارنة بإيرادات الربع الثاني من عام 2013 التي بلغت 584 مليون درهم (159 مليون دولار).
وفي حين سيعتمد تقييم السعر النهائي للسهم على عملية البناء السعري، ستقوم «إعمار العقارية» بتخصيص نحو 5.3 مليار درهم (1.44 مليار درهم) من عوائد عملية الاكتتاب ليجري دفعها أرباحا للمساهمين. وبإضافة هذا المبلغ إلى أرباح بقيمة 3.7 مليار درهم (1.01 مليار دولار) تقريبا ستكون قد وزعتها «مجموعة إعمار مولز» على المساهمين قبل إتمام الطرح الأولي، ستتمكن «إعمار العقارية» من توزيع أرباح بقيمة 9 مليارات درهم (2.45 مليار دولار) تقريبا على مساهميها.
في هذا السياق قال محمد العبار، رئيس مجلس إدارة «إعمار العقارية»: «إن مساعينا الرامية إلى حصول (إعمار العقارية) على عوائد من خلال إدراج أسهم (مجموعة إعمار مولز) في سوق دبي المالية تمثل جزءا من توجهنا المستمر نحو إعادة الموارد المالية من الشركة إلى المساهمين».
وأضاف: «كما تعبر هذه الخطوة بجلاء عن عمق التزام (إعمار العقارية) تجاه مساهميها، ومدى تقديرنا لولائهم وثقتهم بالشركة منذ تأسيسها عام 1997. وبالإضافة إلى ذلك، يمثل الاكتتاب الأولي العام لـ(مجموعة إعمار مولز) إنجازا هاما في مسيرة تطور الأسواق المالية في دولة الإمارات، لكونه يجمع بين المساهمين من الأفراد والمؤسسات ضمن إدراج واحد في سوق دبي المالية، مما يؤكد الدور الرائد لـ(إعمار العقارية) في تطوير أسواق رأس المال في الدولة، لكونها أولى الشركات التي يجري إدراجها في سوق دبي المالية عام 2000».
وتابع العبار: «حققت (مجموعة إعمار مولز) نموا كبيرا وأرباحا قوية على مدى السنوات الست الماضية.. الأمر الذي مكنها من القيام باستثمارات كبيرة من المتوقع أن تساهم في زيادة إجمالي المساحات المعدة للتأجير لديها بنحو مليون قدم مربعة بحلول عام 2016، وزيادة إيرادات وهوامش أرباح المجموعة، وانطلاقا من مكانة (إعمار العقارية) بوصفها مالكة لـ(مجموعة إعمار مولز)، فإننا نتطلع قدما إلى ما ستحققه المجموعة من نمو في المستقبل، وسنبذل كل جهد ممكن لضمان مسيرة ازدهار الأعمال في هذه المرحلة الجديدة من النمو».



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.