الإفتاء المصرية: محظورات لـ«داعش» و«متشددين» أثارت جدلاً

تمنع خروج المرأة في نهار رمضان وتحرم الإمساكيات والزينة

الإفتاء المصرية: محظورات لـ«داعش» و«متشددين» أثارت جدلاً
TT

الإفتاء المصرية: محظورات لـ«داعش» و«متشددين» أثارت جدلاً

الإفتاء المصرية: محظورات لـ«داعش» و«متشددين» أثارت جدلاً

قالت دار الإفتاء المصرية إنها «رصدت أكثر من 10 فتاوى رمضانية لتنظيم (داعش) الإرهابي و(متشددين) أثارت جدلاً، تتعلق بتحريم (إمساكيات التقويم)، والزينة، والبخور، وخروج المرأة في نهار رمضان». وأكد مصدر في الإفتاء لـ«الشرق الأوسط»، أن «منهج (المتشددين) والجماعات المتطرفة أبعد ما يكون عن هدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو الرحمة المهداة للعالمين، لم يأت ليأمرنا بقتل ولا بذبح، ولا بإفساد في الأرض، ولا بجفوة ولا بشدة مع الخلق، ولا بفحش القول». وأكدت الإفتاء أن «(داعش) أصدر فتوى بضرورة إفطار أعضاء التنظيم أثناء المعارك، بزعم أن الصيام يرهق الجسد، ويشجع على الخمول والاستسلام للتعب»، مضيفة: فتوى أخرى لـ(داعش) بمنع خروج النساء في نهار رمضان، حتى لا يؤدي خروجهن – بحسب التنظيم - إلى فتنة، ومن ترغب في الخروج يكون بعد صلاة المغرب ويكون معها أحد محارمها... فضلاً عن فتوى وجوب إغلاق المحال التجارية آخر 10 أيام قبل (عيد الفطر) ليتفرغ المسلمون للعبادة فقط، بحسب (داعش).
وأوضحت الدار «كما أفتى بعض الدواعش بأن (من لا يحب التنظيم لا يُقبل صيامه)، ثم فتوى (بطلان صيام من لا ينتمي للتنظيم)، حيث أصدر أحد أتباعه ومنظريه فتوى غريبة تقضي ببطلان صيام من لا ينتمي للتنظيم، فكل من يثبت أنه صائم؛ لكنه ليس عضواً في التنظيم صيامه باطل، ويمكن أن يقام عليه الحد».
وأكدت دار الإفتاء أن «بعض الجماعات المتشددة حرمت (إمساكية رمضان التقويمية)». وقال الدكتور شوقي علام مفتي مصر، إنهم «قالوا إن ما تسمى الإمساكية هي (تقويم ليمسك الصائم قبل الفجر ليحتاط الصائم)، وإنها (مخالفة لسنة تعجيل الفطر وتأخير السحور)، وزعموا أنها بدعة قديمة أنكرها أهل العلم في زمانهم، كون وقت الإمساك المذكور فيها يسبق وقت أذان الفجر بربع ساعة». وأضافت الدار أن «هناك فتوى أخرى اعتبرت زينة وفوانيس رمضان (التي هي صارت عادة عند الكثيرين) بدعة لا أصل لها في الإسلام، ولا يجب السير وراءها». وهناك فتوى أخرى بأن «استنشاق البخور في نهار رمضان من المفطرات، بزعم أنه يدخل جوف الصائم فيفطره في الحال».
في غضون ذلك، قال مؤشر عالمي للفتوى التابع لدار الإفتاء، إنه «ما زال طول ساعات الصيام في عدة دول أوروبية يثير جدلاً واسعاً بين المسلمين، الذين يقيمون في هذه البلاد، لا سيما أن عدد ساعات الصوم قد تصل لقرابة 19 ساعة يومياً في دولة مثل بريطانيا، ويزيد عن 20 ساعة يومياً في الدول الإسكندنافية، مثل السويد والنرويج».
وأكد مؤشر الإفتاء «سبق أن صدرت فتوى عن مؤسسة الأزهر عام 1982 ترى أنه في الدول التي يطول فيها اليوم بشكل غير طبيعي، كما هو الحال في دول شمال أوروبا، يجوز للمسلمين الاختيار بين أمرين: الصوم حسب مواقيت البلاد المعتدلة التي نزل فيها التشريع مثل مكة والمدينة، أو حساب وقت الصوم باعتبار زمنه في أقرب البلاد اعتدالاً إليهم».



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.